"لا للتمديد.. لا للتويث".. "باطل".. "لا لمبارك أب وابن"، و"يسقط حسني مبارك".. هتافات انطلقت للمرة الأولى في مصر في 2004، حين ولدت حركة جديدة من رحم مجتمع المثقفين ونشطاء السياسة، بهدف تعميق الفكر الثوري ليصل إلى الطبقات الدنيا في البلاد، بعد أن انحصر عنهم منذ نجاح السادات في قنل الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في يناير 1977. صدحت الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" بهتافات التغيير، بينما كان غيرها يخشى من الهمس بمطالب الإصلاح، معززة بتوافق كبير بين غالبية أطياف العمل الوطني في مصر، التي اتفقت على العمل من خلال الحركة، فضلا عن حصولها على دعم اعلامي مكثف من الصحف المعارضة على تنوعها واختلاف مشاربها.
وانتزعت "كفاية" حين تأسيسها حق التظاهر السلمي في الشارع المصري، بعد أن حرمه النظام منذ 1977، وشهد الشارع لأول مرة تجمع عدة آلاف يهتفون ضد حسنب مبارك، حتى وصلت في 2005 إلى مظاهرات الإصلاح، التي ساهمت فيها جماعة الإخوان المسلمين بكل قوة، فوصلت إلى نزول مئات الآلاف في أكثر من 22 محافظة للمطالبة برحيل مبارك ورفض مخططات التوريث، حيث حاصرها النظام حينها وواجهها بعنف، وصل إلى إطلاق قنابل الغاز داخل المساجد، واستشهد حينها طارق غنام، أحد كوادر الإخوان داخل أحد مساجد الدقهلية.
أهم ما ميز "كفاية" أنها لم تكن كغيرها منحة من النظام"، بل كانت ضرورة فرضها الشعب، كثورة على السيطرة الكاملة لنظام مبارك على السلطة في مصر، كما رفضت التحرك من داخل المكاتب والقاعات المغلقة، لكنها بادرت بكسر حاجز الخوف، و خرجت إلى الشارع، ليرى الناس لأول مرة مظاهرات في شوارع القاهرة والمحافظات، متحدية قانون الطوارئ وجيوش الأمن المركزي وعيون أمن الدولة.
وبعد سبع سنوات من تأسيس كفاية، تمر الحركة بطور جديد، فالتمديد والتوريث الذي قامت الحركة لمحاربته أصبح ضربا من التاريخ، فمبارك الأب والابن يحاكمان الآن بتهمة قتل الشعب وسلب أمواله، وكفاية تحتفل اليوم بعيد ميلادها السابع، والأول بعد الثورة المصرية التي تأسست لإشعال جذوتها، وما زالت "كفاية" مستمرة في العمل، فهي كما وصفها حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وأحد كبار مؤسسيها: "كانت أول من جمع الأطياف الوطنية وبدأ حراكا ضد نظام مستبد للمطالبة بالعدل والديمقراطية، وفى ذكرى انشائها نجدد العهد على وحدة الصف ووحدة الهدف".
جورج اسحاق، المنسق الأسبق للحركة، قال إن "كفاية" موجودة في ميدان التحرير، لكن الشعب لم يعد يسمع عنها كثيرا، بعد أن ناضلت طويلا حتى تأسست العشرات من الحركات الفاعله علي الساحة السياسية حاليا"، مؤكدا أنها اليوم تسعى لدولة مدنية حديثة.
أما عبد الحليم قنديل، المنسق السابق للحركة، فطالب بعدم الإنشغال بالهجوم علي الإخوان والسلفيين، قائلا: "ليس هذا أوان الخلاف مع الاخوان المسلمين والتيار السلفي، ولا يجب ان ننشغل به"، مطالبا بتوحيد الجهود لنقل سلمي سريع للسلطة للشعب، لأن من يحكما الآن "مجلس عسكري بلا شرعية"، علي حد تعبيره.
فيما قال كمال سعيد، أحد مؤسسي الحركة، إن تأثيرها كان كبيرا في اندلاع الثورة، وإنها تسعى إلى تطوير هدفها ليصبح التصدي للفساد.