أقيمت ثلاثة لقاءات ثقافية مهمة فى إطار أنشطة معرض القاهرة الدولى للكتاب، بدأت بندوة عن التنوع الشعبى ودارت محاورها حول واحة سيوة وشارك فيها عدد كبير من الكتاب والباحثين. وطالب المشاركون فى الندوة كافة الجهات التحرك لإنقاذ تراث سيوة الذى يتعرض للاندثار ، مشيرين إلى أن الواحة تواجه مشكلات بعضها مرتبط بمشكلات التنوع الإحيائى التى تشترك معها بيئات عديدة بسبب النشاط الإنسانى سواء المحلى أو ذلك الناتج عن السياحة وكذلك مشكلات متعلقة بالهوية الثقافية لسكان الواحة.
ووفقا للمشاركين ، فإن من بين هذه المشاكل أيضا مشكلة تسويق المنتجات التى تواجه واحة سيوة خاصة مع قدوم الأجانب لشراء منتجاتها ثم تقليدها، إضافة إلى مشكلة تتعلق بالتركيبة السكانية من ناحية الجذور العائلية واللغة.
وتعتبر الواحة على مر تاريخها مجتمعا منعزلا منغلقا يتصف بنظام اجتماعى مستقر له تقاليد وعادات خاصة ، إلا أن الانفتاح الذى شهدته فى العقود الأخيرة بسبب السياحة أحدث تغيرات فى الأنماط السلوكية السائدة بين الأجيال الحديثة وهو ما يهدد تراث عظيم بالضياع.
وأكد المشاركون فى الندوة على تفرد الأنساق المعمارية بواحة سيوة بشكل جمالى وحضارى ومناسب للبيئة المحيطة به ، مشيرين إلى تأثير الحركات الدينية الصوفية الرئيسية على سكان الواحة بطريقة جعلتهم منقسمين إلى سنوسى ومدنى.
وقدم الباحث سميح شعلان قراءة فى العادات والتقاليد الخاصة بواحة سيوة من خلال أكثر من نظرية علمية ، مطالبا بضرورة الاهتمام بهذا التراث الثقافى المهم لأنه يعتبر حائط صد ضد كل محاولات الهيمنة والتغريب.
أما الباحث حسين محمد ربيع ، فقد طالب بضرورة تفعيل العلاقة مع هذه المجتمعات ودعمها ككيانات مصرية ذات طبيعة سكانية وجغرافية واجتماعية خاصة اعتمادا على مواردها الذاتية فهى أماكن غنية تراثيا وثقافيا وفلكوريا.
أما اللقاء الثانى ، فقد تم تخصيصه لتقديم شهادات حية عن ثورة 25 يناير شارك فيه عدد كبير من المفكرين والكتاب إلى جانب جمهور غفير من رواد المعرض.
ومن جهته ، نوه الشاعر إبراهيم عبدالفتاح بدور الثقافة فى تنوير الجماهير ودفعهم نحو الفعل الثورى بما يحقق التغيير الإيجابى المنشود ولقد بدا ذلك جليا خلال أيام الثورة، لقد ابتكر الثوار وسائل جديدة يمكن أن نطلق عليها وسائل الميدان الحديثة فى إحداث التغيير مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب التى استخدمها المثقفون للتواصل ونشر زفرات الغضب من جراء الأوضاع السيئة.
وتحدث الشاعر زين العابدين فؤاد عن ارتباط الفن بالثورات ، قائلا إن الموسيقى والفن التشكيلى والشعر وكل أشكال الفنون لديها ارتباط خاص بالثورة ، منوها بالتطور التاريخى لميدان التحرير منذ أن أنشأه الخديوى إسماعيل والذى تعود تسميته لقيام مظاهرة نسائية انطلاقا منه يوم 9 سبتمبر 1919، حيث طالبت بخلع الزى المفروض من تركيا (اليشمك).
أما اللقاء الثالث ، فقد خصص لإجراء حوار مفتوح مع الإعلامى حافظ الميرازى، حيث أداره الكاتب الصحفى ياسر عبدالعزيز وحضره بين الجمهور الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، وشاكر عبدالحميد وزير الثقافة.
وفى البداية ، تحدث عبدالعزيز مبديا سعادته لإقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب بعدما ترددت أنباء عن تأجيله أو إلغائه، مشيرا لأهميته كملتقى ثقافى وفكرى كبير، خاصة وأنه يأتى بعد ثورة 25 يناير التى أصبغته بالحرية والتنوع.
وبدوره ، أكد الإعلامى حافظ الميرازى أهمية معرض القاهرة الدولى للكتاب وما يحمله من معان وذكريات ، قائلا "كنت أتمنى أن يعقد بمكانه القديم فى دار الأوبرا حتى يتمكن ثوار التحرير من التردد عليه بسهولة ويسر".
وحول الدعاوى المطالبة بتطهير الإعلام ، اعتبر الميرازى هذا الموضوع الشغل الشاغل، مشيرا إلى أن مبنى ماسبيرو أصبح فى نظر الناس رمزا للنظام السابق وممثلا له، كما أن الدولة كانت على مدى عمرها تعتمد نظاما مركزيا صارما تتحكم فيه الحكومة، متسائلا لماذا يهرب الناس من القنوات الحكومية إلى الخاصة رغم ما يبذله العاملون بالتليفزيون من مجهودات لتطوير أداء الإعلام الرسمى .