استقر الفنان أحمد حلمى قبل أيام على اسم «28 حرف» ليكون عنوان أول مؤلفاته الذى يخترق به عالم الكتابة السياسية والاجتماعية، ومن المتوقع أن يشارك به فى الأسبوع الثانى من فاعليات الدورة 43 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى بدأت فاعلياته الأحد الماضى ويستمر حتى 7 فبراير القادم، ويفاضل حلمى حاليا بين إقامة حفل توقيع الكتاب خلال هذه الفترة أو يؤجله فى وقت آخر بإحدى مكتبات «دار الشروق» الصادر عنها الكتاب. «28 حرف» يكشف فيه حلمى بطريقة بسيطة أوجاع الوطن قبل وبعد الثورة، من خلال مجموعة من مقالات إنسانية تحمل فى مضمونها رسائل اجتماعية وسياسية، كان بعضها قد نشر تحت نفس العنوان «28 حرف».
ورغم أن حلمى كان قد قرر ضم مجموعة جديدة من المقالات كتبها بعد الثورة ولم تنشر، حتى يكون الكتاب مواكبا للأحداث، وشاهدا على مصر وشعبها قبل وبعد الثورة، إلا أنه استقر فى اللحظات الأخيرة بعد تشاور مع مسئولى النشر فى «دار الشروق» أن تكون الأولوية للمقالات القديمة مع إضافة مجموعة للمقالات الجديدة وليس جميعها.
واختار نجم الكوميديا أن يفتتح الكتاب بأول مقال كتبه وهو «كيس السعادة»، الذى نشر يوم 25 نوفمبر 2009، وشرح فيها لماذا اختار اسم «28 حرف» عنوانا لمقاله، فبدأ يكتب كل الحروف الأبجدية من الألف وحتى الياء، وأضاف بجانب كل حرف تعليق صغير يفسر فيه لماذا قرر أن يكتب أصلا.. كما يظهر فى التالى: « أ ابدأ بسم الله الرحمن الرحيم كتابة مقال أسبوعى، ب بداية من النهاردة.. اللى هو، ت تقريبا كل يوم، ث ثابت من كل أسبوع، ج جايز أكون، ح حابب موضوع الكتابة ده أو جايز أكون.. خ خايف.. أصلى عملت لنفسى امتحان زى ما انتوا شايفين.. امتحان حروف أبدأ بيها الكلام.. وأشوف يا ترى الكلام هيكون زى العجينة بين ايديا والا هايكون زى الصخر اللى بيكسر مسجون محكوم عليه بالإعدام، د ده اللى هاعرفه دلوقتى لما أوصل لحرف «الذال».. أصله حرف صعب لما تبتدى بيه الكلام فمن أجل.. ى يؤسفنى أن أقولكم لكن ال..ال.. إيه ده.. أنا وصلت للحرف الأخير أنا خلصت ال28 حرف.. أنا عديت من الامتحان.. أنا هاكتب هاكتب هاكتب.
مؤلف «أى كلام»: المذيع الواعى بوسطجى بين الجمهور والضيف
«أى كلام» هو دراما وثائقية، يتم حاليا وضع الترتيبات النهائية لتصويرها سينمائيا فى فيلم من بطولة الفنان أحمد حلمى، يتخيل فيها المؤلف محمد سعيد محفوظ مقدم برنامج «وماذا بعد» على قناة اون تى فى لايف أنه يقيّم فترة من مشواره المهنى، وهو تحت تأثير المخدر فى غرفة العمليات أثناء إجراء عملية جراحية عام 2007، وخلال الحلم الذى يراوده يظهر ندما على أخطاء مهنية وقع فيها، وتتجسد أمامه حقيقة أن بعض الإعلاميين مثل قطع الشطرنج تحركهم السلطة كما تشاء، وأن الصحفى من لحم ودم، وقد يضطر لكتمان مشاعره أثناء عمله، رغم أنه يتفاعل مع الأحداث مثل كل البشر.. سيناريو الفيلم حصل على جائزة مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية عام 2009..
