كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم الأربعاء، النقاب عن قيام نشطاء المعارضة السورية باستخدام أحد برامج عملاق البحث الشهير "جوجل" ذات التعهيد الخارجي للجمهور عبر الانترنت وبرنامج "راسم الخرائط" خلال الأسابيع القليلة المنصرمة لإعادة تسمية الشوارع الرئيسية والكباري في سوريا بأسماء أبطالهم من الثوار بحسب ما أفاد رموز من المعارضة والحكومة السورية. وعزا النشطاء طرح تلك الفكرة، حسبما لفتت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الانترنت، إلى رغبتهم في محو بقايا حكم عائلة بشار الأسد طيلة أربعة عقود من الزمان فضلا عن رغبتهم في تخليد ذكرى شهدائهم من المتظاهرين على مدار 11 شهرا من عمر الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى ما جاء على لسان رضوان زيادة ممثل عن المجلس الوطني السوري "لهؤلاء الشهداء حق علينا كي نخلد ذكراهم.. فهم صانعو تاريخ سوريا الجديد".
ونقلت الصحيفة عن رامي خليفة أحد رموز المعارضة السورية في الخارج قوله "لقد بدأت الحملة منذ قرابة شهرين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وسرعان ما أثارت اهتمام الحكومة السورية؛ حيث أشار بشار الجعفري مبعوث سوريا لدى الأممالمتحدة في كلمته أمام الجمعية العامة أمس الأول الاثنين بإصبع الاتهام إلى جوجل فيما وصفه بمشاركته في مؤامرة خارجية تحاك ضد سوريا ترمي إلى التدخل في شئون البلاد الداخلية وإقصاء زعيمها".
ولفتت الصحيفة إلى أن الحملة لم تقتصر على الفضاء الالكتروني فقط بل امتدت إلى شوارع المدن السورية أيضا؛ حيث قامت مجموعات من ناشطي المعارضة السورية بتغيير لافتات بأيديهم ؛ فعلى سبيل المثال قام النشطاء في إحدى شوارع مدينة "دارايا"السورية بتمزيق لافتة تحمل اسم شقيق بشار الأسد "باسل"، الذي لقي مصرعه عام 1994 إثر حادث مروري واستبدلوها بأخرى تحمل اسم مواطن سوري يدعى "غياث مطر" في صورة تظهره وهو يقدم الزهور إلى الجنود السوريين ليكون رمزا للمقاومة السلمية التي امتازت بها الثورة السورية.
من جانبها، رأت "واشنطن بوست" أن محاولات تطويع وسائل الاتصال عبر الانترنت لطالما مثلت عاملا محوريا في سوريا؛ حيث قامت الحكومة السورية بتضييق الخناق على وسائل الإعلام ؛ لافتة إلى أن المتظاهرين في سوريا قاموا باختراق مواقع تابعة لحكومتهم في سبيل نشر صور مأخوذة عبر الهواتف المحمولة تنطوي على دلائل وشهادات حول أعمال القمع الوحشي التي ينتهجها نظام الأسد ضد شعبه، إلى جانب بث لقطات حية من مدن سورية عدة مثل مدينة حمص حيث أكدت تقارير وإحصائيات صادرة عن منظمة الأممالمتحدة مقتل ما يفوق ال300 شخص خلال الأسبوعين الماضيين.