صرح وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد بأن مصر التي نجحت في القيام بثورة يناير لن تسمح لأحد بأن يعيدها إلى الوراء" ، مشيرا إلى أن الثورة بحكم طبيعتها تمرد على أوضاع خاطئة ، من أجل تحقيق أوضاع أفضل. جاء ذلك في ندوة أقامتها جريدة (مسرحنا) بقصر ثقافة الجيزة ، وأدارها يسري حسان رئيس تحرير جريدة (مسرحنا) ، بحضور سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعدد من رموز العمل المسرحي.
وقال وزير الثقافة " علينا أن نواجه مشكلاتنا بشكل عام ، ومشكلات المسرح بشكل خاص وذلك بالخيال والابتكار ، وكذلك باستدعاء روح الكوميديا"،مؤكدا أن الشعب المصري محب للحياة ، مبدع ، صنع ثورة 25 يناير على غير مثال ، لذلك فلن يستطيع أحد أن يكبت حريته ، ولذلك أيضا يرى الوزير أنه لا داع للتخوف الشديد من البعض .. حيث يستطيع المزاج المصري المعتدل أن يصمد وأن ينتصر على أي تطرف أو انغلاق ، كما أكد الوزير على تدين الشعب المصري وأنه لايحتاج من يعلمه الدين بقدر حاجته لعلماء في السياسة والاقتصاد.
وأكد وزير الثقافة الدكتور أهمية تقديم كم أكبر من العروض قليلة التكاليف ، ولكن على أن تقدم قيمة على مستوى الكيف وأن تحمل وعيا، لتصنع التراكم .. مختلفا في ذلك مع القول "إن الكم يؤدي بالضرورة إلى كيف". كما أكد الوزير أنه لا يوجد ما يمنع من تقديم العروض الكبيرة التي يقدمها النجوم لأنها تجتذب الجمهور .. وقال "إنه متفق مع فكرة تفعيل المؤتمر العلمي للمسرح .
موضحا أنه يرى ضرورة عقد مؤتمر موسع يناقش حال الثقافة ككل حاضرها ومستقبلها في ظل متغيرات الواقع بعد ثورة يناير ، كما اتفق على أهمية تشكيل مجالس أمناء ومكاتب فنية في المحافظات ، تشارك في التخطيط للمسرح في أقاليمها وتكون قناة اتصال بين الأقاليم والإدارة.
وأشار وزير الثقافة إلى أن هذه الفكرة من المفيد تطويرها من خلال المزيد من المناقشة. وأرجع فشل مشروع التنوير ، ليس فقط لارتباطه بالسلطة ولكن أيضا لافتقاده للخيال ولرؤى مستقبلية ، وقال "إن مشكلته الكبرى أنه كان يرتبط بالماضي ، وهو ما يدفعنا بالفعل للعمل على وضع استراتيجية ، غير منفصلة عن واقع الناس ، مع محاولة لتبسيط المفاهيم التي تقدم لهم والتي تتردد في الشارع كالليبرالية والعلمانية والثقافة وغيرها من مصطلحات ، بالإضافة إلى محاولة ترسيخ أفكار بسيطة مثل معنى الفن وضرورة الخيال والتعريف بالثقافة بمعناها الشامل ، لا بالمعنى الضيق لها.
وقال وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد "إنه يتفق مع القول إن أزمة المسرح تكمن في الإدارة" .. مضيفا "أن الحل هو البحث عن إدارات تتمتع بكفاءة عالية ، ولديها مشروعات طموحة وعملية ، وقادرة على وضع استراتيجيات".
وأشار إلى أن هذه المهمة تتكفل بها المؤتمرات التي سنعقدها ، مضيفا أنه سيكون سعيدا جدا لو أضيئت المسارح طوال العام ، كذلك رأى الوزير ضرورة مناقشة فكرة انتخاب مديري المسرح التي يشكو منها كثير من المسرحيين ويتهمونها بأنها فكرة فاشلة ، ووعد الوزير بمناقشة الفكرة أولا قبل اتخاذ أي قرار فيها ، حتى لا يتهم بأنه يعادي الديمقراطية .. كذلك رأى أهمية لوجود لجنة قراءة نصوص مركزية تتشكل من نقاد مشهود لهم بالكفاءة.
وأضاف الوزير "أنه يرحب باللجوء إلى المسارح المفتوحة لاتساع رقعة أماكن العرض ومواجهة نقص المتاح منها" ، ووعد بأنه سيتحدث وينسق مع وزارة الداخلية بشأن تسهيل إجراءات الدفاع المدني ، مع التأكيد على أهمية أن تكون المسارح جميعها مؤمنة بشكل جيد ، كذلك وافق الوزير على أهمية وجود إدارة تسويق متخصصة مكانها هو قطاع الإنتاج الثقافي.
وقال وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد "إن الفن لابد أن يكون مستقلا ، على الرغم من تبعيته في بعض المراحل ، تلك التي تتعلق بالمنتج ، ولكن عليه أن يحافظ على حريته مع ذلك" .. مؤكدا أن الدولة لم تقل للمثقفين أكتبوا أشياء لا يفهمها الناس واجعلوا خطابكم غير مفهوم .. ولا تقدموا خطابا مختلفا يقربكم من الناس.
وأضاف "لابد من تحديد مفهوم الثقافة جيدا ، وأنا أعرفها بأنها تأثير المنتج الثقافي على سلوك الناس ، هذا بشكل مبسط جدا لأني أعلم جيدا أن الثقافة ليست من المفاهيم التي يمكن تعريفها قاموسيا ، فهى مثل الحب والفن والجمال نعرفها بصورة العائلة ، كما يقال في الفلسفة .. وبهذا المعنى فالثقافة ليس لها مفهوم تعريفي واحد".
كما اتفق الوزير مع المسرحيين على أهمية عقد بروتوكولات تعاون ثقافي مع وزارات كثيرة مثل التعليم والإعلام وحتى الداخلية ، كما وافق على فكرة عقد جمعية تأسيسية لإعادة صياغة استراتيجيات للمسرح. وبالنسبة لأكاديمية الفنون ، رحب وزير الثقافة بالتنسيق بينها وبين المؤسسات الثقافية الآخرى ومشاركة الفائزين والمتميزين بها في المهرجانات المختلفة .
وأشاد بمستوى الأداء في مهرجان المخرج الأكاديمي الذي أقامته الأكاديمية مؤخرا ، والذي جعله يرى أن مستقبل الفن بخير في مصر...ومع ذلك فقد أشار الوزير إلى أهمية تعديل المناهج التي تقدم للشباب في الأكاديمية ، وأن تكون هناك نظم متطورة للقبول بها.
كما أكد الوزير ضرورة إرسال البعثات التعليمية للخارج ، واستعادة كرسي الأكاديمية في إدارة البعثات .. وشدد على ضرورة أن تتحول الأكاديمية إلى جامعة للفنون. وقال الوزير "إن العقليات التقليدية التي كانت تدير بدأت في التفكك بعد ثورة 25 يناير ، وأن الأمل في الشباب الذين يقدمون أفكارهم الجديدة والطازجة" ، ووعد بمشاهدة العرض الذي تقدمه إدارة المسرح في ميدان التحرير.