مجموعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية ينطلق بها الموسم الثقافي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة خلال شهري أبريل ومايو 2012 . تستضيف الهيئة في السابعة والنصف من مساء الأربعاء 11 ابريل الجاري الشاعر الجزائري عز الدين ميهوبي مدير المكتبة الوطنية الجزائرية بالمسرح الوطني في "شهادة وقراءات" بغرض الإطلالة على الشعر في المغرب العربي الذي يحلم بتجربة إبداعية لها خصوصيتها السياقية التي أكسبتها فرادتها وتميزها الإبداعي، مما أوجد أصواتا شعرية أضحت منادية على تجربتها، لا على المستوى القطري فحسب وإنما على المستوى العربي بشكل عام.
ولعل من أبرز تلك الأصوات الشعرية الشاعر الجزائري المتألق عز الدين ميهوبي الذي اتسمت تجربته الإبداعية بالثراء والتنوع، فارتاد أشكالا إبداعية عديدة، من الشعر في تحققاته العديدة إلى الدرامى في تنوعها، إلى الاعلام في وسائطه المختلفة. في هذه الأمسية الأدبية سوف نطلع على هذه التجربة الاستثنائية في الثقافة الجزائرية.
الآخر في الرواية الخليجية وفي مساء الأربعاء 18 ابريل الجاري يحاضر د. معجب العدواني أستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود بالرياض عن الآخر في الرواية الخليجية) إدراك الذات في نص التعدد( بقاعة المحاضرات بالمسرح الوطني، حيث للذات الساردة في الرواية موقع ومنظور منهما يتحدد موقفها من الآخر في مختلف تجلياته، وهو موقف لا شك يعكس مستويات الائتلاف أو الاختلاف، القرب أو البعد، الاعتراف أو النفي بين تلك الذات والآخر أي كان .
ولعل الأمر يصبح أكثر تعيينا ووضوحا حين تتسع المسافة بين الذاتين، الأنا والآخر، فيصبح تمثيل الآخر موقفا فكريا وحضاريا تشترك الثقافة والتاريخ في إنتاجه وتسويقه، وهو ما يرسم حدود الهويات ودوائرها المغلقة. من هذا المنطلق يصبح مشروعا التساؤل عن الكيفية التي حضر بها الآخر في الرواية الخليجية وكيف مثلته الذات الساردة فيها إبداعيا؟ وهو الموضوع الذي ستتناوله هذه المحاضرة مع علم نقدي جاب مضايق الرواية في الخليج.
الرواية الأنثوية وسؤال الهوية وتحل الدكتورة يمني العيد الأستاذة بالجامعة اللبنانية ضيفة على الهيئة مساء الأربعاء 25 ابريل/نيسان الجاري لتتحدث عن الرواية الأنثوية وسؤال الهوية في قاعة المحاضرات بالمسرح الوطني، متسائلة هل استطاعت المرأة العربية أن تؤسس نسقها السردي المختلف، الذي يعكس خصوصيتها الجنوسية وأن تبتدع خطابها النسوي الخاص؟ أم أنها ظلت تكرس - من حيث لا تشعر - الخطاب الذكوري السائد والمهيمن حتى على نظام اللغة وبُناها اللاشعورية؟ أي هوية للرواية التي تكتبها المرأة في الأدب العربي؟ وما الأسئلة الملحّة التي تحملها؟ وأي مستقبل ينتظرها في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الخطاب الثقافي العربي الراهن؟ ذاك ما ستجيب عنه الناقدة المبدعة الأستاذة يمنى العيد في هذه المحاضرة.
بيوتات الشعر .. هل حلت أزمة الشعر؟ أما د. يوسف ناوري أستاذ التعليم العالي في جامعة محمد بن عبد الله بطنجة ومسؤول الانشطة الثقافية ببيت الشعر المغربي فيحاضر مساء الأربعاء 9مايو 2012 عن بيوتات الشعر .. هل حلت أزمة الشعر؟ حيث عرف الشعر العربي المعاصر أزمات عديدة، بعضها متصل ببنيته الشكلية حيث التدافع بين أنواعه المختلفة والصراع حد النفي والإقصاء من عمود إلى حر إلى قصيدة نثر وما بين كل ذلك من مناطق رمادية، وبعضها متعلق ببنيته الدلالية حيث مسعى بعضه إلى الخطابة والمباشرة أو التعتيم والترميز بحثا عما يحقق مأتاه الجمالي.
غير أن أبرز تلك الأزمات يتعلق بأزمة التوصيل والعلاقة بالمتلقي، مما جعل الشعراء يتخذون أساليب عدة بحثا عن ربط الوصل بينهم والجمهور، ولعل أهم تلك المحاولات تأسيسهم لبيوت خاصة بالشعر كأن اتحادات الكتاب لم تعد قادرة على احتضان هذا الكائن المتمرد، فانتشرت تلك البيوت في أغلب العواصم العربية، فهل بهذا الصنيع تجاوز الشعرُ أزماته؟ ذاك ما يجيب عنه أحد أهم المتورطين في الشعر وبيوته.
مطارحة فكرية وفي 7.30 من مساء الأربعاء16 مايو 2012 يتحدث المفكر السعودي إبراهيم البليهي عضو مجلس الشورى السعودي مطارحة فكرية بعنوان "كيف يكون للجهل علم؟" بقاعة المحاضرات بالمسرح الوطني، متسائلا هل يمكن للجهل أن يصبح موضوعا قابلا للدراسة والتحليل حيث يتم قياسه وتوصيف طبيعته وتحديد منابعه ومعرفة آليات عمله واكتشاف أسبابه، لأننا في الحقيقة لا نستطيع فهم الفكر العلمي وتبنيه إلا إذا عرفنا طبيعة الجهل المركّب وأدركنا امتداده ورسوخه وهيمنته؟ أم أن الجهل في ذاته لا يمكن أن يصبح موضوعا للدراسة كما حال العلم الذي أضحى موضوعا خاصا لعلم جديد يدعى "الابستيمولوجيا"، لأن الجهل في الغالب يكون مركبا ومن ثم غير قابل للانعكاس على ذاته ولا للقياس؟ تلك إشكاليات فلسفية تفتح البحث على مصراعيه وتثير عديد تساؤلات سيتناولها المفكر السعودي في محاضرته هذه.
تجربة شعرية وعودة إلى الشهادات والقراءات حيث تستضيف الهيئة مساء الأربعاء 23 مايو 2012 الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي بقاعة المحاضرات بالمسرح الوطني الذي يشارك في إضاءة الساحة الشعرية الاماراتية المتميزة بتجارب شعرية عديدة، متنوعة المشارب مختلفة الرؤى، تسعى كل واحدة منها إلى تطوير ذاتها واغنائها بمختلف الروافد الثقافية والادبية.
ولعل تجربتي "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" كان لهما الأثر الكبير في الحراك الابداعي الذي شهدته الساحة الشعرية في الإمارات، غير أن هناك تجارب شعرية ناضجة ومكتملة لم تشارك في هذين البرنامجين، فكان لا بدّ أن ترتاد منابر أخرى تعلن من خلالها عن جديدها الابداعي، ولعل من أبرز تلك التجارب تجربة الشاعر د. طلال الجنيبي، الذي سوف يحي هذه الأمسية الأدبية بشهادته حول تجربته وبقراءات من نصوصه الجديدة.