جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد فشله في اعتراض صاروخ اليمن وسقوطه بمحيط مطار تل أبيب    مينا مسعود يحضر العرض المسرحي في يوم وليلة ويشيد به    رئيس وزراء أستراليا المنتخب: الشعب صوت لصالح الوحدة بدلا من الانقسام    وزير الصحة يوقع مذكرة تفاهم مع نظريه السعودي للتعاون في عدد من المجالات الصحية الهامة لمواطني البلدين    تعاون مشترك بين الهيئة العربية وXGY الصينية في تصنيع الرنين المغناطيسي    مصر تدشن مشروعًا وطنيًا لتصنيع أكياس وقرب الدم بالشراكة مع اليابان.. استثمارات ب1.4 مليار جنيه في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس    طفل مصري يحصد المركز الأول عالميًا في تكنولوجيا المعلومات ويتأهل لمنافسات الابتكار بأمريكا    الصحفيون المصريون يتوافدون فى يوم عرسهم لإجراء انتخابات التجديد النصفى    كامل الوزير عن أزمة بلبن: تلقيت توجيهات من الرئيس السيسي بحل المشكلة بسرعة    كامل الوزير: هجمة من المصانع الصينية والتركية على مصر.. وإنشاء مدينتين للنسيج في الفيوم والمنيا    كامل الوزير: 2700 قطعة أرض صناعية خُصصت عبر المنصة الرقمية.. وأصدرنا 1439 رخصة بناء    الرئيس السيسي يشهد احتفالية عيد العمال بالسويس    وزير الإسكان يتابع تنفيذ المشروعات التنموية بمدينة السويس الجديدة    قفزة مفاجئة في أسعار الذهب اليوم في مصر: شوف وصل كام    روسيا تحث أوبك+ على المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب    النواب عن تعديلات الإيجار القديم: مش هنطرد حد من الشقة والورثة يشوفوا شقة بره    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    السيسي يوجه الحكومة بالانتهاء من إعداد مشروع قانون العمالة المنزلية    حزب الله يدين الاعتداء الإسرائيلي على سوريا    سوريا: قصف الاحتلال الإسرائيلي للقصر الرئاسي تصعيد خطير وسعي لزعزعة استقرار البلاد    مصر : السياسات الإسرائيلية تستهدف تقويض الوضع الإنساني بغزة وتؤجج الوضع الإقليمي    ترامب لا يستبعد حدوث ركود اقتصادي لفترة قصيرة في أمريكا    رئيس الوزراء يُشارك في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما    مكتب نتنياهو: لم نرفض المقترح المصري بشأن غزة وحماس هي العقبة    تمهيدا للرحيل.. نجم الأهلي يفاجئ الإدارة برسالة حاسمة    الأهلي سيتعاقد مع جوميز ويعلن في هذا التوقيت.. نجم الزمالك السابق يكشف    إنتر ميلان يواصل مطاردة نابولي بالفوز على فيرونا بالكالتشيو    نادي الهلال السعودي يقيل مدربه البرتغالي.. ويكشف عن بديله المؤقت    رسميًا.. الأهلي السعودي بطلًا لدوري أبطال آسيا    الإسماعيلي يطالب بإعادة مباراة سموحة وسماع تسجيل الفار    بورنموث يحقق مفاجأة بالفوز على آرسنال بهدفين    مصر تحصد 11 ميدالية في البطولة الأفريقية للسباحة بالقاهرة    طقس اليوم الأحد.. موجة أمطار تضرب القاهرة وباقي المحافظات    الشرطة الألمانية تلاحق مشاركي حفل زفاف رقصوا على الطريق السريع بتهمة تعطيل السير    «إدمان السوشيال ميديا .. آفة العصر».. الأوقاف تصدر العدد السابع من مجلة وقاية    مصرع شخص وإصابة 6 في انقلاب سيارة على الطريق الصحراوي بأسوان    ضبط 39.9 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الأرصاد الجوية تحذر: أجواء شتوية وأمطار رعدية حتى الأحد    توجيه وزاري باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس    سبب حريق الأتوبيس الترددي علي الطريق الدائري| المعاينة الأولية تكشف    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : ردا على غارات تزوير عبدالناصر    كامل الوزير: البنية التحتية شرايين حياة الدولة.. والناس فهمت أهمية استثمار 2 تريليون جنيه    50 موسيقيًا يجتمعون في احتفالية اليوم العالمي للجاز على مسرح تياترو    تامر حسني ينعى المنتج الراحل وليد مصطفى برسالة مؤثرة على إنستجرام    الرئيس السيسي يتابع مستجدات مشروع تطوير محطة «الزهراء» للخيول العربية    كشف أثري جديد عن بقايا تحصينات عسكرية ووحدات سكنية للجنود بسيناء    ابجد ..بقلم : صالح علي الجبري    قصة قصيرة بعنوان / صابر..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    " قلب سليم " ..شعر / منصور عياد    أزهري يكشف: ثلاثة أماكن في المنزل تسكنها الشياطين.. فاحذر منها    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : هيّا معا نفر إلى الله ?!    "ماتت من كنا نكرمك لأجلها".. انتبه لخطأ كبير في هذه العبارة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المعركة لازالت مستمرة?!    رسميًا| خالد البلشي نقيب للصحفيين لفترة ثانية والمسلماني يهنئ    عاجل| موعد امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 في الجيزة    فحص 700 حالة ضمن قافلتين طبيتين بمركزي الدلنجات وأبو المطامير في البحيرة    الصحة: العقبة الأكبر لمنظومة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة ضعف الوعي ونقص عدد المتبرعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حنين الزعبى فى حوار مع (الشروق): المصريون أصابوا إسرائيل بصدمة حضارية
الاحتلال قلق منذ سقوط النظام المصرى الحليف.. لكن الخطر الأكبر عليه هو ظهور الإنسان العربى الجديد
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 03 - 2012

