قدم الأردنى د. جواد الحمد رؤيته لمستقبل الشرق الأوسط فى ظل الربيع العربى والثورات التى دارت رحاها فى المنطقة العربية..وذلك فى المحاضرة التى استضافتها القاعة المخصصة لأنشطة ضيف الشرف الخاصة بتونس تحت عنوان "الخارطة السياسية فى الشرق الأوسط بعد الثورات العربية"، وضمن فعاليات معرض الكتاب. وتحدث د. جواد الحمد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، فى المحاضرة عن الثورات العربية، والإشكاليات التى واجهتها والمكاسب التى حققتها وتطرق للكثير من القضايا الشائكة.
وقال إن الثورات العربية حققت مكاسب لم يكن لأى سياسى أو لأكثر المتفائلين أن يتوقعها، فقد أسست واقعا جديدا إقليميا ودوليا يبتعد عن الهيمنة وتصاعد، الأمل في الحصول على الحرية والعدالة حدث ذلك وسط دهشة أصابت الجميع حتى من قاموا بالثورة أنفسهم.
كما أدخلت الثورات الأمة على ثقافة المساواة فزالت حواجز الحدود والأديان والأعراف المختلفة..وأعادت الدول العربية اعتبارها أمام الأمم وأصبح يضرب بها المثل، وميدان التحرير أصبح رمزا ولفظا على لسان الغرب.. وبعد أن كان المواطن العربى متهما بالاستكانة والخنوع قدم للعالم مفاجأة من العيار الثقيل.
وأشار د. جواد الحمد إلى أن هناك بعض الإشكاليات التى واجهت ثورات الربيع لكنها تمكنت أو فى طريقها لاجتيازها كان من أهمها : التدخل الأجنبي المتواصل، كما أن التدخل الإيراني الذي يرى أن الثورة لن تحقق نفوذهم في المنطقة، إضافة إلى المشروع التركي الذي تغير موقفه من ثورة ليبيا لأنه كان مستفيد من نظامها ماليا، وأخيرا فإن سياسة أمريكا التي تعتقد أن "إسرائيل" هي أساس المنطقة وكأننا تابع لإسرائيل، ولما نجحت الثورة غيرت أمريكا أسلوبها السياسي، وكل هؤلاء كانوا لا يتمنون أن تكون النتيجة سقوط الأنظمة.
وتابع :"إننا الآن وبعد مرور عام فإن المشهد السياسي القادم سيشهد تغيرا على المستوى القطري والإقليمي وطبيعة العلاقات بين البلاد والنظام الدولي، فالكل يشكل دولة الأمة والشعب وليست دولة الحاكم، وسوف تحمل التحولات إلى تأثير العالم العربي ليرسم سياسات الشرق الأوسط ولنصنع رسالتنا بأنفسنا بعد أن كنا متفرجين.
وعن الخط السياسي الجديد بعد الثورة قال د.جواد أن فكرة إرضاء الغرب لن تحدث في انعقاد المجالس الدولية الجديدة وأن هناك العديد من العوامل التى تحقق ذلك وهى: المحافظة على الدستور والدولة ليس كما حدث في العراق حيث تم إنهاء الدولة وبناؤها من جديد.