رغم الأزمات التى تمر بها صناعة الفن فى مصر إلا أن المرحلة الأخيرة شهدت دخول عدد كبير من المنتجين لأعمال جديدة بميزانيات كبيرة قيل إن أقلها سوف يتخطى ال50 مليون جنيه وأكبرها اقترب من 100 مليون وهى الأرقام التى لم يكن تعرفها السوق المصرية من قبل وهى الأرقام التى يرى البعض أنها مبالغ فيها جدا فى حين يؤكد البعض الآخر صحتها والغريب والطريف أن كلا الطرفين أنهوا كلامهم بدعاء ربنا يستر! بين هؤلاء وهؤلاء بحثنا فى مسألة الميزانيات الكبيرة للمسلسلات وما إذا كانت مخاطرة ومغامرة غير محسوبة أم أنها مسألة مضمونة العواقب.
فى البداية يؤكد المنتج صفوت غطاس أنه صاحب أعلى ميزانية لمسلسلات فى مصر ويقول: مسلسل فرقة ناجى عطا الله الذى يقوم ببطولته الفنان الكبير عادل إمام سوف تصل ميزانية إنتاجه إلى 93 مليون جنيه ومسلسل الهروب الذى يقوم ببطولته كريم عبدالعزيز سوف تتخطى ميزانيته 50 مليون جنيه وهو شىء طبيعى لأن عادل إمام اسم كبير ولم يقدم دراما تليفزيونية منذ 23 عاما وكريم لم يدخل مسلسلا منذ 14 سنة هو الآخر وكانت عقودهم قد أبرمت قبل الثورة ولذلك فقد ارتفعت ميزانيات هذه الأعمال حتى وصلت إلى هذه الأرقام أما بالنسبة لأعمال أخرى قام أصحابها بتسويق أنفسهم على اعتبار أنهم سوف ينتجون بميزانيات كبيرة فلا أعتقد أن هذا صحيح.
ويضيف غطاس: أعتقد أن السوق المصرية لا تتحمل أكثر من عملين أو ثلاثة من هذه النوعية فى التوقيت الحالى ووجود أعمال كثيرة كبيرة فى المنافسة لا يفيد أحد خاصة بعد خروج التليفزيون المصرى من العملية التجارية فالتليفزيون كان يشترى أعمالا كثيرة لكنه الآن لا يشترى بنفس الدرجة هو حتى الآن اشترى فرقة ناجى عطا الله وباعه لقنوات أخرى فى مصر وهو صاحب هذا الحق فى مصر، ولكنه لم يشتر مسلسلات أخرى كبيرة على حد علمى،
صفوت غطاس يرى أن قيامه بإنتاج أعمال درامية بتكلفة ربما تتخطى ال150 مليون جنيه مغامرة لا يعرف مداها ويقول: قبل الثورة كنت أعتقد أن هذه المغامرة سوف تأتى بثمارها ولذلك أقدمت عليها لكن الآن ربنا يستر.
المنتج جمال العدل لا يريد أن يتحدث عن أعمال بعينها من التى ذكر أنها سوف تتخطى ميزانياتها ال50 مليونا ولكنه يتحدث بشكل عام قائلا: لا أعتقد أن هذه الأرقام صحيحة على الإطلاق حتى المسلسلات التى يقوم ببطولتها نجوم كبار لا يمكن أن تصل إلى هذه الميزانيات والمنطق هو من يتحدث هنا عن هذه الأرقام فنحن دائما نقول فى معادلة الإنتاج إن من يقف أمام الكاميرا غير الذى يقف خلف الكاميرا فلو أن هناك مسلسلا سوف يقوم ببطولته ممثل صغير لن يختلف عن مسلسل يقوم ببطولته نجم كبير اللهم إلا فى أجر هذا النجم وربما بعض التمييز لمخرجه وكاتب نصه لكن نفس الأدوات التى تتم فى أى مسلسل من عمال وفنيين وغيرهم هى هى ولهذا لا يمكن أن تصل الأرقام إلى هذا المعدل.
ويضيف العدل: السوق الدرامية المصرية هى التى يعتمد عليها المنتج الآن أكثر من أى سوق أخرى لا تتحمل الأعمال العادية التى تنتج بعشرة أو 15 مليونا فما بالك بأعمال كبيرة كما يسوق أصحابها والآن لا يوجد إلا محطة أو اثنين فقط هى من يمكن أن تشترى أكثر من أربعة أو خمسة مسلسلات فى الموسم الواحد.
العدل يرى أن وجود عدد كبير من مسلسلات النجوم بميزانيات كبيرة ليس فى صالح النجوم أنفسهم ويقول: يظن البعض أن النجوم سوف يستفيدون من هذه الميزانيات وهذا خطأ فالمنتج الذى سوف ينتج عملا كبيرا إن وجد لن يستطيع إنتاج عمل آخر مستقبلا وبالتالى النجم لن يجد من يسوقه مستقبلا وهى أزمة بالفعل وربنا يستر.
المنتج لؤى عبدالله يتحدث فى منطقة وسط فيما بين صفوت غطاس وجمال العدل حيث يرى أن هناك أعمالا بالفعل تخطت الستين مليونا وفى نفس الوقت يرى أن هناك أعمالا تروج لنفسها فقط ولم تقترب من ربع هذه المبلغ أصلا ويقول: لا أظن ان مسلسل النجم عادل إمام يمكن أن تتخطى ميزانياته 60 مليون جنيه على حد علمى وأعتقد أنه أكبر ميزانية حتى الآن ولا أظن أن أحدا آخر يمكن أن يقدم ميزانيات أكبر ولا أظن أن الفضائيات المصرية التى أصبحت السوق الأكبر للدراما المصرية الآن بعد أن أصبحت المحطات الخليجية تنتج أعمالا خليجية كويتية وسعودية أكثر وأصبحوا يتجهون صوب الدراما التركية أكثر وحتى الشركات التى كانت تعتمد على التليفزيون المصرى وجدت نفسها فى حيرة بعد أن تراجع التليفزيون بصورة كبيرة لذلك ففى رأيى أن وجود كم كبير من المسلسلات بشكل عام يعد خسارة فما بالك بكم كبير من المسلسلات ذات التكلفة العالية حتى لو أن هناك محطات لها أهداف أخرى غير المكسب والخسارة لا يمكن من وجهة نظرى أن تستوعب كل هذا الكم من المسلسلات التى يقال إن ميزانياتها تخطت ال50 مليون.