الفائزة هى الممثلة الأمريكية ميريل ستريب.. جملة أصبحنا نسمعها كثيرا منذ بداية العام الجديد وحتى الآن فى الكثير من المهرجانات الدولية وحفلات توزيع الجوائز، بعد أن استطاعت هذه النجمة التى تخطت الستين عاما أن تثبت أنه ليس هناك حدود أو نهاية لقدرات الممثل التى تمكنه من إحراز النجاح عندما يظن البعض أنها النهاية. خطفت الممثلة ميريل ستريب عددا من أهم الجوائز السينمائية لتكلل نجاحها هذا العام وآخرها جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى فيلم «المرأة الحديدية» الذى تلعب فيه شخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر.. وبعد أن أصبحت ميريل حديث الساعة والوجه الأكثر مبيعا على أغلفة المجلات أرادت ميريل أن تكشف فى حديثها لموقع اسوشيتد برس وصحيفة ديلى ريكورد عن سر هذا النجاح الذى تشهده حياتها السينمائية الآن قائلة «أسير على نفس الطريق وبنفس الأهداف منذ أن بدأت مشوارى الفنى وسر نجاحى حين أبدأ فى عمل جديد هو أن أقنع الآخرين من زملائى قبل الجمهور أننى هذه الشخصية التى أقدمها ويبدأون فى النظر إلىّ هكذا، خاصة حينما أقدم شخصيات معروفة ومن واقع الحياة مثل مارجريت تاتشر وجوليا شيلد حتى فى نبرة أصواتهن، ودائما أبحث فيهن عما يشبهنى وأعتقد أنه ربما يكون هذا الاندماج هو سر نجاح الدور وتعلّق الجمهور به».
وقالت ميريل «قرأت الكثير عن شخصية تاتشر قبل تقديمها لأعرف عنها كل شىء وعن طريقتها فى الحياة والعمل وإدارته وهو ما أمتعنى كثيرا، كما أخذت دروس لأقدم نبرة صوتها واستمعت لشرائط كثيرة عليها بعض خطبها السياسية لأعرف طريقتها فى التحدث لتوضيح وجهة نظرها، فهى سيدة رائعة وسياسية لها فكر مختلف وتعرف ماذا تريد جيدا سجلت فى التاريخ كأول سيدة تحتل هذا المنصب وتحكم بلدا نوويا».
وعن ماذا تبحث ميريل فى أى دور تقدمه قالت «الصعوبة فى الفهم، هذا هو ما أبحث عنه دائما فى أى شخصية تعرض على، وربما الغموض فى السمات والأفكار وأعتبر أن دورى هو أن أترجمها للمشاهد وهو سبب موافقتى على الاشتراك فى المرأة الحديدية ولعب مارجريت تاتشر التى أعتقد أننى كشفت الكثير من شخصياتها للجمهور التى لا يعرفها أحد».
وعن رؤيتها هى للشخصية توضح ميريل «هى شخصية أثارت إعجابى فلديها قدرة على التحمل، ولم يبد عليها الإرهاق تنام خمس ساعات فقط وتستطيع اتخاذ كل هذه القرارات فى حياتها وتحمل مسئولية ربما يهرب منها الكثيرون، أردت أن اقترب أكثر وأرى بعينى ما يمكن أن تغفله الكتب ولكن رفضت تاتشر مقابلتى وخافت أن أشوه أحد عشر عاما من حياتها وهو ما لم أكن لأفعله لذا أرى أنها فرصة نادرة لتقديم شخصية مثلها للجمهور وللعالم كله».
وعن فوزها بالأوسكار هذا العام تقول «لا أحب ما يقوله الناس حول الجوائز عندما يرشح الممثل لأى منها وهى أنك ستفوز أو ليست لديك فرصة فهو أمر يشعرنى أنى فى حدث رياضى، فالممثل يقدم عملا سينمائيا يفتخر به ويتمنى أن يشاهده الناس فقط، أما عن فوزى بالجائزة كان مفاجأة تمنيتها ولم أكن أصدق أنها ستتحقق وتحققت، فقد شعرت أن أحدهم وضع تاجا على رأسى».
وأضافت ميريل عن حصولها على هذا العدد من الجوائز فى عام واحد قائلة «هو تحد ولكنه أمر رائع أن تشعر أنك ما زلت تستطيع أن تفاجئ نفسك والمحطين بك بعد هذا المشوار الطويل على الرغم من أننى لم أسع إلى هدف من التمثيل وأعتقد أننى إذا كنت فعلت لم أكن سأحقق سوى خيبة الأمل».
لكل شىء ثمن أما عن ثمن النجاح الذى دفعته ميريل فتقول «فرض القيود على تحركاتى، فى الكثير من الأوقات أحب زيارة أماكن عامة كالمتاحف ومتابعة الفن ولكن أعلم أنه فى الوقت الذى سأقف لأنظر إلى شىء ما سيكون هناك خمسة يقفون أمامى لمشاهدتى، وأنا لا أتذمر ولكن بالتأكيد يفوتنى الكثير».