انتظرت فى صفوف طويلة امتدت لعشرات الأمتار أمام مقر لجنتها الانتخابية بمدرسة الزهور الابتدائية بالدائرة الثانية بالجيزة يملؤها الأمل فى أن يحمل الغد جديدا وأن يقتص البرلمان القادم من قتلة ولدها. «الانتخابات مش هترجع حق ابنى والشهدا اللى ماتوا فى الثورة، عايزين محاكمات ثورية للى قتلوا ولادنا علشان نارنا تبرد»، هذا ما قالته لوزة عطا الله، والدة الشهيد مينا نبيل، الذى سقط برصاص قناصة وزارة الداخلية بأحد مداخل ميدان التحرير يوم 29 يناير الماضى.
وتابعت الأم بحماس: «أملى فى ربنا إن الانتخابات تتم من غير تزوير وإن المجلس اللى الجاى يصلح حال البلد ويشغل الشباب ويقضى على الظلم اللى كان موجود أيام المخلوع مبارك».
وتعول والدة الشهيد على أعضاء البرلمان القادم بأن يطالبوا بالقصاص العادل والمحاكمات السريعة لجميع الضباط والقناصة المتورطين فى قتل ولدها وغيره من الشهداء.
«الغرامة»، لم تكن دافعا لوالدة الشهيد للإدلاء بصوتها فى الانتخابات البرلمانية، التى بدأت مرحلتها الثانية أمس، ولكن لأنها: «حاسة إن صوتى ممكن يكون له تأثير بعد الثورة وعايزه البلد تبقى أحسن، مش هادفع غرامة بعد ما دفعت أغلى حاجه عندى»، فى إشارة منها لولدها.
وشارك مينا فى مظاهرات الغضب، التى انطلقت يوم 25 يناير الماضى، وفى الاعتصام المفتوح الذى بدأ فى الميدان اليوم التالى لجمعة الشهداء فى 28 يناير الماضى، إلا أنه سقط برصاصة اخترقت رأسه عندما حاول الخروج من الميدان لشراء مواد غذائية لزملائه المعتصمين.
ولم يكن مينا هو الضحية الوحيدة للثورة فى أسرته، فقد أصيب شقيقاه مجدى وسمير بإصابات متفرقة فى أنحاء متفرقة من الوجه والجسد فى موقعة الجمل يوم 2 فبراير الماضى، حسبما قالت الأم: «الحمد لله ربنا نجا ولادى الاتنين وخد أصغرهم مينا»، أضافت الأم المكلومة بعينين دامعتين.
واضطرت أسرة الشهيد للانتقال من محل إقامتهم الأصلى بحى فيصل والسكن فى مدينة السلام بعد تصدع سقف العقار الأول، «لا نملك المال لترميم الشقة الأولى فمعاش مينا، الذى يقدر ب 1700 جنيه لا يغطى نفقات علاج والده الذى يلازم الفراش منذ وفاة ابنه»، تقول الأم.
وطالبت والدة الشهيد مسئولى محافظة الجيزة بتوفير عقار بديل، تكريما لولدها، إلا أنهم لم يستجيبوا لها. «أكثر ما يؤلمنى هو انتقالى من الشارع بعد إطلاق اسم ولدى الشهيد عليه».