أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل -الذى يزور عمان حاليا-أن الحركة حريصة على أمن الأردن واستقراره ومصالحه. وقال مشعل في تصريحات صحفية عقب لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الأحد بحضور ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني " إن حركة حماس تحترم أصول العلاقة وحدود وسقوف أي علاقة يحددها الطرفان "، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية بالتراضي كما هي العلاقات الإنسانية .
وأضاف "نحن سعداء بهذه الزيارة الاستفتاحية .. نعتبرها فاتحة خير.. وفتحنا فيها القلوب والعقول.. والأردن كان وما زال وسيبقى على العين والرأس نحرص على أمنه واستقراره ونحرص على مصالحه، ونحرص على إقامة علاقات متميزة معه".
وتابع : " الحمد لله في افتتاح عام 2012، دشنا هذه البداية الطيبة المباركة بلقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وإنشاء الله تتلوها صفحات طيبة في علاقة متينة تخدم المصلحة الأردنية كما تخدم المصلحة الفلسطينية". وقال " أنا وأخواني في حركة المقاومة الإسلامية حماس تشرفنا بلقاء الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وبحضور لأمير علي بن الحسين والشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبرعاية كريمة من العاهل الأردني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة".
وتابع مشعل : بهذه المناسبة، وخصوصا في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويشطب الحقوق وأفشل مسيرة التسوية والمفاوضات .. نود ان نقول ان حركة حماس ترفض رفضا قاطعا كل مشاريع التوطين والوطن البديل، ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير منقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين والأردن هي الأردن والدولة الفلسطينية هي دولة الفلسطينية والدولة الاردنية كذلك بمفهومها الذي نعرفه".
وقال "لا شك إن العلاقة الاردنية الفلسطينية التي نبتت من خصوصية نعتز بها جميعا منذ عام وحدة 1951 ..هذه العلاقة الاردنية الفلسطينية المتداخلة نريد ان نعالجها ونديرها بعقل وقلب مفتوحين بما يخدم العلاقة الاردنية والفلسطينية ويراعي الخصوصية والتاريخ ويحقق مصالح الجميع إنشاء الله بكل ما نتمناه".
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء، دعم بلاده الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الامر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا ، كما شدد على دعم الاردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحقيق هذه الغاية. وبين أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبدعم من المجتمع الدولي تشكل السبيل الوحيد لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.
وشدد العاهل الأردني على أهمية وحدة الصف الفلسطيني من خلال الجهود القائمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وأكد استمرار الأردن في القيام بواجبه تجاه الشعب الفلسطيني للتخفيف من معاناته عبر تقديم المساعدات الممكنة له في الضفة الغربية وقطاع غزة لتمكينه من تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها.
وحضر اللقاء، الذي تخلله مأدبة غداء اقامها العاهل الأردني تكريما لولي عهد قطر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفدين المرافقين لهما، كلا من الأمير علي الحسين ورئيس الديوان الملكي الأردني رياض ابو كركي ومدير مكتب العاهل الأردني عماد فاخوري ورئيس هيئة الاركان الأردنية المشتركة الفريق الركن مشعل الزبن.
وحضره عن الجانب القطري الشيخ عبدالله بن ناصر ال ثاني وزير الدولة للشئون الداخلية، والدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشئون الخارجية، وعبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة العامة، والشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز ال ثاني مدير مكتب ولي العهد القطري ،والقائم بالاعمال بالانابة القطري في عمان سعد بن عبدالله آل محمود.
كما حضر اللقاء الوفد المرافق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي ضم نائب رئيس المكتب موسى ابو مرزوق واعضاء المكتب السياسي سامي خاطر ومحمد نزال وعزت الرشق ومحمد نصر. يشار إلى أن الأردن لم يستقبل رسميا أي مسئول في حركة"حماس" منذ إبعاد خمسة من قادتها بينهم خالد مشعل إلى قطر عام 1999.
وكانت الحكومة الأردنية قد سمحت نهاية شهر سبتمبر الماضي لخالد مشعل بدخول البلاد لزيارة والدته المريضة بناء على طلبه ولفترة محدودة بعد أن كانت سمحت له بزيارة مماثلة قبل عامين لحضور تشييع جثمان والده الذي توفي في عمان.