انتقدت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا في بيان تقرير بعثة مراقبي الجامعة العربية التي اتهمتها ب"التغطية على جرائم النظام السوري"، وذلك بعد قرار الجامعة مواصلة مهمة المراقبين التي واجهت انتقادات بسبب عدم قدرتها على وقف عشرة اشهر من اراقة الدماء في البلاد. في هذا الوقت، دعت تركيا التي طالبت عدة مرات برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، المعارضة السورية الى مواصلة مقاومتها النظام "بوسائل سلمية" وذلك بعد لقاء مع المجلس الوطني السوري، ابرز مجموعة معارضة.
من جانبه، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر الى فتح "حوار مثمر" في سوريا "يشجعه وجود مراقبين مستقلين" وكرر دعوته الى "وقف سريع لاراقة الدماء" في هذا البلد حيث اوقعت اعمال القمع اكثر من خمسة الاف قتيل منذ 15 مارس بحسب الاممالمتحدة.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان يحمل عنوان "بعثتهم لم تعد تعنينا"، انه "غدا واضحا سعي بعثة المراقبين العرب الى التغطية على جرائم النظام السوري، ومنحه المزيد من الوقت والفرص لقتل شعبنا وكسر ارادته"، متهمة البعثة ب"حماية هذا النظام من أي موقف جاد للمجتمع الدولي".
وندد البيان الذي يحمل توقيع زهير سالم الناطق الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين ب"استرسال الأمانة العربية للجامعة العربية في استرضاء النظام السوري حتى قبل استقبال بعثة المراقبين العرب"، مذكرا ب"شرط وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي جاهر به في مؤتمر صحافي تحت سمع الجامعة العربية وبصرها (قائلا) ان توقيعنا على البروتوكول لا يعني قبولنا بالمبادرة العربية".
وتابع انه بعد ذلك "لم يعد غريبا ولا مفاجئا أن تخرج علينا بعثة المراقبين العرب بتقريرها الذي خلا من اي اشارة الى مسؤولية النظام عن قتل آلاف السوريين، بمن فيهم مئات الأطفال، وبما في ذلك مسؤولية ذلك النظام عن عجز أولياء الأمور عن دفن جثث قتلاهم".
كما اتهم بعثة المراقبين العرب بانها "تسوي بين الضحية والجلاد، وتوازي بين آلة القتل الرسمية بيد الوحدات العسكرية النظامية وغير النظامية بدباباتها ومدفعيتها وصواريخها، وبين عمليات فردية للدفاع عن النفس، أقرتها قوانين الأرض وشرائع السماء".
وتابع البيان "اننا في جماعة الاخوان المسلمين في سورية، نؤكد للرأي العام الوطني، وللجامعة العربية، وفي ضوء تقرير بعثتها المنحاز للنظام القاتل المستبد: ان أمر بعثتكم هذه لم يعد يعنينا".
وتعهد الاخوان المسلمون "المضي على طريق تحرير بلدنا وشعبنا، حتى نظفر بوعد الله وكرامته ونصره".
وكان المراقبون بدأوا مهمتهم في 26 ديسمبر الماضي في دمشق بينما وصل آخر وفود المراقبين السبت قادما من الاردن لمراقبة تطبيق الخطة العربية للخروج من الازمة التي تنص على وقف العنف.
واعتبرت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري في ختام اجتماع لها في القاهرة مساء الاحد، ان الحكومة السورية نفذت "جزئيا" التزاماتها للجامعة العربية، ورات ان استمرار عمل بعثة المراقبين العرب "مرهون بتنفيذ الحكومة السورية الفوري" لتعهداتها.
وكان مصدر دبلوماسي عربي اطلع على التقرير الذي قدمه الفريق السوداني محمد احمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب الى اللجنة العربية، افاد ان هذا التقرير يدعو الى مواصلة عمل البعثة ويشير الى "مضايقات" حصلت من قبل النظام والمعارضة على حد سواء.
