ملايين البشر اختفوا فى يوم واحد، بحثًا عن النعيم الموعود، تركوا عائلاتهم وأصدقاءهم دون أن يعرفوا كيف سيتلقون الخبر؟ هذه قصة عن الرحيل الخارق للمألوف كفكرة ومفهوم فلسفي، إنها "ما يبقى" قصة جديدة للكاتب الأمريكي توم بيروتا، الذي تحبه هوليوود، وتعمد لتحويل قصصه لأفلام.
ولعل الحب متبادل، فتوم بيروتا من جانبه يكاد يكتب قصصه بأسلوب سينمائي، رغم أنه يطرح أفكارًا عميقة، ولها أبعادها الفلسفية كما في قصته الجديدة ، "مايبقى" التي تبحر في تعقيدات الحياة الأمريكية المعاصرة ورحيل السعادة، وكيف يتحول الإيمان إلى تعصب.
ويقول توم بيروتا، إنه اعتاد أن يصف نفسه ككاتب فكاهي، غير أن أفكاره تتجه في السنوات الأخيرة لقضايا معتمة، وتمسك بهموم قاتمة ليكتب عن أمور لايمكن أن تكون فكاهية أو هزلية وهو مايتجلى في قصته الأخيرة "مايبقى" ذات الطابع الوجودي.
هذه القصة الجديدة تعالج الحياة في ظل اللامعنى والصدفة والعبث والمجهول، وهذا كاتب لا يتعامل مع النجاح باعتباره نهاية العالم أو أقصى أمانيه، فهي أقرب لبحث عن ردود أفعال البشر العاديين، حيال أحداث غير عادية، ولايمكن تفسيرها أو تعليلها.
وإذا كان الناقد ستيفن كينج، أشاد بالقصة الجديدة فإن قصة "الأطفال الصغار" التي صدرت لتوم بيروتا في عام 2004 قوبلت أيضًا باستحسان من نقاد أمريكيين، تناولوا هذه القصة التي تحولت لفيلم سينمائي من بطولة النجمة كيت وينسلت.
ورشح بيروتا ككاتب سينمائى لجائزة الأوسكار عن هذا الفيلم، الذي يتناول بعض أوجه الخلل الوظيفي في الحياة الأمريكية أو ما يعرف "بثقافة الضواحي"، حيث الأم الشابة الخائنة وجيرانها ينهمكون في حملات مكافحة الاضطرابات النفسية بين البالغين والمراهقين، ولأن هوليوود مغرمة بقصص توم بيروتا فقد تحولت أيضًا قصته "الانتخاب" إلى فيلم سينمائي، فهل نرى "مايبقى" قريبا على الشاشة ؟
الناقدة ميشيكو كاكوتاني، رأت في سياق تناولها لهذه القصة الجديدة، أن توم بيروتا يجور على موهبته الأصيلة ككاتب وقدرته الفذة على رصد منمنمات وتفاصيل الملامح من أجل المسحة الهوليوودية، لكن أليس بيروتا بدوره مغرمًا بهوليوود، ويكتب دومًا والسينما تداعب مخيلته؟
حبه للسينما يضارع حبه للكلمة المكتوبة وهو حكاء بالسليقة والدراسة أيضًا في جامعة ييل، حيث درس الأدب الإنجليزي.