دعا العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ الذي أعلن انشقاقه مؤخرا عن الجيش النظامي السوري وانضمامه إلى الجيش السوري الحر إلى تدخل عسكري دولي لإنقاذ المدنيين من قمع النظام. وقال الشيخ - فى تصريحات له اليوم الأربعاء أن الجيش السورى الحر يؤيد التدخل العسكري على غرار ما حدث فى ليبيا وكوسوفو وساحل العاج بهدف "حقن الدماء".. موضحا إن ما يدعيه النظام ومن يسير في فلكه بأن التدخل العسكرى فى البلاد مساس بالسيادة الوطنية أقول لهم "إن قتل وتشريد واعتقال وجرح عشرات الآلاف وإن تدخل إيران وحزب الله بشكل سافر أليس مساسا بالسيادة الوطنية؟".
وحذر الشيخ - الذي يعد العسكري السوري الأعلى رتبة الذى ينشق عن الجيش النظامى - من انه إذا لم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدة الشعب السوري فإن هذه الثورة ستطول ربما عام آخر وستكلف وللأسف بحرا من الدماء.. لأن الشعب قرر الأنتصار.
و اشار إلى ان الثورة فى سوريا تستغرق مدة أكبر من كل الثورات العربية السابقة نظرا لتشابك المصالح في هذا الموقع وتحالفات النظام وقرب سوريا من إسرائيل..و قال /غالبا ستنزلق لحرب أهلية وهذا أمر مؤسف/.
واستبعد تماما حدوث انقلاب عسكري في سوريا نظرا لبنية الجيش الطائفية والسلاسل الأمنية المغلولة في جميع مفاصله..منبها- مرة اخرى -الى أنه إذا ما استمر القمع على هذا النحو وطول الفترة الزمنية للثورة فسيؤدى إلى الانزلاق لحرب أهلية.
وتابع الشيخ "أن النظام السورى وافق على المبادرة العربية بشأن سوريا فقط ليكتب في أول بند من تقريرها وجود مسلحين"..مشيرا إلى الخطاب الذى ألقاه أمس الثلاثاء الرئيس السورى بشار الأسد بعد تقرير الجامعة العربية ليقول إن الحقيقة باتت مكشوفة.. وأن هؤلاء الثائرين إرهابيون ويحملون السلاح ليرسخ في أذهان الغرب والعالم أنه يحارب الإرهاب.. لكن خاب ظنه فإن كل حكومات العالم وأجهزة استخباراتها تعرف حقيقة الوضع بدقة في سوريا وأن النظام كاذب ويفتقر إلى الأدلة المنطقية.
وفيما يتعلق بموقف مجلس الأمن الدولي الذي يقف الآن صامتا إزاء ما يتعرض له أبناء الشعب السوري..أعرب العميد مصطفى الشيخ عن آسفه من إن موقف مجلس الأمن لم يرق حتى الآن إلى مستوى المسئولية الملقاه على عاتقه تجاه المذابح والجرائم والانتهاك السافر لحقوق الإنسان في سوريا.. وربما ينتظر طلب من الجامعة العربية.. وهذا لن يحدث بسبب الانقسام العربي .
واستطرد قائلا /أن مجلس الأمن الدولى مقصر حتما في هذا السياق ويشعر الشعب السوري بالإحباط رغم طلب الشارع السوري الواضح بالحماية الدولية..ونحن أولا وأخيرا نعول على صمود الشعب السوري الأسطوري في وجه هذا النظام المجرم.
وبسؤال عن أسباب تماسك وصمود نظام الأسد على الرغم من الانتقادات ودعوات المجتمع الدولى والمعارضة الكبيرة وأيضا انشقاق أعداد كبيرة من الجيش النظامى ..أوضح إن النظام السوري بدون شك أضعف بكثير مما كان عليه قبل 15 مارس وترتعد فرائصه على وقع الضغط الشعبي المتصاعد..الا انه يراهن على موقع سوريا الجغرافي والاستراتيجي وضعف الموارد الاقتصادية وكذلك على دعم إيران وحزب الله وروسيا والصين.. والأهم من ذلك أمن اسرائيل.
وأضاف /أن نظام دمشق يعتمد أيضا على موقف الجامعة العربية المنقسم والمعارضة الضعيفة بما حفزه للصمود حتى الآن/..معربا عن اعتقاده انه على المدى الأطول سوف ينشق أعداد كبيرة جدا من الجيش.. لاسيما أنه يعاني من نقص حاد في العناصر لعدم التحاق المطلوبين للخدمة العسكرية وعدم قناعة معظم الجيش بهذه المعركة .
وكشف العميد مصطفى الشيخ عضو الجيش السورى الحر عن أن من يتولى القيادة الأمنية اليوم في سوريا بشار وشقيقه ماهر الأسد وعدد من أعضاء القيادة السياسية والأمنية والعسكرية والحزبية.. وهم علي مملوك ورامي مخلوف.. مشيرا إلى أن وزير الدفاع السورى ليس إلا أداة للتنفيذ فقط وليس له حق إبداء الرأي.
وعما إذا كان هناك نوع من التنسيق بين الجيش السورى الحر وممثلى المعارضة السورية وخاصة المجلس الوطنى السورى..أشار إلى أنه علم أن رئيس المجلس الوطني زار مؤخرا قيادة الجيش الحر ولكن لا يوجد تنسيق يرقى إلى الشكل الأمثل والمطلوب في هذه المرحلة وهذا تقصير من المجلس الوطني لأنه يعتبرالقيادة السياسية في هذه المرحلة.
وتوجه العميد الركن مصطفى الشيخ بكلمه لبشار الأسد قائلا "لا تعاند القدر وعليك أن تعلم أنك تقود البلاد لحرب أهلية وطائفية لا تبقي ولا تذر وسيذكر التاريخ أن آل الأسد حكمت البلاد أربعين عاما وأفسدتها وسرقتها وقسمت شعبها ثم حرقتها كنيران وعليك أن تنظر بعمق إلى الواقع إن كان لك بصيرة/ .
يذكر أن العميد الركن مصطفى الشيخ كان يتولى أمن المنطقة الشمالية للجمهورية العربية السورية وأعلن إنشقاقه بشكل رسمى فى السادس من يناير الجارى فى بيان متلفز عبر أحدى القنوات الفضائية الاخبارية العربية .