وجهت الممثلة السورية فدوى سليمان المناهضة للنظام والتي تمكنت قبل ايام من الخروج من سوريا، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من باريس الأحد، نداء الى "الساحل السوري للإنضمام إلى الثورة"، مؤكدة تمسكها ب "الطابع السلمي" للحركة الاحتجاجية. وقالت سليمان "قررت الخروج من سوريا بعد أن أصبحت حياتي في خطر شديد. الأخبار التي كانت تصلني والملاحقات التي كنت اتعرض لها كانت تؤكد ان النظام مصمم على قتلي". وتضيف "كل مكان اتواجد فيه كان يتعرض للقصف. اصبحت اشكل خطرا على كل من هم حولي، وعلى كل منزل يستيضفني، فقررت الخروج".
ووجهت سليمان نداء الى "الساحل السوري للانضمام الى الثورة"، معتبرة ان على الساحل، وبالتحديد مدينتي اللاذقية وطرطوس، "مسؤولية تاريخية لأن أولاده سيقتلون مرتين: مرة مع النظام الذي يجبرهم على توجيه اسلحتهم الى اخوتهم، ومرة اذا حصل رد فعل ضدهم".
وقالت "لا نريد ان يموت احد في سوريا بعد الآن، ولا نريد ردود افعال". وأكدت أن معظم الذين لا يزالون يترددون في الإنضمام الى الحركة الاحتجاجية "معارضون أساسا، لكن الخوف يجعلهم يترددون". وشددت على أن هؤلاء "يجب أن يسحبوا أولادهم من مؤسسات الأمن والجيش ويمنعوا النظام من أن يسلبهم شرفهم".
وجددت سليمان تمسكها بالتحرك السلمي. وهي تنتمي الى الطائفة العلوية وقادت على مدى اشهر تظاهرات عدة ضد النظام وتنقلت بين منطقة ومنطقة لاثارة حماسة الناس على المشاركة في الاحتجاجات، وكانت خلال فترة في حي باب عمرو في حمص الذي سقط لاحقا بايدي قوات النظام.
وتسمية الساحل السوري تدل على المنطقة الساحلية الواقعة غرب سوريا والتي ينتمي غالبية سكانها الى الطائفة العلوية طائفة الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت سليمان "لا نريد حربا في سوريا ولا نريد قتلا. انا خرجت في التظاهرات من أجل الحرية وفي وجه سلاح النظام والدبابات والقناصة، وليس من أجل أن أكون مع أي سلاح آخر. أنا مع الحل السلمي في سوريا".
وقالت فدوى سليمان في ديسمبر 2011 انها نزلت الى الشارع "منذ اعتقال الأطفال في درعا (مارس 2011) وتعذيبهم"، وصارت تبحث "علني أجد من يعترض ويصرخ في وجه ذلك النظام الذي سمح لنفسه باعتقال أطفال وتعذيبهم بتلك الوحشية، حتى التقيت بالمنتفضين".
وفدوى سليمان ممثلة نفذت أعمالا مسرحية عدة للأطفال ومسلسلات تلفزيونية بينها "يوميات ابو عنتر"، و"نساء صغيرات". وكانت آخر إطلالة مسرحية لها العام 2008 في دمشق، من خلال دراما "صوت ماريا" البوسنية حول الحرب والاغتصاب.
وقالت سليمان أمس، إنها ستقوم بجولة في أوروبا تلتقي خلالها منظمات ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان بهدف البحث في سبل "وقف العنف والدم في سوريا". وأكدت أن الحل في بلادها "سوري أولا، بالتعاون مع المجتمع الدولي الذي يفترض أن يقوم بمهامه الحقيقية في المساعدة على ايجاد الحل بعيدا عن سياساته المصلحية".