رغم تأثر الأعمال الدرامية قبل الثورة بأحداث شتى، إلا أن عام الثورة يظل هو الأكثر قسوة على الدراما، حيث تم رصد تراجع حاد فى الإنتاج من حيث الكم، فلم يتجاوز عدد المسلسلات التى تم إنتاجها 35 عملا، وهو ما يوازى تقريبا نصف عدد المسلسلات المنتجة فى العام السابق، وغياب المنافسة التقليدية لكبار النجوم والذين تعود الجمهور على وجودهم الدائم فى رمضان، وظهور واحتلال المقدمة بنجوم جدد ينتمون لجيل الشباب وجيل الوسط، وفى السطور التالية نرصد تفصيلا لأهم ظواهر عام الثورة فى عالم الدراما.
موسم خروج الكبار
منذ اندلاع الثورة فى الثلاثاء 25 يناير بدأت سلسلة من التأجيلات تطارد تصوير الأعمال الدرامية، والتى كانت قد أعلنت عن برنامج تصويرها مع مطلع عام 2011، ومنها «الأمير» بطولة محمود عبدالعزيز، والذى تم تغيير اسمه فيما بعد إلى «باب الخلق»، و«قضية معالى الوزيرة» لإلهام شاهين والذى كان الحظ السيئ حليفا له حتى وقتنا هذا، و«شربات لوز» ليسرا الذى اتضحت ملامح خروجه للنور فيما بعد ليكون جاهزا للعام القادم، وكذلك مسلسل «أحلام مشبوهة» لداليا البحيرى التى دارت بينها وبين المنتج ممدوح شاهين أحد المشكلات بسبب اتخاذه القرار بتأجيل المسلسل وهو ما لم يكن مقبولا من جانب البطلة لأنه أخرجها من سباق رمضان، وأيضا مسلسل «ذات» لنيللى كريم،حيث اكتفت شركة مصر العالمية بمسلسل «دوران شبرا» فقط بعد أن جعلته 30 حلقة بدلا من 15، وتأجيل «ذات» لعام 2012.
بالإضافة إلى مسلسلات»بواقى صالح» ل«يحيى الفخرانى»، والذى كان مقررا تصويره فى بلدان اندلعت فيها الثورة مثل سوريا وليبيا وهو ما انتهى به إلى درج المكتب وإلغائه، ومسلسل «رسائل» لحنان ترك والذى تم تأجيله حسب تصريحات لصناعه بسبب احتياجه لتمويل ضخم نظرا لخصوصية قصته، ولكن البعض الآخر يؤكد أنه لم يعد ملائم للعرض بعد الثورة، كذلك مسلسل «أهل إسكندرية» الذى تم الإعلان عن قيام الفنانة منة شلبى ببطولته، والتى كانت مرشحة أيضا للقيام ببطولة مسلسل «انتقام» والذى لا يعلم أحد مصيره. وتضمنت أيضا قائمة التأجيلات مسلسل الجاسوسية «الصفعة» لشريف منير والذى تم تأجيله لمدة عام، ومن هنا خرج عدد كبير من نجوم الصف الأول فى موسم العرض الرمضانى لعام 2011، ومنهم الفنان يحيى الفخرانى ويسرا وإلهام شاهين وكذلك نور الشريف الذى تم تأجيل تصوير مسلسله «بين شوطين» وهو التأجيل الذى ترتب عليه اعتذاره عن تصوير العمل، بيما كان وجوده فى الموسم على استحياء بعمل مؤجل منذ عامين هو «الدالى 3».]
مؤشر الكوميديا يفقد قيمته
الرهان على الأعمال الكوميدية تحت دعوى حاجة الناس للخروج من هموم السياسة، أتى بنتائج عكسية بعد فشل مسلسلات الكوميديا فى جذب انتباه المشاهدين، بعد أن عجزت فى رسم بسمة على الوجوه التى أتعبها تلاحق الأحداث فى الشارع، فيما بدت معظم هذه الأعمال بالملل والتكرار، وكانت البداية مع مسلسلى «مسيو رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» لمحمد هنيدى و«عريس دليفرى» الذين مروا مرور الكرام فلم يلق الأول نفس الصدى الذى حققه الفيلم السينمائى، بينما اكتفى الثانى بالنجاح فى توفير مادة للعرض على التليفزيون المصرى، وينضم إليهما مسلسل «نونة المأذونة» الذى واجه بعض الانتقادات، وكذلك مجموعة مسلسلات الست الكوم والتى أكدت هذا الموسم أنها كانت مجرد وميض لمع فى وقت ما وانطفأ تدريجيا من خلال مسلسلات «جوز ماما مين؟ 2» والجزء الثامن من «راجل وست ستات» و«الباب فى الباب» و«عيله عجب»، فضلا عن مسلسل «شبرا تى فى» لأحمد رزق والذى لم يستكمل عرضه نظرا لمشكلات مع المنتج، ومسلسلات «صايعين ضايعين» و«الزناتى مجاهد» لسامح حسين، ويعد الاستثناء الوحيد فى مسلسل سقوط أعمال الكوميديا هو الجزء الثانى من «الكبير قوى» لأحمد مكى هو العمل الوحيد الذى تفاعلت معه الجماهير بشكل كبير وبخاصة من الأعمار الصغيرة.
مشاهد مقحمة ونهايات «فشنك»
«مشاهد مقحمة» .. «مغازلة مشاعر الثوار».. «انحراف عن مسارها الطبيعى للدراما».. كانت هذه أبرز الانتقادات التى لاحقت نهايات بعض المسلسلات التى ختمت حلقاتها بمشاهد من ثورة 25 يناير بعد أن قام مؤلفوها بتغيير فى السيناريو، ويأتى فى مقدمتها «خاتم سليمان»، والتى وصفها النقاد بأنها نهاية فشنك، وجاءت ضعيفة وصادمة تسببت فى إجهاض العمل، وأخذ مسلسل «آدم» نصيبا وافرا من النقد بعد أن أظهر لقطات لثورة يناير فى نهاية آخر حلقة بعد قتل بطله آدم على يد ضابط أمن الدولة. وكذلك مسلسلات «إحنا الطلبة» و«نور مريم» و«دوران شبرا» و«شارع عبدالعزيز» الذى اقتصر التلميح فيه عن الثورة من خلال عبارة على لسان أبطالها.
توب 5
لم يدرك النجاح فى دراما رمضان إلا مسلسلات تعد على أصابع اليد، وهى «شارع عبدالعزيز» لعمرو سعد و«الريان» لخالد صالح، و«المواطن إكس» بطولة يوسف الشريف، و«خاتم سليمان» لخالد الصاوى و«مشرفة رجل من هذا الزمان» لأحمد شاكر عبداللطيف، و«وادى الملوك» بطولة مجدى كامل وصابرين، وفى مرتبة تالية «دوران شبرا» و«الشوارع الخلفية» و«كيد النسا».