لم تكد الحياة تنتعش بدور العرض السينمائى فى موسم عيد الأضحى إلا وتأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فتندلع الأحداث المتوترة الدامية بين المتظاهرين ورجال الأمن فى ميدان التحرير وتجد تضامنا قويا من ميادين التحرير فى كافة انحاء جمهورية مصر العربية فتتعرض صناعة السينما إلى نكبة جديدة تضع نهاية سريعة لموسم لا يزال فى بدايته. منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما أكد أنه يجد صعوبة فى عقد اجتماع مجلس ادارة الغرفة فى هذه الأجواء لمناقشة الأوضاع وقال فى تصريحات خاصة ل«الشروق»: هناك حالة خوف شديدة من الفراغ الأمنى الذى قد يحدث نتيجة احداث التحرير المشتعلة حاليا كما حدث فى بدايات ثورة يناير وعليه يجد صعوبة فى دعوة أعضاء المجلس الذين يخشون التعرض لأى مشكلة اثناء ذهابهم لمقر الغرفة.
وقال شافعى: نحن أمام خسائر متلاحقة واجهها موسم عيد الأضحى فكانت البداية مع القرصنة حينما فوجئ أصحاب أفلام هذا الموسم بعرض أعمالهم على الإنترنت ثم تأتى احداث التحرير لتقضى على البقية المتبقية من أملهم فى تحقيق أى أرباح مرجوة خاصة ان صناعة السينما هى اكثر الصناعات تأثرا بالاحداث الجارية ففى ظل هذه الفوضى العارمة من سيغامر بالنزول لمشاهدة الإفلام.
وبسؤاله هل تعرضت دور العرض السينمائى بوسط البلد لأى تهديدات فى ظل هذه الظروف قال: حتى هذه اللحظة لم نتلق أى بلاغ فى هذا الشأن ورغم انخفاض الاقبال بشكل كبير الا ان هناك جمهورا يرتاد دور العرض بوسط البلد ولكن لا أنكر أنه إذا تصعدت الاحداث بشكل قد يعرض دور العرض لأى مخاطر فسوف نصدر قرارا باغلاقها على الفور حفاظا عليها وعلى العاملين بها ولكن لا استطيع اتخاذ هذه القرار الان خاصة ان هناك إقبالا حتى ولو كان ضعيفا.
ومن ناحيته قال فاروق صبرى نائب رئيس غرفة صناعة السينما ومنتج فيلم اكس لارج وصاحب دور عرض كوزموس بوسط البلد: هناك انخفاض يتزايد بدأ ب30% ووصل الآن إلى 40% ومتوقع أن نسبة الانخفاض تتزايد فى دور العرض بجميع انحاء الجمهورية اما فيما يتعلق بدور العرض فى وسط البلد فالنسبة اعلى بكثير.
وأضاف: نحن نتعرض لخسارة فادحة خاصة أن الأفلام لا تزال فى اسبوعها الثالث بدور العرض أى انها لم تحصل على فرصتها جيدا رغم الانتعاشة التى شهدتها أيام العيد اضافة إلى أن الانتخابات على الأبواب وهناك مخاوف كبيرة مما قد يحدث بالانتخابات والمزاج العام فى مصر غير مشجع على ارتياد دور العرض ولكن كلنا أمل ان تنتهى هذه الأحداث سريعا وتعود الحياة لطبيعتها مرة أخرى. وعن الاحتياطات الأمنية للمحافظة على دور العرض الذى يملكها بوسط البلد قال: لقد تعرضت دور العرض الخاصة بى بمنطقة الهرم إلى تدمير كامل منذ بداية الثورة والفراغ الأمنى وبعد مرور 10 أشهر لم أحصل على حقى من التأمين والدور مغلقة ورغم هذا لم اتخذ أى احتياطات امنية فيما يتعلق بدور العرض بوسط البلد فماذا سأفعل لأحميها؟