أصبح برنامج تلفزيون "واقع" الذي يعبر عن 5 عائلات مسلمة تقطن مدينة ديربورن في ولاية ميشيجين الأمريكية، محط زوبعة إعلامية هذا الأسبوع بعد أن سحبت شركة "لوز" للمستلزمات المنزلية إعلاناتها من البرنامج بناءً على طلب مؤسسة محافظة قالت إن البرنامج لا يمثل الإسلام الحقيقي. ولم يكن برنامج "All American Muslim" مثيراً للجدل، بل حتى وصفه بعض النقاد ب"الممل"، فهو يتابع حياة 5 عائلات عربية أمريكية مسلمة في المدينة ذات الكثافة الأكبر من العرب في أمريكا، ديربورن. ويبدو أن حياتهم لا تختلف كثيراً عن حياة بقية الأمريكيين، أي في أغلب الأحيان تكون عادية. لكن هذه الصفة بالذات هي التي دفعت مركز فلوريدا للعائلة وهو مركز محافظ، الى الاعتراض على البرنامج. ولم يرد مدير المركز ديفيد كيتون على طلبات "العربية" المتكرره لإجراء مقابلة معه، ولكن البيان الذي أصدره مركزه يقول إن البرنامج "يُظهر المسلمين الذين يبدون وأنهم كأي أمريكيين آخرين ويستبعد عرض المسلمين الذين لديهم أجندة تشكل خطراً على حريات وتقاليد أغلبية الأمريكيين". وذكر كيتون أن هناك نسبة عالية من المسلمين في أمريكا، خاصة ائمة الجوامع، الذين يريدون نشر الشريعة الاسلامية، وعدم تمثيل هؤلاء في البرنامج يعد بمثابة "تضليل". والمفارقة هي ان موقف المركز هذا لم يكن واسع الانتشار ولم يلق اهتماماً اعلامياً في البداية، لكن المركز شجع مؤيديه على كتابة سلسلة من الرسائل الالكترونية التي أرسلت الى المعلنين تطالبُهم بسحب إعلاناتهم، وأعلن احد اكبرِ المعلنين، شركة "لوز"، أنه سيسحب إعلاناتِه بسبب الجدل الذي أثاره البرنامج. وأثار قيام الشركة بتنفيذ تهديدها الجدل الحقيقي حول البرنامج. العداء للإسلام غير مقبول
وبدأت وسائل الإعلام تغطي "الجدل"، وقام عدد من أعضاء الكونجرس مثل كيث اليسون، وهو أول عضو كونجرس مسلم، بمهاجمة قرار الشركة. وقال كريس مرفي، هو احد اعضاء الكونجرس الذين أصدروا بيانات شديدة اللهجة انتقاداً لقرار سحب الاعلانات، ل"العربية": "إن مشاعر العداء للمسلمين ليست مقبولة علناً، ولكن عندما تقوم شركة رئيسية بدعم مثل هذا التعصب، فإنها تساهم في تبرير هذه المشاعر لدى شريحة واسعة من الأمريكيين". وأوضح بين بوبكن، وهو صحفي شؤون اعلانية في نيويورك، أنه ليس من الغريب أن تحاول الشركات ان تبتعد عن الاعلان في البرامج المثيرة للجدل، لكن "المشكلة هي ان شركة لوز اخطأت في حساباتها، فسحبها للإعلانات أثار الجدل، وأثر عليها سلباً، وكان الأجدر بها إهمال الاعتراض من قبل مركز فلوريدا للعائلة". وأخيراً، قال موقع "كاياك" للسفر، الذي أعلن في برنامج All American Muslim سابقاً انه سيسحب إعلاناته من البرنامج، إن القرار يعود "لأن البرنامج غير جيد" وليس لأي سبب سياسي. ولم يجد البرنامج، الذي كان جمهوره مكون من اكثر من مليون ونصف مليون مشاهد في اولى حلقاته، صعوبة في الحصول على معلنين آخرين. وصرّحت سهيلة ايمن، وهي إحدى شخصيات البرنامج، ل"العربية" قائلة: "أحزنني أن تقوم شركة مثل "لوز" بالخضوع لآراء الكراهية التي ينشرها مركز فلوريدا للعائلة، فالمركز لا يقبل الرأي الآخر".