وجاء في التقرير حسب المصدر نفسه ان مراقبي البعثة "تجولوا في معظم المناطق السورية وان هناك مضايقات تعرضوا لها من قبل الحكومة السورية ومن قبل المعارضة وان كل طرف يريد ان يقنع البعثة بانه على حق وان هناك انتهاكات من الطرف الاخر".
الا ان التقرير اشار ايضا الى "ان هناك صورا لأليات عسكرية على اطراف المدن ولتظاهرات يطلق فيها الرصاص، اضافة الى صور لقتلى وانتهاكات مستمرة فى مجال حقوق الانسان".
وهاجمت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يرئس اللجنة الوزارية العربية واتهمته بالسعي الى "اعاقة" مهمة المراقبين.
وكتبت تشرين ان "ما قاله أمس اعلاميا وما مارسه من ضغوط في اجتماع اللجنة الوزارية، يخرجان من خانة التدخل في الشؤون الداخلية لدولة كسورية، ليدخل في دائرة إعلان الحرب الشاملة على مختلف فئات وشرائح الشعب السوري".
واضافت الصحيفة السورية ان "اعتراضنا على ظهور حمد كمتحدث باسم الشعب السوري لم يكن فقط لما كشفه لاحقا عن نيات بلاده الخبيثة المبيتة تجاه سورية انما لان الشعب السوري الذي قدم للأمة العربية وقضيتها المركزية فلسطين آلاف الشهداء ما عرف في حياته العمالة والتآمر، حتى يرضى بحمد بن جاسم متحدثا باسمه، وخاصة أن هذا الشعب يدرك حقيقة دوره في تأجيج الأحداث".
واضافت ان "سورية ورغم محاولات حمد وغيره إعاقة الدور العربي في حل أزمتها، ستبقى حريصة على تقديم كل ما يلزم من تسهيلات وتعاون لبعثة المراقبين العرب بغية إنجاح مهمتها في تقديم ورصد حقيقة ما يجري على الأرض".
وكان الشيخ حمد اعلن الاحد بعد تلاوة البيان الختامي ان "اجتماعا سيعقد للجنة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب لمناقشة تقرير المراقبين يوم 19 أو 20 يناير".
وتابع "لن نعطي مزيدا من المهل، أول تقرير يأتي إلينا ولم يحدث موقف سيكون لدينا موقف". واضاف الشيخ حمد "ما زلنا نأمل أن تتمكن البعثة العربية من أن توفق في عملها، وهذا يتوقف على الحكومة السورية من خلال وقف القتل وسحب الأليات من المدن والسماح للاعلام بالعمل والدخول الى الاراضي السورية".
وقال "أنادي الحكومة السورية بوقف القتل ووقف الاعتقال"، مضيفا "نرجو ان يكون للقيادة السورية قرار تاريخي تلبية لتطلعات الشعب السوري".
ميدانيا، اسفرت اعمال القمع عن مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الامن السورية في حماه (وسط) وقرب دمشق كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ايضا ان الدبابات "لا تزال تنتشر في ريف حماة الشمالي على الحواجز بين الحواش وقرية قسطون التي يتواجد فيها 12 دبابة وناقلة جند مدرعة والمطلوب من لجنة المراقبين العرب التوجه الى المنطقة فورا من اجل تسجيل هذا الانتهاك لبروتوكول الجامعة العربية".
من جانب اخر، قام وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة الاحد بزيارة الاسطول الحربي الروسي الذي وصل الاحد الى قاعدة طرطوس البحرية، كما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وفي كلمة له، نوه العماد راجحة ب"مواقف روسيا المشرفة إلى جانب سورية في هذه المرحلة مؤكدا ثقته بصلابة هذه المواقف في وجه المؤامرة التي تتعرض لها سورية"، كما قالت الوكالة.
وترفض روسيا رفضا قاطعا اي تدخل في الازمة السورية واستخدمت حق النقض في اكتوبر ضد مشروع قرار في مجلس الامن ينص على امكانية فرض حظر على تسليم الاسلحة الى سوريا.