قالت مصادر حزبية وسياسية وبرلمانية ان القطاعات السياسية، بالأساس الثورية والإسلامية وقوى اخرى، المناهضة لترشح عمر سليمان، رجل المخابرات القوى فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك ونائبه خلال ثورة 25 يناير التى اسقطت حكمه يسعون لمواجهة هذا الترشح عبر جملة من التحركات على ثلاثة محاور بعضها قانونى وبعضها سياسى والآخر تنظيمى. وبحسب هذه المصادر التى اتفقت فى رفضها القاطع لفكرة ترشح سليمان بوصفه وجها بارزا لا مراء فيه لحكم مبارك فإن التحرك الأول يقوم على أساس دعم قوى لمشروع قانون تقدم به عصام سلطان النائب البرلمانى للمجلس أمس للمطالبة بعدم السماح بترشح أى من رموز نظام حكم مبارك للرئاسة.
ويقول مصدر برلمانى ان المشروع بصورته الحالية سيصعب تمريره بالنظر إلى ان القانون الذى تم اقراره لانتخابات الرئاسة واقع بالفعل ويصعب الرجوع عنه ولكن يمكن تعديل صيغته بما يسمح بان ينص على ان كل من شارك بصورة مباشرة فى الحكم خلال أيام ثورة 25 يناير التى شهدت سقوط شهداء على يد نظام مبارك يجب ان يحرم من ممارسة اية حقوق سياسية لمدة خمسة أعوام.
ويقول المصدر ان مناقشات تجرى حول سبل تعديل مقترح سلطان وتمريره وضمان فاعليته، لكنه لم يجزم بامكانية ان يؤدى هذا التحرك التشريعى إلى اقصاء سليمان.
فى الوقت نفسه تسعى فاعليات سياسية عديدة، اسلامية وثورية، للاعداد لتحركات شعبية، سواء مظاهرات أو مسيرات، للتنديد بترشح الرجل الذى شغل منصب نائب رئيس الجمهورية اثناء الثورة.
وفى حين رشحت بعض المصادر يوم الجمعة القادم موعدا متوقعا لبعض مظاهر التحرك الشعبى، قالت مصادر اخرى ان الموعد المقرر مازال قيد الدرس لان الهدف هو ان يأتى التحرك فاعلا وقويا بحيث تصل الرسالة لكل من يهمه الامر انه لا يمكن قبول ترشح سليمان.
على جانب آخر، يسعى عدد من الشخصيات البرلمانية والسياسية المستقلة ومجموعة من شباب الثورة لطرح فكرة التنسيق الحتمى بين عدد من مرشحى الرئاسة الاساسيين لضمان نزولهم على قائمة واحدة قوية أو قائمتين على اقصى تقدير بما يمنع من تفتيت الاصوات، وفى سعى الكثيرين محاولة لجمع المرشح المتزايد الشعبية عبدالمنعم أبوالفتوح رئيسا وحمدين صباحى المرشح الرئاسى القومى التوجه نائبا أو العكس.
وفى مسعى آخر البعض، بالأساس من الرموز الإسلامية لاقناع قيادة الإخوان المسلمين انه فى استبعاد مرشد الجماعة خيرت الشاطر، الذى استقال من منصبه ليصبح مرشحا رئاسيا، من القائمة النهائية للمرشحين ان يتم سحب ترشيح محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للاخوان المسلمين، لتدعم الجماعة أبوالفتوح.
القائمة الأخرى التى يسعى البعض لتشكيلها، ويصف اصحاب الفكرة وراءها بانها القائمة التى ليس لسليمان أو غيره قبل بمواجهاتها هى قائمة تضم المرشح الاكثر شعبية حسب معظم استطلاعات الرأى المستقلة لشهور متتالية عمرو موسى رئيسا وكل من أبوالفتوح وصباحى نائبين، أو أبوالفتوح وبسطويسى نائبين.
ويقول احد الفاعلين الرئيسيين فى الدعوة لهذه القائمة ان «موسى، وان كان البعض ينظر إليه فى النهاية على انه رجل عمل فى النظام المصرى أثناء حكم مبارك، إلا انه يبقى مطرودا من قبل هذا النظام وهو ما يجعله بالضرورة يختلف عن عمر سليمان أو شفيق».
ويضيف السياسى ذاته ان الترشح على قائمة واحدة مع موسى أمر «يثير غضاضة سياسية لدى البعض من المرشحين الذى نتحدث معهم لانهم يقولون انه من الصعوبة بمكان التعامل مع أى من رجال النظام السابق بأية حال ولكن ما نقوله لهم ان الخيار هو بين التعامل مع رجل نثق انه كان مغضوبا عليه من النظام السابق أو القبول بوضع نواجه فيه برئيس هو الرجل الثانى فى النظام السابق».