في الوقت الذي حافظ فيه عدد من الفنانين المصريين على تواجدهم على الساحة الفنية خلال عام 2011 رغم الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد،آثر عدد منهم الغياب رغم استحواذهم على نصيب الأسد سواء في العرض أو الأجور في الأعوام السابقة. ويرى عدد من النقاد أنه رغم أن عام 2011 يعد الأسوأ على الفنان المصري حيث تأجلت معظم المشاريع الفنية بسبب تردي الأوضاع الأمنية وخوف المنتجين من الخسائر، وحدوث توقف شبه كامل للأنشطة السينمائية منذ نهاية يناير الماضي حيث اندلعت الثورة إلا أنه هناك بعض الأعمال السينمائية والدرامية حققت نجاحات.
ولاقت أفلام "اكس لارج" لأحمد حلمي و"سامي اكسيد الكربون" لهاني رمزي و"سيما على بابا" لأحمد مكى و" شارع الهرم" للراقصة دينا وسعد الصغير و"أمن دولت" لحمادة هلال قبولا لدى الجمهور وذلك طبقا للإيرادات التي حققتها .
ونجحت بعض الأعمال الدرامية في تحقيق نسبة مشاهدة عالية مثل مسلسلات "الريان" لخالد صالح و"عريس دليفري" لهاني رمزي و"شارع عبد العزيز" لعمرو سعد و"دوران شبرا" لعفاف شعيب و دلال عبد العزيز، و"وادي الملوك" لسمية الخشاب ، و "نونة المأذونة" لحنان ترك ومشرفة..رجل لهذا الزمان"، والمسلسل الكوميدي "الكبير أوى" لأحمد مكي و"خاتم سليمان" ، و"المواطن إكس"، و"إحنا الطلبة"، و"كلمات"، و"بنات شقية"، و"نور مريم" .
وأفلت في عام 2011 نجومية بعض من كانوا يوصفون ب "الرموز" الفنية في مصر، الواحد تلو الآخر حيث لم تعرض لهم أية أعمال سينمائية أو درامية وفضلوا الغياب مثل يسرا ، وعادل إمام ، وإلهام شاهين ونادية الجندي وبوسي وغيرهم .
وقررت يسرا عدم تقديم أية أعمال تليفزيونية أو سينمائية خلال هذا العام والابتعاد عن الظهور الإعلامي ، بسبب الهجوم الذي تعرضت له منذ قيام الثورة ، بينما فضل عادل امام انسحاب مسلسله "فرقة ناجي عطا الله" من ماراثون رمضان الماضي ، وأجلت الفنانة إلهام شاهين جميع أعمالها الفنية وخاصة مسلسلها "معالى الوزيرة" .
ويرى الناقد طارق الشناوي ، أن غياب الفنانين الكبار عن الساحة الفنية في 2011 يرتبط بعدة أسباب ، أهمها العامل الاقتصادي لمصر بعد الثورة ، مشيرا إلى أن بعض أسماء الفنانين الكبار أدرجت في القوائم السوداء، فكان هناك خوف من قبل المنتجين والموزعين ألا يتم توزيع أعمالهم ، وأن تتم مقاطعتها .
وقال إن ارتفاع تكلفة الأعمال الفنية بعد الثورة تطلب خفض أجور الفنانين، في حين أن الفنانين الكبار ذوي الأجور الكبيرة رفضوا خفض أجورهم ، الأمر الذي أدى إلى استبعادهم من الساحة الفنية .