«المتحولون».. عنوان اختارته المذيعة ريهام سعيد لحلقة برنامجها «صبايا الخير» التى تناولت فيها موضوع التحول الجنسى، الذى تبنت فيه فكرة تحول الرجال إلى إناث عبر جراحات تجميلية، وتبنت ريهام فى حلقتها رأى طبيب بشرى يعتقد أن المطالبين بالتحول الجنسى يعانون من تشوه نفسى نتيجة خلل هرمونات، وزيادة فى هرمونات الأنوثة تنعكس على التكوين النفسى للولد فتجعله من داخله يقتنع بأنه بنت، ويشعر بميل أنثوى نحو الرجال. وبرهنت الحلقة على هذه الرؤية بحوارين أجرتهما ريهام سعيد مع شابين، ارتدى أحدهما ملابس النساء ليؤكد تلك المشاعر التى تجذبه لحياة الجنس الآخر، وتحدث عن حالة الارتياح التى يشعر بها فى ممارسة أفعال البنات رغم تكوينه الكامل الرجولة، وقيامه بشراء أدوات المكياج، بينما برر استخدامه صيغة كلامه كرجل بأنها جاءت نتيجة اعتياده على الحديث كرجل، وأكد أمام الكاميرا أن ما يعيشه هى حالة نفسية داخلية وأنه ليس شاذ جنسيا، وإنما هو مريض يحتاج جراحة عاجلة يتحول إلى أنثى، كما يحتاج إلى عدد من جراحات التجميل التى تزيل عنه ملامح الرجال ليعيش فتاة جميلة كما يريد يكون.
أما الشاب الثانى فتحدث عن مشاعر الحب التى يقاومها ويرفض أن يطلع عليها الناس، لأنه لا يريد أن يتحول لشاذ جنسيا، وقال إنه يريد إجراء جراحة تحول جنسى لأنه لا يريد أن يقوم بشىء يغضب الله، وأن الحل هو التحول إلى أنثى ليحيى كما يريد أن يكون وحتى يشعر بالتوافق بين شكله وما يستشعر بداخله.
وفى كلا اللقاءين وعدت مقدمة البرنامج بمساعدة هذه الحالات، وإجراء الجراحة لهم إن اتفق الأطباء على هذا الرأى، وفى محاولة لتأكيد الفكرة أجرت لقاء مع الطبيب النفسى د.فاروق لطيف الذى بدأ حديثه بأنه يجب تشخيص الحالة، واكتشاف الأسباب التى دفعت هؤلاء الشباب للتفكير فى تغيير نوعهم، وإن كانوا يعانون حقا من مرض نفسى أم أن تكوينهم الداخلى إناث كاملة الأنوثة، ولكن تظل أسئلة المذيعة تطارده.. ماذا لو ثبت أنهم إناث.. هل تكون جراحات التحول متاحة؟.
وتتجاوز المذيعة عن عناصر مهمة فى حلقتها التى حظيت بالعديد من الاتصالات التليفونية نظرا لحساسية القضية المطروحة، ومنها ضرورة عرض الحالات المرضية كل منها على حدة أمام فريق طبى متكامل لتحديد المشكلة بدقة، عدم الاعتماد على تصريحات شفهية ووجهة نظر شخصية لطبيب واحد، كما أنها تجاوزت عن اعتراف الشاب الذى قال إنه تعرض لاعتداء وهو صغير، وهو أمر يجب وضعه فى الحسبان عند تعامل الأطباء مع الحالة، وأبدت طوال الحلقة حالة من التعاطف الشديد مع ضيوفها، بشكل يجعلها تفقد حيادية المذيعة وتنحاز لفكرة إجراء هذه الجراحات أكثر من محاولات الوصول للحقيقة، فضلا عن تأكيدها فى مقدمة الحلقة أننا لسنا أمام حالات شذوذ جنسى، اعتمدت فى ذلك على أقوال الضيوف أنفسهم، فهل كانت تعتقد أن هناك من سيظهر على الشاشة ليعترف بجريمة يعاقب عليها القانون؟!.
وعندما استطلع البرنامج رأى الدكتور سالم عبدالجليل وكيل الأزهر أكد أن حالة التحول الوحيدة التى يجيزها الشرع هى الخاصة بمن أطلق عليهم الجنس الثالث أو «الخنثيين» الذين يولدون بأعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية معا، ويكون على الطبيب تحديد النوع من الناحية النفسية وإجراء جراحة لتصحيح هذا العيب الخلقى.
وجاء فى سياق كلام عبدالجليل أن ما تم عرضه من نماذج فى الحلقة هم مجرد مرضى نفسيين يحتاجون لرعاية طبيب متخصص، يستطيع تصحيح شعورهم بهويتهم الجنسية.