لا أحد يعرف هل هذا العدد الكبير من حالات التحول الجنسى يجرى فى مدينة المنصورة فقط.. أم أن هناك مدنا أخرى تشهد هذه الظاهرة، ولا أحد يعرف هل كل الحالات من أهالى المنصورة أم أن هناك حالات من محافظات أخرى تفضل إجراء عملية التحول الجنسى فى المنصورة.. الأكيد أن مستشفى المنصورة يشهد عددًا كبيرًا من هذه العمليات وهو ما دفعنا للحوار مع رئيس الفريق الطبى الذى يجرى الجراحة دكتور «محمد الغزالى والى» رئيس وحدة جراحة الأطفال بجامعة المنصورة. قال الدكتور الغزالى: إن الحالات من محافظات مختلفة مثل دمياط والشرقية والغربية، وأن معظم حالات رفض الأسر لإجراء عمليات التحول كان فى محافظة الدقهلية، وأضاف: نحن نجرى عمليات تصحيح الجنس لمرضى لا يعيشون حياتهم بشكل طبيعى، فالحالات سالفة الذكر كانت لذكور بالفعل ويعيشون على أنهم إناث، حيث إن الأعضاء التناسلية عادة ما تكون غير مكتملة وتميل أكثر إلى الأعضاء الأنثوية، وبعد فترة تعانى الفتاة من عدم ظهور علامات الأنوثة وعدم حدوث الدورة الشهرية، وظهور علامات الذكورة من وجود لحية وشارب وخشونة الصوت، ومن هنا يظهر الخطأ الذى وقع فيه طبيب النساء والتوليد الذى لابد ألا يكتفى بالنظر على الجهاز التناسلى لتحديد نوع المولود على الرغم من أن هناك علامات واضحة للذكورة مثل الخصية المعلقة التى عادة ما تكون ظاهرة بالفحص المبدئى فضلاً عن العيوب الخلقية بالجهاز التناسلى والتى من شأنها تحديد نوع المولود، مؤكدًا أن هناك أطباء نساء وتوليد ليسوا بالكفاءة المطلوبة لتحديد نوع المولود، خاصة أن العضو التناسلى به علامات شك كثيرة لابد أن يقف الطبيب أمامها قبل الإعلان عن نوع المولود، فمن لا يعلم عليه ألا يفتى، ويطالب بعرض المولود على جراح أطفال لعمل اختبار هرمونى للمولود لإيجاد المفتاح لوضعه، وهو ما يحدث فى الخارج، حيث يتم فحص المولود فحصًا كاملاً لتدارك أى عيب خلقى قد يودى بحياة الرضيع، وهذا ما يقوم به الطبيب الذكى، أما الطبيب الغشيم فيعطى هرمون أنوثة دون إجراء فحص، وهو ما يحدث دائما وما نجده فى الحالات التى نجرى لها عملية التصحيح، وتأثير هذا الهرمون يظهر بشكل واضح فى السن الصغيرة ويقل عند الكبر، كما يؤدى هذا الهرمون إلى حدوث أورام خبيثة فيما بعد مشيرا إلى أن هذه الحالات تصطدم بأن تصرفاتها ذكورية وترفض الأنوثة بل ويميلون للجنس الآخر ويشعرون برغبة نحوه ثم يعلنون أنهم ذكور قبل العرض على طبيب وقبل إجراء أى عملية جراحية. ولفت دكتور الغزالى إلى أنه أجرى حوالى 120 عملية جراحية لذكور تربوا على أنهم ذكور، وهم فى الحقيقة إناث و16 حالة لفتيات أصبحن الآن ذكورا مشيرا إلى أن عمليات التذكير أصعب من عمليات التأنيث، وتزداد صعوبتها فى حالة خضوع الأنثى التى ستصبح ذكرًا إلى عملية الختان، لأن هذه المنطقة التى يستأصل منها جزء فى الختان تستخدم كاملة لعمل العضو الذكرى، وهذه كانت صعوبة عملية سعدية وهبة لأنهما تعرضتا لعملية الختان وبوسى التى ستجرى الجراحة بعد عيد الأضحى ولكن أمل وضعها أفضل لأنها لم تخضع لهذه العملية. وأضاف أن خطورة هذه الحالات أنها طيلة الوقت تتعامل مع إناث على أنها أنثى وهى فى الأصل ذكر وتصرفاتهم تعبر عن ذكورتهم وهو أمر فى غاية الخطورة وكأن هناك ديكاً وسط الدجاج فعلى سبيل المثال حالة هبة التى أصبحت أحمد 25 عامًا تعمل مدرسة للمرحلة الإعدادية وسعدية التى أصبحت محمد 20 عامًا طالبة فى معهد فنى تمريض أما بوسى التى ستصبح إسلام 17 عامًا فهى طالبة فى الدبلوم ولولا أن هؤلاء الفتيات متدينات لكان من الممكن أن يرتكبن جرائم لأنهن يعشن وسط فتيات ويشعرن برغبة جنسية نحوهن مؤكدا أن هناك أطفالاً لا يعرفون هل هم ذكور أم إناث وتكون النتيجة عملية تصحيح جنسى التى لا تحتمل الخطأ لأنها تتم بعد إجراء الفحوصات المطلوبة لمدة 3 أسابيع