«مفاجآت الساعات الأخيرة تعيد صياغة مهرجان الموسيقى العربية» هذا هو لسان حال الدورة العشرين للمهرجان التى شهدت مجموعة من المفاجآت ومنها اعتذار الفنان الكويتى عبدالله رويشد، ومنع المغنية الجزائرية فلة العمر من دخول مصر على خلفية ملاحقة قضائية، وكذلك فشل المفاوضات مع المطرب الخليجى حسين الجسمى فى المشاركة، ولم تجد إدارة المهرجان سوى نجوم فرق الموسيقى العربية لإنقاذ الموقف وملء فراغ نجوم الغناء بنجوم الطرب، وهى الخطوة التى يعتبرها جمهور الأوبرا عودة للأصول، حيث أقيمت أولى دورات المهرجان فى مطلع التسعينيات باعتباره برنامج حفلات لموسيقى التراث يصاحب مؤتمر الموسيقى العربية الذى نظمته الأوبرا بهدف حماية التراث الموسيقى العربى من الاندثار، وعندما انطلق من المهرجان عدد كبير من المطربين الذين أصبح لهم شأن فى عالم الغناء مثل أصالة ولطفى بوشناق وصابر الرباعى ووائل جسار وآمال ماهر، أصبح المهرجان مطمعا لنجوم آخرين أرادوا الحصول على لقب مطرب من المهرجان باعتباره قاعدة تصدير نجوم الطرب على المستوى العربى، وبعودة نجوم الموسيقى العربية مى فاروق وريهام عبدالحكيم ومحسن فاروق وأمجد العطافى وهانى عامر وغيرهم للظهور يعود المهرجان لدوره والفلسفة التى أنشىء من أجلها. وقامت إدارة المهرجان بإضافة اسمين جديدين للمكرمين فى المهرجان وهما زكريا عامر مهندس الصوت فى دار الأوبرا تقديرا لدوره فى خدمة الموسيقى العربية بما قام بتسجيله من أغنيات لكبار المطربين والملحنين ومنهم أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ووردة وبليغ حمدى وغيرهم، كذلك كرم المهرجان الفنانة جيهان مرسى مدير عام الموسيقى الشرقية فى الأوبرا، التى ساهمت فى إحياء فن الأوبريت من خلال تقديمها لمجموعة من الأوبريتات كان آخرها أوبريت «ياأمة العرب» الذى عرضته الأوبرا فى حفل افتتاح المهرجان، ولاقى إعجاب الجمهور.
وكان المسرح الكبير بدار الأوبرا قد شهد مساء الجمعة الماضى حفل افتتاح الدورة 20، التى وصفتها أمين عام المهرجان رتيبة الحفنى بدورة التحدى، وقالت فى كلمتها إن دار الأوبرا حرصت أن تظل مسارحها مضاءة رغم الظروف التى تمر بها المنطقة العربية، والمتغيرات التى تشهدها بفعل ثورات الربيع العربى،، مؤكدة أن الموسيقى والغناء كانا دائما من العناصر الفاعلة فى كل الظروف التى مرت بها الأمة، وأعلنت عن إهداء الدورة الحالية للمهرجان لثورات الربيع العربى.
وفى هذا الإطار تضمن حفل الافتتاح عرض 4 أفلام تسجيلية أعدها كل من خالد عبده وخالد درويش، ووضع الموسيقى التصويرية كريم عبدالوهاب، وتلقى الضوء على انتفاضة الشعوب العربية عبر لقطات فوتوغرافية تسجل حالة الثورة فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا،.
أما «أوبريت أمة العرب» فاعتمد على تقديم أغان وطنية من مختلف البلدان العربية، بدأت بأغنية «يا أمة العرب» كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان جمال سلامة وقدمتها المطربة ريهام عبدالحكيم، والمطرب التونسى محمد اللجبالى، وغنت المطربة التونسية سومة «من تونس الخضراء» كلمات مصطفى الضمرانى ألحان خالد الأمير، وغنت المطربة نادية مصطفى «ادعوا لمصر»، وقدم المطرب الليبى يحيى عبدالله لكحاشى بأغنية عن الثورة الليبية أسمها «تسلمى يا ثورة بنغازى» من كلماته وألحانه بجانب عزفه على آلة المقرونة وهى إحدى الآلات التى تتميز بها الموسيقى الليبية، ومن ألحانه وكلماته غنى الفنان اليمنى أحمد فتحى قصيدة بعنوان «يا وطنى الثائر»، وقدمت المطربة السورية وعد البحرى أغنية «بحبك ياشام» من كلمات أحمد البنا وألحان محمد ضياء، فيما شدا المطرب أمجد العطافى بأغنية «لبيك يا عالم العروبة» من كلمات وألحان محمد سلمان، وقدم هانى عامر أغنية «نشيد الحرية» أشعار أحمد شوقى وألحان محمد عبدالوهاب واختتم الاحتفال برائعة موسيقار الأجيال «صوت الجماهير» التى شارك فى تقديمها نجوم الحفل مشتركين.
اعتمد الأوبريت على الديكور الذى صممه الفنان محمود حجاج كأحد عناصر الابهار الأساسية فى العرض، بينما لعبت الأزياء والرقصات لفرقة باليه الأوبرا عن الدول التى تناولتها الأغانى.
المطرب التونسى محمد الجبالى كشف عن مفاجأة يقدمها فى حفله اليوم على المسرح الكبير حيث يقدم أغنية للثورات العربية قام بتسجيلها أخيرا باللهجة التونسية، وتحمل اسم «زنقة زنقة دار دار»، كما حرصت الفنانة ريهام عبدالحكيم على إضافة أغنيتها «فيها حاجة حلوة» لبرنامج حفلها أمس، الأغنية كلمات أيمن بهجت قمر وألحان عمر خيرت، التى كانت إحدى الأغانى التى غناها الثوار فى ميدان التحرير.