قتل 12 مدنيا اليوم السبت برصاص قوات الأمن السورية في مناطق سورية عدة، في الوقت الذي تزايدت التحذيرات الدولية من مغبة شن هجوم على مدينة حمص التي تحولت إلى نقطة الثقل الأساسية في الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتأتي أعمال العنف هذه عشية اضراب عام دعا اليه المعارضون السوريون في اطار حملة عصيان مدني. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا في حمص برصاص اطلقته قوات الامن عليهم من حواجز مقامة في المدينة، كما قتل شخصان في محافظة درعا في جنوب البلاد.
واضاف المرصد ان قوات الامن السورية اطلقت النار على مشاركين في موكب تشييع في معرة النعمان في محافظة ادلب (شمال غرب) ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص. كما اطلقت قوات الامن النار "من رشاشات ثقيلة ومتوسطة في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماه ما ادى الى استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة ثمانية اخرين بجروح".
وقال المرصد ان ثلاثة شبان من مدينة حرستا "استشهدوا تحت التعذيب" وكانت "الاجهزة الامنية قد اعتقلتهم قبل ثلاثة اسابيع"، موضحا ان اعمارهم تبلغ 28 و37 و38 عاما. كما تحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الامن السورية في بلدة هجين في دير الزور، قال انها "ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف واسفرت عن اعتقال 13 مواطنا".
وقتل 41 مدنيا في سوريا الجمعة بينهم 7 اطلفال وخصوصا في ريف دمشق وفي حمص، وفق المرصد. وتفيد الاممالمتحدة ان اربعة الاف شخص قتلوا في سوريا منذ انطلاق الاحتجاجات في مارس. دبلوماسيا تصاعدت التحذيرات الغربية من مغبة حصول اي هجوم عسكري على مدينة حمص التي تحولت الى بؤرة اساسية لحركة الاحتجاج على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان فرنسا "تعرب عن القلق العميق ازاء المعلومات التي تشير الى استعداد قوات الامن السورية لشن هجوم عسكري على مدينة حمص". واضاف ان فرنسا "اذ تذكر بادانتها لاستخدام العنف والاساليب العسكرية التي يقع المدنيون ضحيتها، توجه تحذيرا الى الحكومة السورية وتحمل السلطات السورية مسؤولية كل الاعمال التي قد تستهدف السكان، وتداعيات عملية من هذا النوع على مدينة حمص".
كما دعا المتحدث ايضا "مجمل المجتمع الدولي الى التعبئة لانقاذ الشعب السوري". وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا اعربتا الجمعة عن القلق ازاء تدهور الوضع في حمص ودعتا دمشق الى "سحب قواتها على الفور" من هذه المدينة. كما حذر المجلس الوطني السوري المعارض من حصول "مجزرة" في مدينة حمص.
وجاء في بيان اصدره المجلس الوطني الجمعة ان "الدلائل الواردة عبر التقارير الاخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في مدينة حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها".
من جهة ثانية دعا الناشطون السوريون الموظفين والعمال والطلاب الى "اضراب عام الاحد" في اطار حملة عصيان مدني في كافة انحاء البلاد. وكتب الناشطون على الانترنت "ندعو الموظفين والعمال في كافة مؤسسات الدولة داخل سوريا وخارجها الى الاضراب" موضحين ان هذا الاضراب "خطوة باتجاه العصيان المدني لقطع الامكانيات المالية للنظام التي يستخدمها في قتل اطفالنا".
واوضحت لجان التنسيق المحلية ان خطوات اخرى ستلي الاضراب مثل قطع الطرقات واعتصامات واضرابات في وسائل النقل وغيرها. من جهة ثانية قال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية ان الاجتماع الوزاري العربي للبحث في الملف السوري الذي كان مقررا السبت في الدوحة الغي.
واوضح هذا المصدر ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اقترح في الوقت نفسه عقد الاجتماع في السادس عشر او السابع عشر من ديسمبر في مقر الجامعة في القاهرة. وتضم اللجنة الوزارية العربية حول سوريا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزراء خارجية الجزائر وسلطنة عمان ومصر والسودان.
ويفترض ان تجتمع هذه اللجنة لاتخاذ موقف من الشروط التي وضعتها سوريا قبل التوقيع على بروتوكول مراقبي الجامعة العربية لحماية المدنيين. ودعت الجامعة العربية كذلك لعقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في نهاية الاسبوع المقبل، وفق المصدر نفسه. وكانت وزارة الخارجية السورية ذكرت الجمعة ان السلطات "تدرس" الرد الذي تلقته من الجامعة العربية على طلبها رفع العقوبات كمقدمة لاستقبال مراقبي الجامعة في سوريا.
وقال جهاد المقدسي المتحدث باسم الوزارة في بيان "تسلمت وزارة الخارجية رد معالي الامين العام وما زال قيد الدراسة". وكان النظام السوري اعلن الاثنين استعداده لتوقيع بروتوكول مراقبي الجامعة العربية الذين سياتون الى سوريا للاطلاع ميدانيا على الوضع ومحاولة انهاء القمع.