أضاف نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للضغوط الدولية المتزايد على النظام السوري لقمعه للاحتجاجات حيث حث الرئيس بشار الأسد على التنحي خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة تركية نشرت اليوم الجمعة. وقال بايدن لصحيفة حريات اليومية ان "موقف الولاياتالمتحدة واضح، لابد ان يوقف النظام السوري وحشيته ضد شعبه وعلى الرئيس الاسد التنحي حتى يمكن ان يجري انتقال سلمي يحترم ارادة الشعب".
وجاءت دعوة نائب الرئيس الذي وصل من العراق الى انقرة في وقت متأخر الخميس بينما صرحت الاممالمتحدة ان قمع النظام اسفر حتى الان عن اكثر من اربعة الاف قتيل. وردا على أسئلة وردت عبر البريد الالكتروني للصحيفة قال بايدن "استقرار سوريا امر مهم ولهذا نصر على حدوث تغيير -- فالوضع الراهن هو عينه عدم الاستقرار".
وتابع بايدن ان "الاستقرار الدائم يأتي عندما تكون هناك حكومة تصغي لشعبها وتلبي حاجاته، بدلا من توجيه مدافعها الى مواطنيها". وكانت اوروبا والولاياتالمتحدة شددتا العقوبات الاقتصادية على سوريا الخميس، لتشمل حظرا على صادرات الغاز ومعدات الصناعة النفطية والتعامل بالسندات التي تصدرها الحكومة السورية في مسعى لتجفيف تمويل النظام السوري.
وقال نائب الرئيس الاميركي ان "تركيا اظهرت زعامة حقيقية في هذا الصدد. اثني على دعوة رئيس الوزراء اردوغان الاخيرة للاسد للتنحي بسبب معاملة النظام لشعبه، فضلا عن دعوات القادة الاتراك لاخرين في المجتمع الدولي للوقوف الى جانب الشعب السوري".
وتشن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون حملة لعزل الاسد بسبب اعمال القمع الدامية. يذكر ان تركيا حليف تقليدي لواشنطن وعضو في حلف شمال الاطلسي، وقد اعلنت انقرة عن عقوبات قاسية ضد النظام السوري شملت وقف الصفقات التجارية وقطع العلاقات مع المصرف المركزي السوري.
كما تستضيف انقرة المنشقين عن الجيش السوري، والمجلس الوطني السوري الذي يضم اطيافا من المعارضة. وقال بايدن "نرحب ايضا بمنح الحكومة مجالا في تركيا للمعارضة السياسية" السورية. واضاف "آن الاوان لان ينضم الجميع في الاسرة الدولية الى جهود عزل نظام انتهك وينتهك بشكل منهجي حقوق الانسان ويقمع الاحتجاجات السلمية".
وتابع "نتطلع لتوسيع مدى العقوبات الدولية كوسيلة لاحداث التغيير في سوريا".وكانت عدة بلدان بينها تركيا تحدثت عن مخاوف من وقوع حرب اهلية في سوريا. فقد نقلت قناة ان تي في التلفزيونية الخاصة عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله "الحرب الاهلية اخر شيء نريد ان نراه في سوريا". كما التقى بايدن برئيس البرلمان التركي جميل تشيشك وغول الجمعة لمحادثات ركزت ايضا على قتال تركيا ضد المتمردين الاكراد المتمركزين في شمال العراق والنزاع حول البرنامج النووي الايراني.
وقال بايدن ان واشنطن وحلفاءها الاوروبيين "سيواصلون الضغط" على حزب العمال الكردستاني المتمرد الذي تصنفه تركيا الى جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي كمجموعة إرهابية. وحول ايران شجع بايدن انقرة على فرض عقوبات الى جانب الجهود المبذولة للوصول الى تسوية تفاوضية.
وقال "نواصل دعم الوصول الى حل دبلوماسي لمخاوفنا فيما يتعلق بإيران، غير اننا نؤمن ايضا بضرورة ممارسة ضغوط على القيادة الايرانية لضمان التوصل الى تسوية عبر التفاوض، ولهذا نشجع شركاءنا، ومنهم تركيا، على اتخاذ خطوات لفرض عقوبات جديدة على ايران، مثلما فعلنا ونفعل".