مشاكسة هى النائبة العربية فى الكنيست الإسرائيلى، حنين الزعبى، منذ اختارت أن تواجه الإسرائيليين عبر ديمقراطيتهم المزعومة، مما يعرضها لحملات كراهية وعنصرية لا تتوقف وبلغت حد محاولة الاعتداء عليها، لاسيما منذ شاركت فى أسطول الحرية لقطاع غزة المحاصر إسرائيليا فى مايو 2010، وشنت هجوما حادا على جيش الاحتلال.. «عجل إسرائيل المقدس»، كما تسميه.

حنين تؤكد فى حوار مع «الشروق» أن «الموساد» فشل فى توقع الثورات العربية، وأن الثورة المصرية تحديدا أصابت إسرائيل ب«صدمة حضارية»، بعد أن كانت تستهين بالشعوب والحضارة العربية، موضحة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يتعامل مع القاهرة الآن بسياسة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع».

فى هذا الحوار الشامل تتحدث حنين، النائبة عن حزب التجمع الوطنى الديمقراطى، أيضا عن توقعاتها لمستقبل مصر، والعلاقة بين تهديد المصالح الأمريكية فى المنطقة ودعم واشنطن لتل أبيب، فضلا عن محاولات سعودية لزعزعة مكاسب الثورات العربية، وغيرها الكثير من الملفات، فإلى نص الحوار..

● بداية.. ما تقييمك لتجربة الثورة المصرية حتى الآن؟
لا تستطيع الشعوب أن تهزم 30 عاما من القمع فى سنة، خاصة أن النظام القامع لم يؤسس ما يمكن الاعتماد عليه فى مرحلة بناء الديمقراطية، لا من ناحية أحزاب منظمة (عدا جماعة الإخوان المسلمين)، ولا من ناحية نقابات عمال قوية. فالوضع خلال حكم مبارك لم يكن وضع مؤسسات وأحزاب يمكنها الصعود بسرعة بعد سقوط رأس النظام، بل كان أشبه بانعدام المؤسسات والأحزاب والتيارات، وهو وضع أصعب من حالة القمع، مما يصعب عملية البناء بعد الثورة.

