شهد الموسم الحالى تراجعا حادا فى أداء إدارة التسويق والاستثمار بالأهلى إلى حد كبير وذلك بالنظر إلى هذا الأداء وتقييمه فى الصفقات التى تمول الفريق الأول والتى تضمن له البقاء على القمة مثلما كان فى المواسم الماضية. فى البداية فشلت الإدارة فى إنهاء معظم الصفقات التى دخلت فيها وخسرتها لصالح أندية حديثة على الدورى ولكن رغم حداثتها كانت لها اليد العليا فى إنهاء الصفقات على عكس المواسم الماضية التى كان الأهلى فيها قادرا على إنهائها بمجرد دخوله طرفا أصيلا فى الصفقة وكان لعدلى القيعى دائما اليد العليا فى المفاوضات حيث كان قادرا على خطف اللاعبين من أندية كبيرة على المستوى العربى وليس المحلى فقط. وشاب الأداء داخل الإدارة الكثير من البطء والتردد فى التفكير مما كلف خزينة النادى الكثير من الأموال بلا فائدة حتى اللجوء للاعبى الدرجة الثانية لم يكن حلا سهلا حيث سمح الأهلى لهذه الأندية لإملاء شروطها عليه استغلالا لموقفه الضعيف. ونبدأ القصة من النهاية فالأهلى اقترب فى مفاوضاته مع الحمام لاتفاق نهائى لانتقال صانع ألعابه علاء شعبان، حيث اتفق الطرفان على انتقال اللاعب على سبيل الإعارة لمدة عامين بمقابل مادى 400 ألف جنيه بواقع 200 ألف جنيه فى الموسم الواحد مع الاحتفاظ بحق الأهلى فى شراء اللاعب نهائيا دون تحديد مقابل مادى معين. وسيكلف هذا الاتفاق خزينة النادى مبالغ طائلة فى حالة تألق اللاعب مع الأهلى، حيث سيطالب مسئولو الحمام بقيمة مبالغ فيها، بينما كان المبلغ المعروض للاستغناء عن اللاعب نهائيا هو مليون جنيه مع الوضع فى الاعتبار أن رغبة اللاعب تصب فى مصلحة الأهلى وهى الورقة التى طالما لعب القيعى بها لإنهاء الصفقات، لكن يبدو أن المواسم المقبلة ستحمل معها معايير جديدة فى انضمام اللاعبين للأهلى. وفى نفس الوقت كان الخطأ الأكبر وهو ضياع شريف إكرامى من الأهلى بعد تعاقده مع الجونة الصاعد حديثا للمتاز وهو أحد القوى الجديدة التى تهدد الأهلى بعد إنبى وبتروجيت، حيث ينوى الجونة خطف نجوم كثيرة من أكبر الأندية لما يتمتع به من إمكانات مادية هائلة البداية هى عودة شريف إكرامى للقاهرة بعدما توصل لاتفاق ودى مع مسئولى فينورد الهولندى بالرحيل. وعرض إكرامى نفسه على الأهلى واتصل بحسام البدرى المدرب العام ومدير الكرة وأكد أنه يريد العودة لناديه القديم بغض النظر عن المقابل المادى الذى لن يكلفهم الكثير ووعده البدرى بعرض الأمر على لجنة الكرة وتجاهل المدرب العام اللاعب لمدة أسبوعين. واقترب اليأس من إكرامى وأعلن فى جميع وسائل الإعلام أنه ينتظر تحديد موقفه من الأهلى ثم يحدد مصيره بعد ذلك ولم يتغير شىء أيضا، واضطر إلى التوقيع لنادى الجونة بعدما قدم له عرضا متميزا. وفور توقيع شريف إكرامى على عقود انضمامه للجونة فوجئ باتصال من هادى خشبة المنسق العام لقطاع الكرة بالنادى يسأله عن موقفه مع الجونة على الرغم من أن اللاعب كان تحت تصرفهم طوال أسبوعين والآن يجرى الأهلى محاولات مع الجونة بمنحه بعض اللاعبين مجانا للتفريط فى شريف إكرامى. وبتسلسل الأحداث أعلن الأهلى تعاقده مع وائل شفيق ظهير أيسر سموحة قادما من نبروه فى صفقة كلفت النادى السكندرى 250 ألف جنيه ونجح مسئولو سموحة فى تسويق لاعبهم بمليونى جنيه للأهلى على الرغم من أنه لم يشارك معهم فى مباراة واحدة فى الوقت الذى يبحث فيه عدلى القيعى لتسويق نجوم سطعت فى الدورى الممتاز بنفس المبلغ!. والغريب فى هذه الصفقة أن رضا عبدالعال المدير الفنى لنبروه وقتها كان قد عرض اللاعب على الأهلى، مؤكدا لهم أنه يتمتع بإمكانات عالية ويستطيع التأقلم فى صفوف الفرق الكبيرة ولن يكلفهم سوى 150 ألف جنيه فقط، لكنّ مسئولى الأهلى رفضوا التعاقد مع شفيق بمبلغ ضئيل وانتظروا أياما قليلة لتعاقد اللاعب مع سموحة لينتقل بمليونى جنيه. ويأتى دور نادر العشرى لاعب غزل المحلة السابق وإنبى الحالى، حيث أعلن الأهلى رغبته فى العديد من المناسبات طوال الموسم الماضى فى ضم اللاعب وأرسل مخاطبات رسمية لإدارة الغزل والتى أبدت مرونة فى التفاوض لكن الأهلى كان يتراجع بداعى القيمة المرتفعة للاعب الذى تعاقد مع إنبى خلال 36 ساعة ب3 ملايين جنيه على الرغم من تعاقده مع محمد خلف من النصر بمليونى جنيه. ويأتى الدور على محمد خلف الموجود فى النيابة العسكرية على ذمة قضية تزوير فى شهادة الخدمة العسكرية، حيث تعاقد الأهلى معه بمليونى جنيه بالإضافة إلى نسبة معينة يحصل عليها النصر فى حالة اشتراك خلف فى عشر مباريات مع الأهلى وهو الشرط غير المألوف بالنسبة للاعب انضم من ناد فى الدرجة الثانية إلى الأهلى!. ولم يكن الخطأ بسبب القيعى وحده وإنما بسبب قلة الموارد، وما يتردد عن الأزمة المالية التى تضرب النادى فى الفترة الماضية وهى التى تسببت فى فشل التعاقد مع المهاجم البنينى «رزاق أوتو» والذى سافر إلى نيجيريا خصيصا للتعاقد معه لكن مطالبه المادية حالت دون إتمام التعاقد معه ليحل محل الأنجولى فلافيو الذى رحل عن الفريق للشباب السعودى، وانضم اللاعب إلى ميتز الفرنسى. وهناك عطية البلقاسى مدافع الأوليمبى الذى تعاقد الأهلى معه فى فترة الانتقالات الشتوية الماضية والذى فشل فيها الأهلى أيضا أن يستقدم اللاعب إلى الفريق لخوض نصف الموسم وعلاج الخلل الواضح فى خط الدفاع. ثم جاء الدور على النيجيرى «فينسينت أباى» الذى خضع لاختبارات فى الأهلى لمدة أسبوعين وصدق البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق على اختياره وسافر القيعى إلى بوركينا فاسو وأنهى جميع تفاصيل الصفقة ثم استغنت لجنة الكرة عن اللاعب عقب رحيل جوزيه الأمر الذى يؤكد أن اللجنة لم تكن مقتنعة باللاعب لكن فى الوقت نفسه كانت لا تستطيع الوقوف ضد إرادة جوزيه.