بعد غياب عن السينما استمر 17 عاما، قررت الفنانة سميحة أيوب العودة من جديد بعد أن سألت نفسها: ما المانع أن أتغير؟، حيث اختارت القالب الكوميدى فى فيلم «تيتة رهيبة» مع الفنان محمد هنيدى لكى يكون محطة رجوعها للشاشة الفضية، ورغم ذلك تتمسك بأنها لن تضحى بتاريخها لمجرد العودة لأنها مقتنعة تماما بالعمل، كما أنها لا تهتم كثيرا بمساحة الدور فى الفيلم طالما كانت مقتنعة بحجم تأثيره فى الأحداث. ● لماذا كان الغياب عن السينما طيلة هذه المدة.. ولماذا كانت العودة بفيلم «تيتة رهيبة»؟ أود القول أننى ظللت ممتنعة عن السينما لمدة 17 عاما بسبب أن الأدوار كانت محصورة فى رباعى متمثل فى اثنين طيبين يماثلهما اثنان شريران وبالتالى وجدت نفسى داخل قوالب نمطية لا تخرج عن ذلك.. مثل أداء دور السيدة الشريرة التى تجلس فى بار، واعترف أننى قبلت أدوارا من تلك النوعية ولكنى لم أكن سعيدة على الإطلاق وأشعر بالضيق عند دخول الاستوديو لأنى غير راضية عما أقدمه ولا أشعر أن هناك سببا وراء تقديمى هذا.
وأضافت: أعترف أيضا أننى فى بداية مشوارى السينمائى قدمت أدوارا غير راضية عنها بنسبة كبيرة من أجل الشهرة وأدوار أخرى قدمتها بدافع (الإنفاق على أعمالى المسرحية)، أما الآن فقد دخل مجال السينما مخرجون شباب واعيون جدا ولديهم رؤية وكانوا بمثابة دماء جديدة وعندما عرض علىّ مخرج ومؤلف الفيلم الدور وجدتهما متلهفين لعملى معهما وعندما قرأته وجدته جيد جدا و(دمه خفيف) ولايت كوميدى بالإضافة إلى احتوائه على نسبة تقويم كبيرة، وبالتالى سألت نفسى (لماذا لا أتغير؟)، ولكن عندما حددنا موعد التصوير اندلعت الثورة وتم التأجيل.
● معنى ذلك أنك وجدتى ضالتك فى هذا الفيلم؟ لا أستطع وصفه بأنه ضالة، ولكن أستطع وصفه بأنه فيلم جيد وأجد دورى معقولا، والأهم بالنسبة لى على الإطلاق هو قيمة الدور ومدى تأثيره على وعلى المشاهدين، فأنا جدة محمد هنيدى التى تؤثر عليه بشدة ويهابها لأنها تربيه على أساليب وعادات هو لا يحبها ولا يتفاعل معها لأنها لم تعد معاصرة لجيله ولذلك يعتبر جدته (رهيبة).
● فى بعض الأحيان يتسبب القالب الكوميدى فى إفقاد الدور قيمته.. فماذا عن «تيتة رهيبة»؟ لا على العكس، فالفيلم يقدم كوميديا مختلفة تعتمد على «كوميديا الموقف» وليس النوع المسف الذى تم تقديمه فى السنوات الماضية، وعندما يشاهد الناس دورى سيتملكهم الاستغراب لاختلافه تماما عن كل أدوارى السابقة فمن قبل قدمت مسلسلا كوميديا وهو «مغامرات ذكية هانم» الذى قدم نوعا مختلفا من الكوميديا وأسعد الناس.
● ولكن عودتك من خلال فيلم من بطولة محمد هنيدى قد يؤثر على مساحتك نظرا لأنه البطل الرئيسى؟ المسألة تكمن فى تأثير الدور وليس فى مساحته، وأنا أرى أن حجمى الفنى فى الفيلم وتأثيره معقول ليس بالقوى وليس بالضعيف، كما أنه يتماشى مع حجم التغيير الذى أريده، فأنا لا أريد أن يقول الناس أننى مكررة بل أريدهم أن يرونى بشكل مختلف.
● بعد الثورة أغلب السينمائيين أكدوا أن السينما ستتغير، ولكن مع نجاح «شارع الهرم» بدأت تلك المقولة تتداعى.. فما رأيك؟ «شارع الهرم» مثل الناس الشبيحة فهم موجودون فى المجتمع ولكنهم لا يشكلون الأغلبية، فحتما سنجد الفيلم الناجح وكذلك الفيلم التجارى المحبط، والوضع أيضا يعود للمناخ السائد فالناس محبطة ويعود كذلك لرأس المال لأن هناك منتجين لا يهمهم سوى الإيرادات، ولكنى على الناحية الأخرى أجد أن نجاح هذا الفيلم يعود ل«الهيافة» بجانب الإحباط وللأسف الجمهور هو من أعطاهم تلك الإيرادات والشعب حاليا منقسم.
● وهل حالة الانقسام هذه ستؤدى إلى إفراز نوعية من تلك الأفلام فى الفترة المقبلة؟ لا أتوقع هذا، وأعتقد أنه ستحدث حالة تصحيحية للنفس وبالتالى سيكون هذا فى صالح السينما والفن لأن الجمهور سيطلب «المعقول» وقتها.
● أين أنت من المسرح الآن؟ للأسف المسرح يعانى كثيرا و«تعبان أوى»، وهو المجال الفنى الوحيد الذى لا أقدمه إلا وأنا مقتنعة بنسبة 100%، وقبل الثورة كنت سأدخل مسرحية «كان فى واحدة ست» بها كل ما يعبر عن الوضع الذى نعيشه حاليا بعد مرور 9 أشهر على قيام الثورة، ولكن توقفت البروفات ونحن ننهى الإعداد لها وكنا على وشك البدء فيها وذلك بسبب الأحوال الأمنية، وللأسف ليس فى يدى القرار حتى أجزم باستكمالها حاليا أم لا لأنى لست المسئولة.