● إذن كيف يستدل على نجاح الثورة؟
يستدل عليه بكيفية تجاوز العقبات. وهناك ضمانات لهذا النجاح، هى: بقاء روح الميدان وقيمه، وتحويل قيم الثورة إلى خطاب يهيمن على كل الأحزاب، وعدم المساومة أمام سلوكيات المجلس العسكرى، الذى يتبع بشكل واضح عقلية النظام القديم. الثورة ستنجح عندما يظهر الإنسان المصرى الجديد، الذى يقضى على قلة حيلته ويسقط الفساد تماما.

● برأيك.. ماذا تحقق من شعار «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»؟
يكفى أن المواطن المصرى أصبح قادرا على النزول للشارع ألف مرة إذا حاول المجلس العسكرى أو أى حزب أو قوة العودة بمصر إلى أسلوب النظام القديم.

● هل صعود الإخوان المسلمين يخدم أهداف الثورة أم يؤخر تحقيقها؟
بالطبع يستطيع الإخوان أن يؤخروا تحقيق أهداف الثورة إذا كان هدفهم هو مجرد الوصول للسلطة، وليس تحريرها من قواعد النظام القديم، لكنهم بذلك سيقضون على مستقبلهم. إن وجود الميدان وبناء الأحزاب العلمانية والليبرالية والقومية سيقطع الطريق أمام كل من تسول له نفسه القفز على أهداف وقيم ثورة يناير.

● يذهب البعض إلى أن المجلس العسكرى يريد ضمانات مقابل نقل السلطة للمدنيين حتى لا يُحاكم على المرحلة الانتقالية.. فما تعليقك؟
إن عدم محاكمة المجلس العسكرى، برئاسة المشير «محمد حسين» طنطاوى على قتل الشباب هو أخطر من السكوت على قمع النظام السابق للشعب، فعدم محاكمة المجلس هو غدر بالثورة. نستطيع أن نفهم قتل المصريين بأوامر من مبارك، لكن لا نستطيع أن نفهم قتلهم بأوامر من المجلس المؤتمن على الثورة. من المهم محاسبة المجلس ونقل السلطة للمدنيين.

● ماذا تتوقعين لمستقبل مصر؟
أتوقع، وهذا ما أرغبه، أن تتصدر مصر دول المنطقة سياسيا، وهى لديها كل الإمكانيات، لاسيما إذا توفر الدعم العربى، وعادت عشرات الآلاف من الكفاءات المصرية المهاجرة.

● لننتقل إلى الداخل الإسرائيلى.. كيف تصفين شعور تل أبيب مع انطلاق ثورة يناير؟
فى كلمتين، صدمة فقلق، وبعدهما حاولت السيطرة على نتائج الثورة بدعم نظام مبارك، وبمحاولة توجيه الرد الأمريكى والأوروبى لدعمه أيضا.

● ألم تكن هناك توقعات إسرائيلية باندلاع ثورات على الأنظمة العربية الديكتاتورية؟
نحن لا نتحدث عن انقلاب عسكرى مخطط، بل عن تحركات شعبية عفوية ومتدحرجة، وهى من نوع العمليات التى يصعب على (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) «الموساد» التنبؤ بها. هذا فضلا عن عامل الاستهتار الإسرائيلى بالشعوب وبالحضارة العربية، فعدم التوقع لا ينبع من قلة معلومات فقط، بل أساسا من الجهل الإسرائيلى بالعرب، فالإسرائيليون لديهم عنصرية واستعلاء واستهانة بقدرات العرب.

● وهل انتهى هذا الاستعلاء بمجرد اندلاع الثورة المصرية بعد التونسية؟
لا.. فبعد اندلاعها ظلوا مستهترين بالانتخابات وبعملية بناء الديمقراطية وبالشباب المصرى، ويشككون فى صدقية دافع الشعوب العربية للحرية والعدالة والسيادة، وفى إمكانية نجاح الثورة. القضية ليست قضية «مفاجأة» لقلة المعلومات، بل هى أقرب ما تكون لصدمة حضارية.