وقال الإعلامى محمد سعيد: الأفلام والبرامج الوثائقية هى مجال خبرتى ودراستى، حيث عملت بها عشر سنوات، وأنا الآن على وشك الانتهاء من رسالة الدكتوراه، وموضوعها (صناعة الأفلام والإعلام الجديد)، ونحن نحتاج فى مصر لتوظيف إمكانات الإعلام الجديد للرقى بالصناعة، ووعى الجمهور. والواقع أن هناك الكثير على الشاشات المصرية يخلطون بين دور المذيع ودور المحلل والناشط السياسى.. المذيع يجب أن يلعب دور «البوسطجى»، بين الجمهور والضيف، ولا يجوز أن يقحم رأيه، أو يخلط بينه وبين المعلومة التى يقدمها، لأن هذا تزييف للوعى.. وبالتالى تعتمد كل قناة على ضمير المذيع على الشاشة، ولا تحاسبه إذا أخطأ، وقد يرجع ذلك إلى أن معايير الخطأ والصواب نفسها غير واضحة.. ودائما ما يقول المسئول لى فى أون تى فى: انتقد من شئت، ولكن التزم بالمهنية والموضوعية.. وأنا أحلم أن يستيقظ الإعلام من غفوته، ويدرك أن فى يده مفاتيح الوعى،
نهج جديد يسعى برنامج (وماذا بعد) على قناة اون تى فى لايف لتحقيقه خلال هذا العام وهو تنبيه المشاهد لنظرة العالم لما يدور فى مصر، من خلال تحليل اتجاهات الرأى العام العالمى بشأن القضايا المحلية والإقليمية.. بعيدا عما تنتهجه بعض برامج التوك شو عادة من مناقشة الفعل ورد الفعل داخل الحدود، وقلما تهتم برصد انعكاسات ما نفعله هنا على علاقاتنا الخارجية، وعلى مكانة مصر فى الخارج، هكذا قال محمد سعيد وقال «عندما يتابع المشاهد ما تنشره الصحافة الإسرائيلية أو الغربية عنا كل يوم، سيعرف مَن مِن التيارات السياسية فى مصر يعمل لصالح الوطن، ومن منها يؤثر على أمنها القومى، ويتسبب فى خسارتها على مستويات كثيرة.. كما سنفاجأ بأن كل كبيرة وصغيرة تحدث فى ميدان التحرير لها مردود فى الإعلام الغربى.
«أحلم بكشف الحقيقة فهى وحدها تؤدى إلى إيضاح الصورة» قالها سعيد واستطرد: أحد برامجى الوثائقية أثبت براءة مواطن صومالى من تهمة قتل صحفية إيطالية فى مقديشيو، ومن عقوبة السجن مدى الحياة.. كان ذلك فى عام 2005، عندما اتصل بى البرلمان الإيطالى، وأخبرنى أن الحلقة تتضمن أدلة جديدة فى القضية، وأنهم بناء على ذلك شكلوا لجنة لإعادة التحقيق فى الجريمة، ووجهوا لى الدعوة للإدلاء بشهادتى، وقدمت لهم ثلاثة آلاف وثيقة أصلية حصلت عليها خلال تصوير الحلقة فى 11 دولة، منها الصومال، تثبت تورط القوات والمخابرات الإيطالية فى انتهاكات جسيمة خلال مشاركتهم فى عملية حفظ السلام بالصومال بين عامى 1993 و1995، التى بدأت الصحفية الإيطالية إيلاريا آلبى فى الكشف عنها، فتعرضت للقتل.. وبعد شهادتى فى البرلمان الإيطالى، أحيل الملف للقضاء، الذى حكم على المواطن الصومالى حاشى عمر حسن بالبراءة، ولا أعتقد أن الاعلامى يمكن أن يحلم بجائزة أهم ولا أغلى من أن ينقذ إنسانا مظلوما.