تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، اليوم الخميس، جولة على دولتين تهدف إلى زيادة الضغوط على نظام بشار الأسد ليوقف حملة القمع المستمرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل أكثر من عام. وستتوجه كلينتون في المرحلة الأولى من جولتها إلى الرياض حيث ستجري محادثات يومي الجمعة والسبت مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية أخرى قبل أن تشارك في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في اسطنبول الأحد القادم.
وفي الرياض، ستلتقي كلينتون التي تقوم بجولتها الثانية هذا الشهر، مع الملك عبد الله ووزير خارجيته سعود الفيصل ووزراء من الكويت والبحرين وقطر الإمارات وسلطنة عمان.
وسيكون هذا ثاني مؤتمر ل"أصدقاء سوريا" بعد مؤتمر أول شاركت فيه كلينتون أيضا في مطلع فبراير في تونس وتم تنظيمه كرد على فشل الغرب في كسب تأييد روسيا والصين للتصويت على قرار يدين سوريا في مجلس الأمن الدولي.
وقال مساعدو كلينتون إنها ستتباحث في سبل حمل الأسد على الالتزام بخطة جديدة طرحها موفد الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان من أجل وقف أعمال القمع، وستدرس إمكان فرض عقوبات إضافية على نظامه وطرق مساعدة المعارضة التي تشارك في مؤتمر إسطنبول.
وكانت كلينتون قد أعربت الثلاثاء عن شكوكها حول إعلان الأسد موافقته على خطة عنان المؤلفة من ست نقاط.
وصرحت كلينتون "بالنظر إلى تاريخ الأسد المعروف بالتعهد بأكثر مما ينفذ فعليا، فلا بد من أن يقترن هذا الالتزام بأفعال فورية"، مضيفة "سنحكم على مدى صدق الأسد وجديته بناء على أفعاله وليس على أقواله".
وتدعو خطة عنان إلى الالتزام بوقف جميع أعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإحضار المساعدات وضمان حرية الحركة للصحفيين في جميع أنحاء البلاد والالتزام بالعمل مع عنان من اجل عملية سياسية شاملة تقودها سوريا والسماح بالتظاهر والإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيا.
وانتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، يوم الأربعاء، الأسد لعدم وفائه بعهوده وقالت إن "استمرار عمليات الاعتقال والعنف لا يشكل إشارة جيدة"، مضيفة "سنواصل التباحث حول ما يمكن أن نقوم به لجهة العقوبات وتشديد الضغوط على النظام"، في إشارة إلى مؤتمر اسطنبول.
وتابعت "من الواضح أننا سنتشاور حول سبل دعم عنان خصوصا لجهة ضمان تطبيق الأسد لالتزامه"، مشيرة إلى أن الوفد الأمريكي سيتباحث أيضا في سبل إيصال مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري، في وقت تقدر الأممالمتحدة حصيلة ضحايا العنف بأكثر من9 آلاف شخص خلال عام، وفي كيفية تعزيز الوحدة بين صفوف المعارضة.
وقالت كلينتون يوم الثلاثاء إن الولاياتالمتحدة ستحث المعارضة "بشكل كبير" لتقديم "رؤية موحدة" في اسطنبول تضمن حقوق كل أفراد الشعب السوري.
وتريد واشنطن أن تمثل المعارضة بشكل كامل كل طوائف المجتمع السوري من سنة ومسيحيين وأكراد ودروز وتركمان وعلويين، ودعت كل من السعودية وقطر إلى تسليح المعارضة بما فيها "الجيش السوري الحر" الذي يضم منشقين عن قوات النظام.
وبعد أن كانت الولاياتالمتحدة تتعهد في البدء دعم المعارضة السلمية، اتفقت مؤخرا مع تركيا على إرسال مساعدات "غير عسكرية" إلى المعارضين السوريين تشمل معدات اتصال.
وقالت نولاند إن المباحثات حول المساعدات غير العسكرية ستستمر في اسطنبول. وتتردد واشنطن حول كيفية التعاطي مع المعارضة السورية وسط مخاوف من أن تقوم بتسليح أصوليين إسلاميين.