صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع فى عمان والصالون الثقافي الأندلسي في مونتريال، المجموعة الشعرية الأولى بعنوان "الوجه الأخر للأيام" للدكتور سميح مسعود، المقيم في كندا . وتقع المجموعة في 176 صفحة من القطع المتوسط . ومسعود متخصص في علم الاقتصاد، وصاحب الموسوعة الاقتصادية المهمة، وصاحب الكثير من الكتب والدراسات التي تعالج مواضيع التنمية والتكامل الاقتصادي العربي، لكنه سرعان ما يجذب القارئ إلى عوالمه المشبعة بالوجد والعشق لتراب الوطن .
وقال الشاعر العراقي المعروف عيسى حسن الياسري، عن المجموعة، "تتنقل قصائد الشاعر في أشكالها، وتبع ًلمراحل تطوره الزمني والنفسي بين القصيدة العمودية التي لا تأخذ من هذا النمط الشعري الكلاسيكي سوى الوزن والقافية، أما التشكيلات البنائية للنص فقد كانت تتوفر على تقنية حداثية سبق بها الكثيرون ، لاسيما وأنه كتبها في صباه المبكر" .
ومسعود يتنقل بحرية بين أشكال الشعر المعاصرة بدءا من قصيدة التفعيلة، وانتهاء بقصيدة النثر، لكنه لا يختار هذه الأشكال، ولا يفرضها قسرا على نصه، بل يترك لتجربته الذاتية أن تنضج أشكالها الفنية في حاضنة معاناة الشاعر، وأفق مخيلته، ووعيه المعرفي والثقافي، ونوافذ ذاكرته المنفتحة على طفولة سعيدة، وأرض مضاعة، وتجوال حزين بين مناف تغطي جهات الأرض، ومن هنا جاء نص الشاعر عفويا، معذبا، ومعبأ بشحنات عاطفية.
وتتوزع نصوص الشاعر في هذه المجموعة بين الحنين إلى الطفولة، والإصغاء إلى روح الأرض والإنسان الذي ولد عليها، وأودعها موروثه الشعبي والفلكلوري، وعالم المرأة الذي يتسع ليعلو بها من تكوينها الجسدي المشتهى، إلى إضفاء صفتها الخالقة والمبدعة على كل العالم، في محاولة لإنقاذه من الخراب والبشاعة، وصولا إلى صوفية تتحد بكل وجدان الصوفي، وصعوده الروحاني نحو حجارة الأرض، وبحثه المتواصل عن الكشف، وذوبانه في محبة تجمع بين السماوي والأرضي، والذاتي والموضوعي، ويتحول فيها الإنسان إلى المحور، والمدار، والجهة، والحلم الذي لا يخبو.
من الجدير بالذكر أن هذا الإصدار هو الثالث المشترك بين دار فضاءات والصالون الثقافي بمونتريال، حيث صدرت رواية "مريم" للكاتب محمد الأطرش، ورواية "أيام قرية المحسنة" مؤخرا .