سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصريون أبهروا الغرب بالتنظيم وكثافة الإقبال والسلمية لوس أنجلوس تايمز: المصريون وضعوا بصمتهم على ورقة الاقتراع ومصير الأمة.. واشنطن بوست: احترام المجلس العسكرى لنتائج الانتخابات مطلب أساسى لنجاح العملية
نالت الانتخابات البرلمانية فى مصر استحسانا غربيا واسعا مع سير هادئ ومنظم للجولة الأولى منها فيما شككت الصحف الغربية فى احترام المجلس العسكرى لنتائجها المنتظرة. ورأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه يمكن لجنرالات مصر الآن أن يدعوا بأن العملية عادت لمسارها الطبيعى بعد أن واجهوا اتهامات بإفساد التحول نحو الديمقراطية الموعودة من الداخل والخارج. وقالت فى افتتاحيتها: «لكن هذا الادعاء لايزال مضللا، فإدارة انتخابات ناجحة على مدار أكثر من 20 يوما قادمة يتطلب من المجلس العسكرى احترام نتائجها وهو الأمر الذى لم يتعهد المجلس بالقيام به». وأوضحت: «الأسبوع الماضى عين المجلس رئيس الوزراء الجديد كمال الجنزورى، ولم يتم التوافق حتى الآن على أن البرلمان المنتخب سيشكل حكومته الخاصة». وأضافت الصحيفة إن العسكر يقومون بمحاولات تخالف ما نص عليه التعديل الدستورى الذى صدق عليه بالتصويت الشعبى قبل ثمانية أشهر، والذى يمنح البرلمان الجديد سلطة اختيار أعضاء لجنة كتابة الدستور. واعتبرت أن: «هدف الجنرالات هو التأكيد على أن القوة العسكرية لاتزال فى النظام السياسى الجديد، حتى بعد أن وعدت بتسليم السلطة لرئيس منتخب فى يونيو القادم». لكنها خلصت إلى أن: «استمرار الإقبال الكبير والسلمى على الانتخابات فى الجولة الثانية ربما يكبح جماح الطموحات العسكرية من خلال تفويض شعبى للبرلمان الجديد الذى سيكون قوى جدا بحيث لا يمكن تجاهله».
على المدى القصير، سيكون الفائز الأكبر فى مصر هو المجلس العسكرى فمن خلال انتخابات منظمة وحرة نسبيا ربما يتم نزع فتيل تمرد شعبى جديد حيث اختفت الاشتباكات الدموية مع الشرطة بميدان التحرير مع فتح صناديق الاقتراع، على حد قول الصحيفة.
وأشادت الصحيفة بالانتخابات معتبرة أنها حظيت ببداية واعدة مع ظهور طوابير طويلة وسلمية من الناخبين الاثنين والثلاثاء فى العاصمة وستة أقاليم أخرى للتصويت فى عملية انتخابية معقدة. وتشير التقديرات الأولية إلى نسبة عالية من الإقبال تجاوزت بكثير الانتخابات السابقة المزورة خلال 30 عاما من حكم الرئيس حسنى مبارك.
على نفس المنوال اعتبرت افتتاحية صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن انتخابات برلمان مصر تمثل وجهين أحدهما متفائل والآخر متشائم، فرغم الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع يبقى التشاؤم أكثر واقعية. وأوضحت: «مع تنازلاته السطحية، يبدو المجلس الأعلى للقوات المسلحة مصمم على ممارسة السلطة حتى بعد انتخاب رئيس وبرلمان جديد، حتى المصريين الذين أدلوا بأصواتهم بحماس فى الانتخابات أعربوا عن قلقهم من استمرار العسكر فى السلطة بعد الانتخابات». وأشارت الصحيفة إلى أنه: «إدراك خطر تأثير النفوذ العسكرى على الحكومة الجديدة ليس من خلال الطعن فى نزاهة وشفافية الانتخابات ولكن فى درجة احترام الجيش لها». ونصحت الصحيفة الجيش «بترك السلطة والقبول بسيطرة المدنيين».
وفى تقرير بالصحيفة نفسها قالت إنه: «بعد شهور من الاحتجاجات والغضب من المجلس العسكرى انتظرت طوابير من الحشود خارج مراكز الاقتراع لتضع بصماتها على ورقة الاقتراع، وعلى مصير الأمة بأكملها». وأضافت: «بدت البلاد متحمسة ومصممة على الوفاء بوعود الثورة التى أطاحت بحسنى مبارك».
من جهة أخرى، قالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إنه بالرغم من الإطار الشفاف الذى مضت فيه المرحلة الأولى من الانتخابات إلا أنها قد لا تخلو من بعض شبهات التزوير بسبب تساهل الشرطة والجيش الواضح مع ممارسات نشطاء حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين. بينما أبرزت صحيفة «لوموند» الفرنسية القلق الإسرائيلى من فوز الإخوان فى الانتخابات لأن هذا الأمر من شأنه أن يدعم موقف حركة حماس فى المصالحة مع فتح لاسيما فى الانتخابات الفلسطينية المقرر لها مايو المقبل.