● وكيف تعامل الإسرائيليون مع الثورة؟
منذ اليوم الثانى للثورة، بدأ الإعلام والمحللون والسياسيون فى التحذير، وبعضهم رأى أن الثورة ستنقل مصر من «الاستبداد العلمانى» إلى «الاستبداد الدينى»، ناهيك عن أن جزءا كبيرا من التغطية الإعلامية كانت ممجدة لمبارك حتى بعد سقوطه، لدرجة أن بعض الصحفيين والسياسيين يطلقون عليه «أبوالوطنية المصرية»!. إسرائيل كانت، وستبقى، صديقة الأنظمة الديكتاتورية، ولن تغير الثورات هذا الموقف.

● برأيك.. ماذا خسرت إسرائيل من تنحى مبارك وصالح وهروب بن على واحتمال سقوط الأسد؟
الخسارة إستراتيجية، فإسرائيل خسرت حلفاء، نظام مبارك لم يكن أقل من حليف مركزى فى المنطقة. فلو لم تحظ بدعم رسمى عربى، تمثل فى الصمت وقلة الحيلة أحيانا وصمت المواقف أحيانا أخرى، وبدعم فعلى عبر عنه بالموقف من المقاومة والمقاطعة والحصار، لما تجرأت إسرائيل على مخالفة القانون الدولى بارتكاب الجريمة تلو الأخرى.

لقد أقيمت إسرائيل إثر حرب النكبة عام 1948، وتوسعت بحرب الأيام الستة عام 1967، وهذا نتاج الضعف العربى، لكن المهانة العربية تكمن فى أن الاحتلال توسع فى الاستيطان وقتل الفلسطينيين خلال أوقات «السلام» أيضا.

● وهل سيتغير هذا الوضع بعد الثورات العربية؟
إن تغيير الأنظمة وتفعيل إرادة الشعوب العربية كجزء فاعل فى السياسات الخارجية والفلسطينيون بالنسبة لبقية العرب هم جزء من السياسة الداخلية سيعنى الانتقال لمعادلة بسيطة مفادها أن ما استطاعت إسرائيل أن تفعله فى أوقات السلام سيكون عليها الآن فعله عبر حسابات الأزمات السياسية وتهديد السلام المزعوم.

● برأيك.. هل سيستمر القلق الإسرائيلى؟
الخطر والقلق من الناحية الإسرائيلية لا يكمن فقط فى سقوط حليف مصرى، لا يستطيع العالم العربى التحرك بجدية من دونه، ولا فى اختفاء أنظمة وسياسات وظهور أخرى تدرك مدى خطورة الدور الإسرائيلى فى عرقلة تطور العالم العربى (إلى جانب قمعها للفلسطينيين)، بل الخطر فى ظهور الإنسان العربى الجديد. فالاحتلال يعرف أن هذا الإنسان سيسحب من تحته الضمان الذى أعطته إياه الأنظمة العربية المستبدة، حتى باتت هذه الأنظمة تنتصر لتل أبيب على حساب شعوبها.

● وما هى مواصفات هذا الإنسان العربى الجديد؟
وفقا لشرعية الثورات لن يتوقف تغيير الأنظمة، بل سيكون هو القاعدة، أما الذى لن يتغير فهو الإنسان العربى الجديد، وهو قادر على إنجاح أنظمة وإسقاط أخرى، بناء على ثابت واحد، هو مدى نجاح هذه الأنظمة فى تحقيق تطلعاته وحماية حقوقه، وإحدى هذه التطلعات هى السيادة على القرار الخارجى. هذا ما تخشاه إسرائيل، فهى لا تخشى هذا النظام أو ذاك، بمعنى أنها لن تخشى جماعة الإخوان المسلمين، إذا ما أظهر «مرشدها العام محمد بديع» ورفاقه براجماتية تصل حد التهاون فى الحقوق العربية.

● إذن.. ماذا تريد إسرائيل بالضبط؟
مخطط تل أبيب الآن هو ألا يخلف سقوط الأنظمة الحليفة لها، أنظمة معادية، فبين التحالف والعداء، هناك حالة انعدام العداء، أى حالة التصالح مع الوضع القائم، وعلى رأسه اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة، والانتقال من سياسات التحالف الفعال، إلى سياسات عدم الرضا غير الفعال، تلافيا لسياسات عدم الرضا الفاعل الذى يتخذ النظام فى مصر وفقا لها خطوات تصعيدية ضد تل أبيب.

