فى أزمة الوقود.. (الطوابير لا تكذب)

مشاجرات وضحايا فى الغربية والفيوم والإسماعيلية والمنيا.. وتصريحات وهمية فى القليوبية والبحيرة وأسيوط

رغم عشرات التصريحات التى أطلقها وزراء ومسئولون فى قطاعات البترول والتموين، ورددتها من بعدهم قيادات فى المحافظات، حول انفراجة فى أزمة الوقود، إلا أن الواقع يشهد بغير ذلك.

الطوابير الممتدة لمئات الأمتار، والمشاجرات، وجراكن البنزين المعروضة فى الشوارع، كشفت تفاقم الأزمة وغياب الرقابة.

محافظة الإسماعيلية شهدت نقصا حادا فى بنزين 80، وطبقا للمهندس محمد الحيرى مدير عام التموين، فإن التزاحم ونفاذ بنزين 80 من بعض المحطات الرئيسية، يرجع إلى توافد السائقين من المحافظات المجاورة للإسماعيلية كالشرقية وبورسعيد، لتموين سياراتهم، مشيرا إلى تكثيف الرقابة على محطات الوقود لمنع تسريب البنزين للسوق السوداء، فضلا عن المتابعة المستمرة مع مندوبى شحن البنزين والسولار. يأتى ذلك فى الوقت الذى تجددت فيه أزمة اسطوانات البوتاجاز بالإسماعيلية، وتجمهر مئات المواطنين أمام مستودعات قرى فايد وأبوبلح ونادى المنتزه، ما أدى إلى وقوع مشاجرات بين الأهالى بسبب أولوية الحصول على الأنابيب.

وفى شمال سيناء نشطت عمليات تهريب الوقود والبوتاجاز عبر الإنفاق إلى قطاع غزة، الذى يعانى بدوره نقصا حادا فى إمدادات الوقود القادمة من إسرائيل.

حيث تقوم محطات البوتاجاز بتعبئة الأنبوبة لسماسرة الأنفاق بمبلغ 80 جنيها وتباع فى قطاع غزة بما يصل إلى 200 جنيه، وهو ما يتكرر فى البنزين، ما دفع أهالى قرية رابعة فى بئر العبد، إلى قطع الطريق الدولى احتجاجا على تفاقم الأزمة.

من جهته اتهم فتحى راشد أبوحمده مدير عام تموين شمال سيناء، سلوكيات بعض الأفراد فى إحداث أزمة الوقود والبوتاجاز، نتيجة قيامهم بتخزين الوقود فى منازلهم أو بيعه فى السوق السوداء.

مشيرا إلى أن حصة مدينة العريش المتوفرة فى المحطات بلغت 105 آلاف لتر من البنزين فئة 80 و 135 ألف لتر من فئة 90 و 50 ألف لتر من البنزين فئة 92 و 400 ألف لتر من السولار.

كما شهدت محافظة البحيرة أزمة نقص بنزين 80 فى مختلف مراكز ومدن البحيرة، وقامت مباحث التموين بعد تكرار شكاوى المواطنين باتهام بعض أصحاب محطات الوقود بتسريب كميات لبيعها فى السوق السوداء بحملات مكثفة لضبط المخالفين.

وقال ناجى جعفر «سائق» إنه لا يجد بنزين 80 فى محطات الوقود بجميع مراكز المحافظة فى اغلب الأوقات، متهما أصحاب المحطات بتعطيش السوق.

وفى الأقصر استمرت أزمة الوقود وسط تفاقم أزمة أنابيب البوتاجاز بعد إضراب عمال مصنع التعبئة بمحافظة الأقصر لليوم الخامس على التوالى. وتفاقمت أزمة اختفاء البنزين فى محافظة القليوبية، وتكدست السيارات أمام محطات الوقود فى طوابير، من أجل الحصول على بضعة لترات منه، واتهم فكرى قورة وكيل وزارة التموين بالمحافظ، مافيا السوق السوداء بالتسبب فى الأزمة، مشيرا إلى تكثيف الحملات التموينية لضبط المخالفين.

