الفنان مجدى كامل يعيش حالة خاصة مع مسلسله الجديد «ابن ليل»، الذى يعيده لأجواء الصعيد التى عاش فيها مع مسلسل «وادى الملوك» العام الماضى، كما يدخله من جديد فى مواجهه مع أدوار قدمها قبله النجم الراحل أحمد زكى، ورغم سعادته بالأدوار التى قدمها على شاشة الدراما خلال رحلته إلا أنه يرى أنه ينتظر المزيد ويحلم بدور يقدمه فى ثوب الكوميديا. سألته عن ابن الليل الذى يلازمه ويسهر معه فى الحى الريفى بمدينة الإنتاج الإعلامى حتى الساعات الأولى من الصباح.. فأجاب: «إنه شاب مجهول النسب يدعى «حامد» يعيش فى قرية صغيرة على أطراف مدينة نجع حمادى، يتعرض لظلم كبير يجعله يتحول من النقيض إلى النقيض، وهى الشخصية التى أجسدها فى المسلسل الذى يدور حول فكرة القهر، وإلى أى مدى قد تؤثر على نفس الإنسان».
● فكرة المسلسل تبدو كما لو كانت مأخوذة عن الرواية العالمية «مرتفعات وذرنج» التى سبق تناولها دراميا فى أكثر من عمل فنى، فما الجديد فى «ابن ليل»؟
الدراما 36 تيمة ثابتة، وفى كل مرة تكون طريقة التناول هى الفارق بين عمل وآخر، وفكرة مثلا الانتقام موجودة بكثير من الأعمال فى المسرح والسينما، وفى مسلسل «ابن ليل» تدور الأحداث فى جو صعيدى تحيط به الأفكار الراسخة فى جنوب مصر، التقاليد والثأر والدم والعرض، وهى المفاهيم التى تجعل للحكاية مذاقا خاصا عن أى تناول آخر، وشعور حامد بالظلم يجعل فكرة الانتقام قابلة للتحقيق بقوة، فهو كرجل صعيدى يشعر بأن كرامته امتهنت لأقصى درجة من أهل القرية، خاصة عندما يكتشف أن صديقه الذى يعلم كل أسراره هو من تقدم لخطبة حبيبته «عزة»، ومن هنا سيكون هناك تناول مختلف للقصة.
● الفنان أحمد زكى قدم نفس الدور فى مسلسله «بستان الشوك»، ألا ترى هذا يضعك فى موقع المقارنة للمرة الثانية بعد مسلسل «ناصر»؟ - أحمد زكى ده عمى وعم جيلى، وفنان جميل أحبه وأعشق فنه، وأجده أعظم ممثل أنجبه الفن العربى، ولكن هذا لا يمنعنى من تقديم شخصية سبقنى إليها، لأن لكل فنان إحساسه بالدور والشخصية التى يجسدها تختلف عن غيره، فمثلا شخصية عبدالناصر قدمها أحمد زكى فى مرحلة معينة من تاريخه، وهى الخاصة بتأميم قناة السويس، وقدمها خالد الصاوى بشكل مختلف اعتمد فيه على السرد التاريخى لأهم الأحداث فى حياة عبدالناصر، أما الدور الذى لعبته فى مسلسل «ناصر» فكان بمثابة محاولة اقتراب من مشاعر شخصية جمال عبدالناصر الانسان، لأننا كنا بصدد تقديم دراما عن حياته، وعلاقاته الإنسانية بمن حولة، والشخصيات التى أثرت فى حياته ولعبت دورا مهما انعكس على تركيبته النفسية وبالتالى على قرارته، ومن هنا أرى أن مسلسل «ناصر» يظل أهم عمل درامى فى حياتى.
● للعام الثانى على التوالى تقدم شخصية صعيدى فهل هو استثمار نجاح «وادى الملوك»؟ - ترشيحى ل«ابن ليل» لم يكن بترتيب منى، بل كان اختيارا لعمنا إسماعيل عبدالحافظ مخرج العمل، فأنا لم أبحث عن مسلسل صعيدى لأقدمه، ولكنى كنت أقرأ نصا آخر، وعندما عرض على عبدالحافظ المشاركة فى المسلسل وجدت أنه عمل جيد ويمكننى أن اقدم فيه دورا يعجب الجمهور فوافقت على الفور، وأنا أنظر للمسألة من زاوية مختلفة وهى أننى ممثل، ومهنتى تقديم أدوار جيدة بصرف النظر إن كانت الدور «صعيدى أو فلاح.. قاهرى أو سكندرى»، وفى مسلسل «ابن ليل» تختلف شخصية «حامد» كثيرا عن «دياب» فى وادى الملوك فنجد حامد شخصية لها أول ولها آخر، ولها مبررات قوية لتصرفاتها، فهو شخص شعر بالظلم الشديد الذى جعله يتحول إلى شخصية تحركها رغبتها فى الانتقام، أما «دياب» فهو ولد طايش مالوش ملكة، لا يفكر إلا فى رغباته، ومن هنا أرى كممثل أننى أقدم شخصيتين مختلفين وإن التشابه الظاهرى فى كونهما شخصيتين من الصعيد لا يمثل تكرارا أخاف منه.
