اعتبر السيد ياسين، الباحث الاجتماعي ومدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام: "أن انقسام القوى الثورية في مصر من أكبر سلبيات ثورة 25 يناير، إذ لم تستطع أن تتوحد عقب نجاح الثورة الساحق، حين تحولت من انتفاضة متواضعة المطالب إلى ثورة شعبية عارمة". وأرجع ذلك إلى: "أن الثورة لم يكن لها قائد لأن صناعتها كانت على شبكة الإنترنت التي يكون التفاعل عبرها أفقيا، بمعنى أنها بلا رئيس، غير أن هذا العيب كان أيضا من أهم إيجابياتها، لأنها بلا تنظيم هرمي يمكن ضربه".
وأشار ياسين، في حديث صحفي نشر اليوم الثلاثاء، مع صحيفة الجريدة الكويتية إلى: "أن الثورة افتقرت إلي وجود جبهة ثورية موحدة ترفع مطالبها، ما وضع مصر في صراع بين شرعيتين، ديمقراطية يمثلها البرلمان، وشرعية ثورية يمثلها ميدان التحرير".
وأضاف: "أن الصدام بين الشرعيتين موجود بالفعل، ووصل الأمر إلى تجمع المتظاهرين أمام مجلس الشعب، معبرا عن رفضه هذه الطريقة في الاحتجاج، ووصفها بأنها انقضاض على المسيرة الديمقراطية المتفق عليها من كل القوى السياسية".
ورأى السيد ياسين، أن الثوار بلا رؤية مستقبلية، وقال: "إن الثورات تعرف مسارات ثورية لا تقليدية، ومادام الثوار قبلوا بالمسار التقليدي مثل محاكمة رموز النظام السابق أمام القضاء وليس محاكم ثورية، وكذلك قبلوا بالجدول الزمني المتفق عليه، فعليهم أن يسلموا بما يتم ولا ينقلبوا عليه".
وأوضح ياسين: "أن الشعب المصري عندما خرج للانتخابات بالملايين، كان يختار الشرعية الديمقراطية، وليس من حق أحد أن ينقلب على هذا الاختيار ويطالب بإلغاء الانتخابات بدعوى أن البرلمان لا يمثل الشعب المصري، لأنه بالمقابل فإن الثوار لا يمثلون الشعب المصري".