دعت المعارضة الروسية إلى تظاهرة جماهيرية جديدة غدا السبت لإدانة تزوير نتائج الانتخابات التشريعية التي أثارت حركة احتجاج غير مسبوقة ضد نظام فلاديمير بوتين الذي يتولى الحكم منذ 12 سنة والمرشح للانتخابات الرئاسية في مارس. ويتوقع أن يشارك 200 ألف متظاهر في تجمع موسكو الذي سيشارك فيه خصوصا الكاتب بوريس اكونين وممثلين وصحافيين مشهورين والاف الاشخاص في مدن اخرى مثل سان بطرسبورغ وايكاترينبورغ (اورال).
واعرب الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف (80 عاما) الذي دعم حركة الاحتجاج ودعا الى الغاء نتيجة انتخابات الرابع من ديسمبر التشريعية، عن "نيته في المشاركة في التجمع" اذا سمحت صحته بذلك كما قال الناطق باسمه فلاديمير بولياكوف لفرانس برس.
وتوقع تحقيق اجرته شركة كومكون المتخصصة في دراسة انماط الحياة وعادات الاستهلاك في روسيا ان "يشارك ما بين مئة الى مئتي الف متظاهر" السبت في تظاهرة موسكو. وقالت ايلينا كونيفا مديرة كومكون ان "هذه الدراسة كشفت وضعا غير متوقع وجديدا في الاساس في المجتمع".
وقد تظاهر اكثر من خمسين الف شخص في موسكو في العاشر من ديسمبر وعشرة الاف في سان بطرسبورغ والالاف في مدن اخرى في تعبئة منقطة النظير منذ تولي فلاديمير بوتين السلطة. وبعد ان تولى الرئاسة في 2000 و2008 ثم اصبح رئيس وزراء لان الدستور لا يسمح له بولاية ثالثة، اعلن العميل السابق في الاستخبارات السوفياتية السابقة نيته العودة الى الكرملين عبر انتخابات مارس الرئاسية.
وقد تدنت شعبية الرجل القوي في البلاد وبات يتعرض الى السخرية على الانترنت، اكبر فضاء تعبير انتقادي في روسيا اليوم، وقوبل بهتافات استياء وتصفير مشاهدين في نوفمبر خلال مباراة صراع ياباني. وفي خطوة نادرة خصصت له شبكة ان تي في التلفزيونية التي تسيطر عليها شركة الغاز العملاقة شبه العامة غازبروم الاسبوع الماضي برنامجا منتقدا.
وتوقع اخر استطلاع ان يحصل بوتين على 42 % من الاصوات في الانتخابات الرئاسية وبذلك سيضطر لاول مرة الى خوض جولة ثانية. وقد سخر بوتين الاسبوع الماضي من المعارضة عندما قارن الشريط الابيض الذي اصبح رمز حركتها الاحتجاجية ب"الواقي" ودان محاولات "زعزعة الاستقرار" مدبرة من الخارج ضد روسيا.
لكنه وعد "بتحديث" النظام السياسي في روسيا التي اعلن رئيسها ديمتري مدفيديف الخميس الخطوط العريضة لتعديل القوانين الانتخابية واعادة انتخاب حكام الولايات الذين اصبح الكرملين يعينهم منذ 2004. وصرح فلاديمير ريجكوف احد منظمي تظاهرة السبت في موسكو لفرانس برس ان "مدفيديف لم يقل شيئا عن الافراج عن المعتقلين السياسيين والانتخابات الجديدة ومجلس الدوما والعقوبات بحق مرتكبي عمليات التزوير، سنطالب بذلك مجددا".
وكثرت الدعوات الى التظاهر خلال الايام الاخيرة على الانترنت وصحف المعارضة. وكتب اكثر من 150 ممثلا ومخرجا وصحافيا سيشاركون في التظاهرة في رسالة مفتوحة "من الهام جدا تجديد التاكيد على كرامتنا المستعادة في العاشر من ديسمبر".
واضافوا "سينتقدوننا ويخيفوننا ويستفزوننا وسيقولون اننا نخضع للتلاعب فلا تنساقوا معهم". وفي موسكو دعا معلمون في المدرسة رقم 1567 على مواقع الانترنت تلاميذهم السابقين الى الخروج الى الشوارع. وكتبتوا ان "انتخابات الدوما اثبتت ان السلطة لا تنظر الينا كبشر انهم يظنون اننا سنقبل كل اشكال الاهانة والتزوير". وتم جمع ثلاثة ملايين روبل (75 الف يورو) بفضل عمليات تحويل مالية عبر الانترنت لضمان لوجستية هذا الحدث.