● أى خطوات تقصدين؟
هناك عشرات الخطوات التصعيدية قبل إعلان الحرب، منها سحب السفير، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتصعيد الخطاب السياسى لتعبئة الشارع للخروج فى مظاهرات. نتنياهو يتعامل الآن مع مصر بسياسة «درء المفاسد مقدم على جلب المنافع».

● وهل سيقبل «الإنسان العربى الجديد» بهذا الوضع؟
لا.. فلن تنفع معه سياسة الصمت بعد الآن، سواء تحت حكم الإخوان المسلمين أم غيرهم، ولن يقبل بالانتقال من التعاون الصامت مع إسرائيل إلى انعدام التعاون الصامت، فالصمت فى أساسه لم يعد ينفع.. الثورة كانت ضد الخوف، أى ضد الصمت، وضد كل ما يجلبه الصمت من قلة حيلة وسلبية واستكانة. فبعد الآن، لن يمرر إنساننا العربى السياسات الإسرائيلية دون محاسبة.

● مع هذه التغيرات العربية.. هل يتزايد التحالف الأمريكى الإسرائيلى قوة؟
لا يمكن أن نتصور تحالفا أقوى من الحالى، فأعضاء الكونجرس الأمريكى ينافسون أعضاء الكنيست من اليمين فى ولائهم لسياسات إسرائيل. والإعلام الأمريكى أقل انتقادا من الإعلام الإسرائيلى نفسه لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة. والرئيس الأمريكى باراك أوباما يبلع كل تهديد يطلقه فى وجه إسرائيل. فماذا نتوقع أكثر من ذلك؟!

● إذن هل يجبر توجه المنطقة نحو الديمقراطية واشنطن على سياسة أقل تحيزا لتل أبيب لا سيما مع تراجع النفوذ الأمريكى فى المنطقة؟
تراجع النفوذ الأمريكى فى المنطقة شىء ودعم إسرائيل شىء آخر. المعادلة هى أنه مادام لم يترافق تقلص النفوذ الأمريكى مع تهديد جدى لمصالح واشنطن فى المنطقة، فلن تغير الأخيرة جديا من دعمها لتل أبيب.

حاليا النفوذ الأمريكى يتراجع لكن دون أن يصل لتهديد مصالح واشنطن الاقتصادية والعسكرية، فقد يتراجع نفوذك السياسى دون أن تتضرر بنفس الدرجة مصالحك العسكرية والاقتصادية، ولاسيما النفط. وهذا يعود إلى أن مركز المصلحة الأمريكية العسكرية والاقتصادية ما زال يكمن بعد مصر، فى السعودية وبقية دول الخليج، وهنالك الأمور ما زالت مستقرة، وبالعكس فالسعودية هى قاعدة زعزعة مكاسب الثورات العربية.

● البعض يرون أن 2011 كان أسوأ عام على إسرائيل لما شهده من ثورات عربية أسقطت أنظمة حليفة لتل أبيب.. فهل توافقينهم الرأى؟
بالطبع لا.. فإذا كان 2011 هو الأسوأ فى تاريخ إسرائيل، فهنيئا لها وتستطيع الاطمئنان. ففى 2011، استمر الاحتلال فى أنشطة التهويد والاستيطان وتمرير أكثر القوانين عنصرية وتهويدية للإنسان والتاريخ والجغرافيا. على عام 2011 أن يكون بداية لتاريخ جديد فى المنطقة، فلا يجب أن تخمد روح الثورية والتضحية والعند فى المستقبل.