وأحب أن أقول هنا أننى أقرأ حاليا مسلسلا آخر من تأليف وإخراج عماد البهات، تدور أحداثه فى مجتمع المدينة، ويمكن أن نقول عنه أنه مسلسل مودرن حيث يدور فى أجواء تختلف عن حياة المجتمع الريفى أو الصعيدى.
● تردد أن أسباب مادية كانت وراء رفضك لمسلسل «ضابط وضابط» الذى يعد الجزء الثانى من مسلسل «حضرة الضابط أخى» فهل هذا صحيح؟ - لم تكن الأسباب مادية إطلاقا والدليل أننى أعمل الآن فى «ابن ليل» وهو من إنتاج صوت القاهرة الجهة المنتجة لمسلسل «ضابط وضابط»، والحقيقة أن المسلسل على الورق لم يعجبنى، وأنا وقتها لم أستطع أن أقول هذا للمخرج هانى إسماعيل لأنه كان متحمسا للعمل، وأحرجت أن أصدمه بهذا الرأى، وأنا أعتذر لهانى لأننى لم أصارحه وقتها برأيى.
أما فيما يخص الأجر فنحن كفنانين قمنا بتخفيض أجورنا بالقدر الذى يسمح باستمرار عجلة الدراما فى الدوران، ويسمح لنا أيضا بالحياة بشكل كريم، لأننا فى النهاية فنانين ولنا متطلبات حياة، ونحتاج لأجور تؤمن حياتنا وتجعلنا نتمكن من مواصلة العمل والإبداع، لأنه بدون أمان لن تنصلح الأحوال، أخشى أن تكون بعض الأحاديث عن الأجور يروج لها المنتجون لتخفيض الأجور، وإجبارنا على قبول أشياء يجب علينا كفنانين أن نرفضها، وأنا عاهدت نفسى منذ أن قدمت مسلسل «ناصر» ألا أقدم إلا ما أقتنع به، وأجده يقدم شيئا حقيقيا للناس، اتفقت مع زوجتى الفنانة مها أحمد بألا نقبل إلا ما نريد تقديمه، وإذا لم نجد شيئا سيعود كل منا ليعيش فى بيت أبيه إلى أن يجد العمل المناسب.
● هذا يأخذنا إلى افتراض حول أسباب سياسية وعدم رغبتك فى تجسيد ضابط شرطة فى ظل مناخ عام ضد ممارسات الداخلية قبل وأثناء وبعد ثورة يناير؟ - دورى أن أقدم شخصيات مؤثرة فى المجتمع، وطالما كان الدور مكتوبا بشكل جيد فى إطار دراما العمل ويمكن أن يقتنع به المشاهد بصرف النظر عن طبيعة الدور، ولكن للأسف لم أجد فى الدور ما يجعلنى أتحمس لقبوله، فلم يكن هناك موقف من تقديم دور ضابط شرطة، فهو شخصية فى المجتمع ودورى كممثل أن أقدم كل النماذج المؤثرة فى حياة الناس.
● قدمت الكوميديا فى السينما ولكن حتى الآن لم تقديم أدوارا كوميدية على شاشة الدراما التليفزيونية؟ - يفترض أننى درست فى المعهد كل أنواع التمثيل، ولكن الانطباع العام عنى أننى أقدم أدوارا جادة، ومن هنا فإن الترشيحات التى أتلقاها تكون فى هذا الاتجاه، وهذا يجعلنى أتشوق للعب دور كوميدى، بشرط أن تكون الكوميديا مكتوبة على الورق، لأننى لن أقدم دورا يقوم على الإفيهات، وأنا بطبيعتى أحب الكوميديا ويكفى أن أول أبناء دفعتى فى معهد التمثيل هم أحمد حلمى ومحمد سعد ورامز جلال، وأن المواقف التى قدمتها فى فيلم «ظرف طارق» قريبة من مواقف كثيرة مرت فى حياتنا أثناء الدراسة.