كثفت شرطة نيويورك الاجراءات الأمنية في المعابد والمؤسسات اليهودية يوم الاثنين بعد الهجوم المميت على مدرسة يهودية في تولوز بفرنسا. وقال مفتش الشرطة راي كيلي إن تشديد المراقبة وزيادة الدوريات في أكثر من 40 موقعا على مستوى المدينة جاء ردا على هجوم تولوز وليس ردا على تهديد محدد على مدينة نيويورك. وقال كيلي للصحفيين "نعلم أننا على رأس قائمة هدف الارهاب لذلك نحن نشعر بالقلق بشأن ما يسمى متلازمة التقليد حيث قد يرى شخص الأحداث في تولوز ويقوم بمحاكاتها". وقال إن التغطية الإضافية تشمل بعض الضباط السريين "لكنها زادت إلى حد كبير من وجود القوات النظامية في دور العبادة وغيرها من المواقع". وقتل مسلح على دراجة بخارية بالرصاص ثلاثة أطفال ومدرسا في مدرسة يهودية في تولوز يوم الاثنين بعد أيام من مقتل ثلاثة جنود في مكان قريب.
في هذا السياق، مشطت الشرطة الفرنسية اليوم الثلاثاء جنوب غرب البلاد بحثا عن مسلح قتل أمس ثلاثة أطفال وحاخاما يهوديا أمام مدرسة يهودية في تولوز مما دفع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي الى وضع المنطقة في أعلى مستويات التأهب ضد الإرهاب.
وأرسل أكثر من 100 ضابط شرطة الى المنطقة لملاحقة المسلح وهو أيضا مشتبه به رئيسي في مقتل ثلاثة جنود في واقعتي إطلاق نيران منفصلتين الأسبوع الماضي في تولوز بجنوب غرب فرنسا وبلدة مونتوبان القريبة إلى الشمال. وشددت إجراءات الأمن في تولوز ونشر حراس في المواقع الدينية في المنطقة ورفع مستوى الخطر الإرهابي إلى اللون القرمزي وهو ما يعني خطر "هجوم وشيك".
وصرح ساركوزي بأن الهجوم على المدرسة اليهودية والجنود يحركه فيما يبدو العنصرية. وقال ساركوزي في تصريحات الليلة الماضية "في الهجوم على مدرس وأطفال يهود هناك فيما يبدو دافعا واضحا لمعادة السامية. ومع الجنود...نتصور ان الجنون المتعطش الى الدم له صلة بالعنصرية".
ولم تكشف الشرطة الفرنسية عن هوية المشتبه به لكنها قالت انها تبحث في مدينة تولوز التي يقطنها مليون نسمة عن رجل يعتقد انه قناص متدرب وعن دراجة نارية طراز ياماها فر بها. وكان المسلح يرتدي خلال الهجوم الخوذة التي يرتديها راكبو الدراجات النارية مما حجب وجهه جزئيا.
وقالت شاهدة فرنسية للتلفزيون الفرنسي انها شاهدت وجه المسلح حين رفع مقدمة الخوذة وان لديه فيما يبدو وشما على وجهه. واستخدم سلاح واحد هو مسدس آلي قوي في الهجوم على المدرسة اليهودية والهجومين اللذين استهدفا الجنود الاسبوع الماضي. وسقط في الهجوم على المدرسة اليهودية حاخاما عمره 30 عاما وطفليه وهما في الرابعة والخامسة الى جانب طفلة عمرها سبع سنوات.
وقالت الشرطة الفرنسية ان الدراجة النارية التي استخدمها المسلح في الهرب وتعرفوا عليها من خلال الرقم الذي تحمله تم شراؤها في مايو. وذكرت مجلة لوبوان ان الشرطة تبحث أيضا في امكانية ان يكون المسلح من بين ثلاثة جنود سرحوا من الجيش الفرنسي عام 2008 لانشطتهم المتعلقة بالنازيين الجدد. وقال ساركوزي أمس ان أحد الجنود الثلاثة الذين قتلوا في الواقعتين السابقتين كان من أصل كاريبي والاثنان الاخران مسلمان.