وصفت الكاتبة والناقدة الدكتورة سحر الموجى، استبعاد وتهميش جموع المثقفين من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد بأنه "أمر هزلي"، متوقعة أن ما يحدث سيؤدى لموجة جديدة من الثورة. وقالت الموجى، إن المصريين الذين قاموا بالثورة لن يستسلموا للإرهاب والإقصاء، معتبرة أن الجماعات الإسلامية تعيد إنتاج أفعال النظام السابق بشكل أكثر فجاجة وسذاجة.
وأضافت أستاذة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بجامعة القاهرة :"أن هؤلاء الذين يتحدثون باسم الثورة لا يعبرون عنها بأي شكل، مؤكدة أن ما يحدث يعد اختطافا رسميا للثورة المصرية، وأنه سيؤدى إلي موجة جديدة من موجات الثورة المصرية العظيمة، وأن الموجة الجديدة ستطيح بما يطفو الآن على الساحة، وأن هذه التيارات عليها أن تعي أن الشعب المصرى لن يصبر 30 عاما أخرى من أجل أن ينال حريته".
تهميش الأقباط والمرأة
ومن جابنها، قالت الروائية والناقدة هويدا صالح، إن ما يثير الفزع في فكرة سيطرة الإسلاميين على كتابة الدستور المصري، أنه "سيتم تفصيل دستور على حسب أهوائهم".
وذكرت هويدا صالح ، أن الإسلاميين سيركزون في تفاصيل الدستور المرتقب على المادة الثانية في دستور 1971، رغم أنها ليست موضع خلاف أصلا.
وأضافت:"أنهم يفصلون الأمر ويتجادلون؛ هل هي مبادئ الشريعة الإسلامية، أم أحكام الشريعة الإسلامية. وتوقعت أن يغفل الدستور المرتقب - في حالة هيمنة الإسلاميين على كتابته - حقوق الأقباط والمرأة، ويضمن للبعض؛ أشخاصا وهيئات؛ ميزات فوق قانونية.
ولاحظت هويدا صالح أن تشكيل لجنة المائة "تأسيسية الدستور" يشير إلى ذلك بشكل واضح، حيث تمثيل المرأة والأقباط تمثيل ضعيف للغاية. واعتبرت أنه بعض النساء اللاتي تم اختيارهن؛ ليس لديهن موقف حقيقي، ولم يمارسن العمل العام من قبل. واعتبرت أن تمثيل المرأة والأقباط بالتالي، مجرد تمثيل كرتوني لا معنى له.
وقالت: "إن الإسلاميين لم يكتفوا بالسيطرة على مجلس الشعب، بل يريدون أن تمتد أصابعهم إلى كل شيء في مصر؛ بما في ذلك الدستور، وانتخابات الرئاسة، ويسعون كذلك عن طريق ما يسمي بتيار "هوية" إلى "أسلمة الثقافة".
وشددت على أن الرهان الآن هو على وعي المثقفين والتيارات اليسارية والليبرالية لإدراك مدى خطورة اللحظة التي يمر بها الوطن، مشيرة إلى أن عليهم أن يلتفوا حول رؤية واحدة، ويرفضوا المسرحيات الهزلية، ولا يكتفوا بالشجب والرفض، وأن يتواصلوا مع الرأي العام، ويحشدوا جبهة قوية تقف أمام "أسلمة الدستور والثقافة والدولة".