بررت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مطالبة الجامعة العربية أمس الأحد بتدخل دولي للحد من وتيرة العنف المتصاعدة في سوريا بأن بعض الدول العربية أصابها الإحباط نتيجة فشل المجتمع الدولي في اتخاذ أي إجراء من شأنه وقف سفك الدماء هناك. وتناولت "واشنطن بوست" في تقرير نشر على موقعها الإلكتروني صباح اليوم الاثنين، ما تمخض عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس الأحد من المطالبة بتشكيل فريق أممي - عربي مشترك لحفظ السلام في سوريا في الوقت الذي كثفت فيه دمشق عدوانها على مناطق تحصن الثوار في حمص وغيرها من المدن السورية .
وقالت الصحيفة، إن سوريا رفضت طلب الجامعة العربية فور صدوره، مشيرة إلى صعوبة تنفيذ مهمة حفظ السلام التي اقترحتها الجامعة في وقت قريب بالنظر إلى رفض دمشق إلى جانب الموقف الروسي المعارض للتدخل الدولي في سوريا.
وذكرت أن الجامعة رغم توصياتها للدول الأعضاء بتقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي للمعارضة السورية بغرض تقويض "التعاون الدبلوماسي" مع نظام الرئيس بشار الأسد ، إلا أنها امتنعت فيما خرجت به من اجتماع الأمس من قرارات عن الإعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للبلاد ، وهو الأمر الذي اقترحته بعض الدول العربية قبل انعقاد الاجتماع.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قرار الجامعة العربية لم يوضح ماهية المهمة التي من المفترض أن تشارك فيها قوات أممية مع قوات عربية في سوريا، الأمر الذي عبر عنه دبلوماسيو مجلس الأمن بقولهم ان تفاصيل الطلب العربي غير واضحة بالنسبة إليهم ، على الرغم من أن القرار يتماشى مع قيام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي بحث المنظمة الدولية بالمساهمة فيما وصفه ب "تمديد" مهمة المراقبين العرب في سوريا التي توقفت مؤخرا.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الى تعليق السفير السوري بالقاهرة بشأن قرار الجامعة العربية ، والذي قال فيه ان القرار العربي يعكس "الحالة الهستيرية" التي أصابت الجامعة بعد فشلها في الحصول على دعم الأممالمتحدة لخطة السلام التي اقترحتها في وقت سابق من الشهر الجاري .
وقالت الصحيفة ،ان حق النقض الذي استخدمته روسيا والصين ضد مشروع قرار مجلس الأمن بشأن سوريا أدى إلى انقسام المجتمع الدولي بين قسم مؤيد للثورة السورية المطالبة بإسقاط نظام الأسد ، ويتضمن الولاياتالمتحدة وأوروبا ومعظم الدول العربية ، وقسم آخر يتمسك ببقاء الأسد في منصبه ويشمل روسيا والصين وإيران .
وأفادت الصحيفة بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تناقش في وقت لاحق اليوم وضع حقوق الإنسان في سوريا حيث تلقي مسئولة مفوضية الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة بهذا الصدد ، كما أوضحت أن حكومات عربية تخطط حاليا لطرح قرار من شأنه إدانة النظام السوري ومطالبة الدول أعضاء الأممالمتحدة بتبني الخطة العربية الخاصة بانتقال السلطة في سوريا إلى حكومة وحدة وطنية .
في السايق ذاته.. تطرقت الصحيفة إلى الرسالة المرئية المسجلة التي ظهر فيها زعيم القاعدة أيمن الظواهري أمس الأحد ليحث المسلمين في الدول المجاورة لسوريا على تقديم الدعم للثوار السوريين .
وقالت الصحيفة ، ان هذه الرسالة تأتي وسط مخاوف من محاولة استغلال تنظيم القاعدة للأوضاع الفوضوية في سوريا لتعزيز وجوده هناك ، وسط شكوك حول ضلوع التنظيم في تنفيذ التفجيرات الإنتحارية الثلاثة التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة ، غير أنها نقلت في هذا الصدد عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم على عدم وجود مؤشرات لوقوع المعارضة السورية تحت تأثير الجماعات المتطرفة .