على عكس ما حدث من تراجع فى الطلب على سوق اللحوم البلدية على خلفية انتشار مرض الحمى القلاعية فى غالبية المحافظات شهدت سوق الألبان المعبأة ومنتجاتها وسوق مصنعات اللحوم تأثرا طفيفا لا يكاد يذكر وذلك بحسب غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات شعبة البقالة باتحاد الغرف التجارية ومسئولين بقطاع الألبان، فيما نصح أساتذة رقابة صحية المستهلك بتوخى الحذر فى تعامله مع اللحوم وتناول الألبان الخام ومنتجاتها.
مشارف كارثة
«منتجات الألبان لم تتأثر حتى الآن ونخشى أن نكون على مشارف كارثة خاصة مع عدم وضوح الرؤية من جانب الزراعة والخدمات البيطرية» يقول المهندس محمد شكرى رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات مشيرا إلى أن الغرفة لم تتلق أية شكاوى من شركات أو مصانع الألبان أو منتجات اللحوم حيث إن الألبان ومنتجاتها يتم صناعتها من ألبان معالجة حراريا «مبسترة» كما أن الشركات لديها منظومة رقابة وجودة يبدأ من المزارع وحتى المصنع ولذلك فمنتجات الألبان ومختلف الأجبان آمنة بدرجة 100%، وبالنسبة للحوم المصنعة مثل «اللانشون والسجق وغيرها» فيؤكد شكرى على عدم وجود أية مشاكل بالنسبة للمصانع المعروفة والخاضعة للرقابة لأنها تصنع من لحوم مستوردة بحكم القوانين الغذائية «أما المنتجات مجهولة الهوية أو الألبان السائبة فلا نستطيع أن نحكم عليها ولا نضمنها». وفقا لشكرى.
بدوره يرى أحمد يحيى رئيس شعبة المواد الغذائية والبقالة باتحاد الغرف التجارية أن التأثير محدود حتى الآن لكن إذا لم يتم تدارك المشكلة أو زادت حالات الإصابة سوف يتأثر إنتاج الألبان فضلا عن تأثر اللحوم، ويؤكد يحيى أهمية التوعية الصحية للمستهلكين من مخاطر استخدام اللبن غير المعبأ والجبن المنتج من ألبان غير معالجة حراريا مشيرا إلى ضرورة المواجهة الفعالة للازمة على جميع المستويات ومن بينها توعية المواطنين من جانب المتخصصين.
حظ المزارع الكبيرة
«مع عدم وجود معلومات كافية متاحة عن حجم الأزمة، لا نستطيع أن نحدد أو نقيم موقفنا من الحمى القلاعية»، وذلك وفقا للمهندس صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة لمنتجات الألبان، مشيرا إلى أن مصر مرت بنفس الأزمة عام 2006 «وكنا نسمع أن الأمور كويسة ثم فوجئنا بفقد 35% من ثروتنا الحيوانية عانينا منها لسنوات وحتى الآن».. بحسب «ثابت».
«هذه المرة كان حظ المزارع الكبرى أفضل بكثير من صغار الفلاحين، فالمزارع أصبح لديها الخبرة والوعى ولديها ثقافة فقامت بتحصين الحيوانات» يشير «ثابت» مؤكدا أن المزارع تحركت بسرعة هذه المرة واستوردت أمصالا من الخارج وذلك بمساعدة وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية التى سمحت لها بالاستيراد المباشر من الخارج ولذلك كانت الأضرار ضئيلة بالمزارع الكبرى ولم تتأثر بالإصابات سوى 10% فقط من هذه المزارع وتراوحت نسب الإصابات بها بين 30 و40%.
وبحسب «ثابت» فإن إنتاج الألبان انخفض بنسبة تتراوح بين 5 و10% وهى نسبة مقبولة قد لا تؤثر كثيرا على مصانع الألبان، وفيما لم يرصد ثابت أى تراجع فى الاقبال على استهلاك الألبان أو منتجاتها يرى أنه ربما تكون هناك شرائح امتنعت عن الشراء مؤقتا من باب الحذر الشديد لكن هناك فى المقابل شرائح تحولت عن شراء الألبان السائبة ومنتجاتها إلى الألبان المعبأة الأكثر أمانا، أكد ثابت أن الشركات لا يمكن أن تتعامل مع أية مزارع مصابة فهناك نظم رقابية صارمة تحول دون ذلك.
نسب إصابة عالية
الدكتور عبدالله النواوى استاذ الرقابة الصحية على اللحوم ورئيس الجمعية المصرية لمراقبة الأغذية وحماية المستهلك يفاجئنا بعكس ما يؤكده مسئولو وزارة الزراعة من عدم وجود أية مخاطر من انتقال عدوى الحمى القلاعية للإنسان، يؤكد «النواوى» إمكانية انتقال المرض للإنسان ولكن بصورة طفيفة فهناك حالات إصابة قليلة مسجلة تاريخيا عددها 40 حالة على مستوى العالم منذ الستينيات.
يرى النواوى أن نسب الإصابة فى مصر عالية رغم شفاء 50% منها فيما نفق أكثر من 4 آلاف رأس حتى الآن بحسب هيئة الخدمات البيطرية وهو ما يعنى أن نحو 90 % من الثروة الحيوانية سليمة، ووفقا للنواوى يجب أن المستهلك أن يعى دوره فى تجنب التعامل أو شراء لحوم مصابة مشيرا إلى أن القرار 517 يمنع ذبح اللحوم المريضة ولو تم ذبحها بالمخالفة وتم ضبطها يتم إعدامها على الفور والتخلص منها، وينتقد النواوى تأكيدات رسمية بأن المرض لا ينتقل للإنسان وأن اللحوم والألبان لا تسبب أى أذى للمستهلك، مشيرا إلى ضرورة أن تقوم وزارة الصحة بمتابعة المخالطين للحيوانات المصابة تحسبا لأى طارئ، كما أن هناك مخاطر من إلقاء الحيوانات النافقة فى الشوارع وعلى المصارف والنيل وكان يجب أن تكون هناك استراتيجية للتعامل مع هذه الحيوانات ودفنها فى مدافن صحية للقضاء على الفيروس الذى ينتشر فى الهواء
نصائح للمستهلك
عدد من النصائح يقدمها الدكتور عبدالله النواوى للمستهلكين أهمها عدم شراء اللحوم من الشوارع والشراء من محال الجزارة المعروفة لديهم أو منافذ المجمعات الاستهلاكية والتأكد من وجود أختام واضحة على اللحوم، ويجب أن يكون لون اللحم فاتحا وغير داكن ولا تكون به أية تغيرات أو تجمعات دموية، أما الألبان فينصح «النواوى» المستهلك بشراء الألبان المعالجة حراريا ليس بسبب هذا المرض فقط ولكن لمواجهة الكثير من الميكروبات، كما ينصح مصانع الألبان بأن تكون عملية البسترة عند 85 درجة حرارية للأخذ بالأحوط خاصة فى المناطق الموبوءة.