وعقد أكثر من اجتماع ولقاء أساتذة الوراثة والغدد الصماء والطب النفسى واستشارى جراحة الأطفال لدراسة الحالة وفحص الأشعة ولا يؤخذ القرار إلا بموافقة الجميع بالإضافة إلى الحصول على موافقة نقابة الأطباء وذلك لأسباب قانونية بعد إرسال كل الأوراق المتعلقة بالحالة، وتتم العملية التى تستغرق حوالى 4 ساعات مشيرا إلى أن أفضل عمر لإجراء هذه العملية من 6 شهور حتى عامين لأنه عندما يكبر عمر المريض تكون هناك صعوبة فى إجراء الجراحة وصعوبة فى أقلمة المريض على وضعه الجديد نفسيا ولذلك يخضعون للتأهيل النفسى قبل العملية وبعدها. وأكد دكتور الغزالى أنه يقوم بعمل جليل ويصلح وضعًا خاطئا قاتلاً يهدد المجتمع مشيرا إلى أنه إذا تركنا هؤلاء وبقوا على نفس الوضع لن يستطيعوا الزواج أو الإنجاب ولن يستطيعوا ممارسة حياتهم بشكل طبيعى. وحول ردود فعل أسرة المريض ومن حوله قال: دائماً نجد اعتراضاً شديداً من قبل الأسرة وبعض الحالات تقبل وتوافق على إجراء الجراحة. وأشار دكتور الغزالى إلى أن أغرب الحالات التى قابلها فى هذا النوع من العمليات كانت لشقيقين توأم جاءا من إحدى الدول العربية وعمرهما 25 عاما يشتكيان من قصر العضو الذكرى وبعد الفحص تبين أن الأعضاء التناسلية أنثوية بل وكاملة الأنوثة كما أن لهما ثديًا أنثويًا كبيرًا، ولكن تصرفاتهما ذكورية وذلك يرجع إلى أنهما أخذا كميات كبيرة من هرمون الذكورة وكان الأمر الغريب أن الأعضاء التناسلية واضحة المعالم وطبيعية وليس بها تشوه مشيراً إلى أن هذه الحالة قد تكون هكذا للحفاظ على الميراث حيث إنهم رفضوا إجراء عملية تصحيح لهما وطلبوا إجراء عملية تحويل ليصبحا رجالاً مكتملى الذكورة ورفضت إجراء عملية تحويل وغادرا العيادة وأصبح مصيرهما مجهولاً وهناك حالة أخرى منذ 10 سنوات لأنثى ذكرية تدعى سميرة وصل عمرها إلى 18 عامًا وتعاملت على أنها فتاة رغم وجود خصيتين واضحتين وعندما كبرت ظهرت عليها علامات الذكورة من لحية وشارب وخشونة الصوت وأصبح جسمها لذكر عمره 18 عامًا فقامت أسرتها بإجراء عملية ختان لها وكانت عملية شديد الصعوبة حيث تم استئصال بقايا العضو الذكرى وتم عقد قرانها فاضطررنا للسير فى نفس الاتجاه وقمنا بصناعة مهبل لها حتى تستطيع الزواج ولكنها لن تنجب لعدم وجود رحم كما أنها لن تستطيع ممارسة حياتها الزوجية والجنسية بشكل طبيعى. ولفت إلى أن عمليات التأنيث أكثر من عمليات التذكير مشيراً إلى أن الأطباء الذين يعملون فى هذا الاتجاه هم من يبحثون عن هذه الحالات معلنا استعداده لدفع الأموال مقابل تصحيح هذا الخطأ. وأضاف أن هذه الجراحة تتم فى وحدة جراحة الأطفال بمستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة مجاناً ولكنها خارج المستشفى تتكلف حوالى 10 آلاف جنيه مشيرا إلى أن نسبة النجاح بهذه الجراحات مرتفعة جدا ولم تفشل حالة حتى الآن إلا أن هناك تشوهًا بسيطًا يحدث للمريض لأننا لا نخلق بل نحاول صنع قضيب أو مهبل وإمكانيات المريض هى التى تساعدنا على صنع هذه الأشياء. التقت «روزاليوسف» بأحمد ومحمد اللذين أكدا أنهما يخشيان المجتمع ومن حولهما من تقبلهما على وضعهما الجديد وطالبا كل الأسر التى تشعر بأى شك فى نوع أبنائهم بالتوجه إلى الطبيب سريعاً لأن التشخيص المبكر أفضل مشيرين إلى أن مشكلتهما أنهما تأخرا فى إجراء هذه العملية. وأضاف أحمد: كل ما يشغلنى الآن هو تغيير النوع والاسم فى البطاقة الشخصية وهو ما أتمنى أن تساعدنا فيه وزارة الداخلية دون الخضوع للروتين الممل حتى نبدأ فى حياتنا الجديدة بعد أن شعرنا بعذاب شديد طيلة الفترة الماضية. أما محمد فقال إن العملية صعبة ولكن إجراءها أفضل من البقاء على الوضع الخاطئ لفترة أطول وهو ما كان سوف يعطل لنا حياتنا مشيراً إلى أنه يتمنى الآن البحث عن عمل أفضل والدخول فى الحياة العملية كرجل مسئول.