● وهل تأثرت الاحتجاجات الإسرائيلية على سياسات نتنياهو الاقتصادية بثورات الربيع العربى؟
فقط فيما يتعلق بالمشهدية العامة، التى تتلخص فى خروج الناس للشارع وقناعاتهم بعدم السكوت عن سياسات لا تعكس مصالحهم الحقيقية. أما فيما يتعلق بمفاهيم الثورة وإسقاط النظام، فهذا غير موجود فى قاموس الشارع الإسرائيلى. الشارع لم يخرج لثورة يريدها أن تقلب نظاما كاملا بكل بديهياته وقيمه واستبداديته، كون النظام فى إسرائيل يستمد شرعيته من الشارع عبر انتخابات حرة. فمن جهة الدولة ديمقراطية ومؤسساتية فى كل ما يتعلق باليهود، واستبدادية وقمعية فى كل ما يتعلق بالصراع العربيى الإسرائيلى وبالمواطنين الفلسطينيين، وهو ما ينسجم مع رغبات الشارع الإسرائيلى.

● ألا يحتاج هذا الشارع على ما يعنيه العرب داخل إسرائيل؟
لا. كل استطلاعات الرأى تظهر زيادة يمينية هذا الشارع وعنصريته، ف78% من اليهود يؤيدون تهميش الفلسطينيين (المواطنين فى إسرائيل)، وإخراجهم من عملية صنع القرار، ليس فقط فيما يتعلق بقضايا السلام والأمن، بل أيضا فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية. وأكثر من 70% يغلبون القيم الصهيونية على الديمقراطية، فعندما خرجوا للاحتجاج على قضايا المسكن، لم يهتموا بأنهم يسكنون على أراض فلسطينية تمت مصادرتها، وأن البلدات اليهودية تتوسع على حساب العربية، وهنا لا أتكلم عن المناطق المحتلة عام 1967، أى عن الضفة وغزة، بل عن فلسطين التاريخية، أى أراضى 1948.

أما العرب داخل إسرائيل فلا يوجد بينهم من يرضى عن سياسات نتنياهو ولا غيره، فالقضية مع العرب، على خلاف اليهود، ليست فى هذه الحكومة أو تلك، بل هى فى سياسات دولة ترى فى العرب الفلسطينيين، على جانبى الخط الأخضر، أعداء، وترى فى الفلسطينيين (المواطنين) خطرا على يهودية الدولة، وفى نفس الوقت تعارض حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم.

● برأيك.. إلى أى شىء سينتهى المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة.. إلى عضوية كاملة أم وضع مراقب أم فشل تام؟
السلطة الفلسطينية توجهت لهذا النضال الدبلوماسى ليس كمسار يعزز مسار النضال الميدانى الشعبى ضد الاحتلال، بل كمسار يستبدله، وهذا يؤسس للفشل. لقد أرادت السلطة أن تعاقب إسرائيل على فشل المفاوضات، أى حاولت الضغط لإعادة تل أبيب إلى مسار مفاوضات عبثى يعمق الاحتلال. يجب أن يسقط النظام الفلسطينى القديم كما أسقط الربيع العربى أنظمة خالية السيادة. لقد خرجت السلطة من مربع علاقة المحتل مع الاحتلال إلى علاقة «التنسيق» و«التفاهمات» على حساب شرعية النضال وإمكانياته.

● ألا تتوقعين انتفاضة فلسطينية ثالثة فى حال انسداد الأفق أمام الفلسطينيين؟
الانتفاضة الشعبية المقبلة ستكون فى وجه السلطة، ورئيسها محمود عباس، والفصائل الفلسطينية، وإسرائيل أيضا. أنا متأكدة أن الشعب الفلسطينى لن يبقى صامتا على الوضع الحالى، لاسيما فى خضم الربيع العربى، رغم حالة الاستكانة التى أوجدتها اتفاقات أوسلو وأبعدتنا عن النضال.

على السلطة إعلان العصيان المدنى، وعدم الوقوف فى وجه المقاومة الشعبية، خوفا من غضب الاحتلال الإسرائيلى، أو من وقف المساعدات الأمريكية، وعليها إتمام المصالحة وإصلاح منظمة التحرير. عليها أيضا إدراك أن الوظيفة الطبيعية الوحيدة لقيادة الشعب المحتل، هى فى قيادة نضاله ضد الاحتلال. أتوقع أن تخلق الانتفاضة المقبلة مرجعيات سياسية جديدة، خارج ثنائية السلطة حركة حماس «عباس - مشغل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.