فيما أكد سامى عبدالوهاب أمين حزب الكرامة بالقليوبية أن أزمات نقص السلع الإستراتيجية مفتعلة، وأن تكرار أزمة البنزين دليل على فشل الحكومات. وشهدت محطات الوقود بمحافظة الفيوم زحاما شديدا من جانب أصحاب السيارات،وشهدت محطة الوقود المواجهة لمقر شرطة النجدة القريب طوابير طويلة من السيارات النقل والمقطورة، وعدد كبير من سيارات قوات الأمن.

كما تسببت أزمة نقص البنزين فى محطات سوهاج، فى توقف حركة السيارات بكافة المدن والمراكز بالمحافظة، وقطع سائقو التاكسى طريق سوهاج أسيوط، ومداخل مدينتى سوهاج وناصر، احتجاجا على اختفاء البنزين. وتجددت أزمة بنزين 80 فى مراكز محافظة الغربية المختلفة، وعادت من جديد ظاهرة تكدس السيارات والطوابير أمام المحطات، وشهدت العديد من المحطات بمراكز طنطا والمحلة الكبرى وكفر الزيات والسنطة العديد من المشاحنات والمشادات بين أصحاب السيارات والمسئولين عن محطات البنزين.

على جانب آخر، شهدت مدينة طنطا معركة دامية بسبب البنزين عند محطة شارع المديرية، بعد أن قام أحد السائقين بإطلاق النار على سائق ،حيث استدعى السائق المصاب أقاربه الذين حاصروا المكان بالسنج والسيوف والأسلحة النارية، وأسفرت المعركة عن إصابة 7 أشخاص بجروح. فى حين استغل بلطجية الأزمة وباعوا جراكن البنزين بأسعار مضاعفة.

من ناحية أخرى قطع أهالى قرية صالحجر ببسيون، الطريق ومنعوا السيارات من المرور وأشعلوا النيران فى إطارات الكاوتشوك، احتجاجا على تجدد أزمة الأنابيب والوقود.

على جانب آخر، شهدت محافظة أسيوط تكدس شديد أمام محطات البنزين لليوم الثالث على التوالى، بسبب نقص بنزين 80 90 فى جميع مراكز وقرى المحافظة، مما نتج عنه حدوث مشاجرات واشتباكات بين السائقين وبعضهم على أسبقية التمويل. ففى مركز ابوتيج تسبب تكدس السيارات أمام محطات التمويل فى تعطل الطريق السريع أسيوط القاهرة لعدة ساعات.

وفى مركز البدارى حدثت مشاجرة بين عائلتين بسبب خلافات نشبت بين أصحاب سيارات ملاكى أمام محطة تمويل، ما نتج عنها إصابة 3 بإصابات خطيرة، وفى القوصية ومنفلوط وديروط قام أصحاب السيارات بالتظاهر بموقف الأزهر فى مدينة أسيوط، وأعلنوا الإضراب عن العمل نتيجة اختفاء بنزين 80 90 من المحطات، وانتشار تجارة السوق السوداء.

من جانبه قال اللواء السيد البرعى محافظ أسيوط، أن الأزمات فى أسيوط تحدث بسبب عملية التخزين التى يقوم بها المواطنين للسلع ومنها البنزين بعد انتشار شائعات حول زيادة أسعار الوقود. واشتعلت أزمة الوقود بشدة فى محافظة كفرالشيخ، ورفع أصحاب السيارات تعريفة الركوب، ما أدى إلى حدوث مناوشات ومشاجرات بين الركاب والسائقين أسفرت عن إصابة 17 بإصابات بالغة.

وفى محافظاتى المنيا والشرقية تجددت الأزمة ما أدى إلى وقوع مشاجرات بين الركاب والمواطنين بسبب رفع الأجرة.

وأكد عمرو الحسينى، سائق، أن بنزين 80 لم يعد متوفرا فى محطات المنيا وأصبح البحث عنه مضيعة للوقت. ويضيف أحمد كمال، سائق تاكسى «نضطر لرفع تعريفة الركوب لتعويض فرق السعر فى البنزين أو السولار، والمواطن لا يقبل بهذا مما يتسبب فى وقوع مشاجرات يومية».

شارك فى التغطية: أميرة محمدين ومصطفى سنجر وخميس البرعى وغادة الدسونسى واحمد أبو الحجاج وحسن صالح وعلاء شبل وميشيل عبدالله ومحمد عبده ويونس درويش ومحمد نصار وماهر عبدالصبور وعادل الشاعر.