جامعة أسيوط تعزز الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب عبر اجتماع وحدة الأبحاث    وزير قطاع الأعمال العام يبحث نقل وتوطين تكنولوجيا صناعة الأدوية فى مصر    "أرمبروستر": وزير الخارجية الأمريكي يجب أن يقود مفاوضات السلام بين موسكو وكييف    وفد البحرين يشارك بالدورة الثلاثين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية    خبير لوائح يكشف موقف «الفيدرالية» في أزمة رمضان صبحي    طارق قنديل يشكر مسؤولي الجيش الملكي    صناع «ولنا في الخيال.. حب» يكشفون كواليس الفيلم في عرض خاص بسينما التحرير    انطلاق مباراة بتروجت ووادي دجلة في دور ال32 بكأس مصر    قومي حقوق الإنسان يستقبل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لبحث آفاق التعاون المستقبلي    أنباء سارة لجماهير برشلونة.. بيدري يشارك مع المجموعة    جامعة كفر الشيخ تحصد برونزيتين في بطولة دوري الجامعات|صور    حبس سائق ميكروباص بالجيزة بعد سرقة واعتداء جنسي على سيدة تحت تهديد السلاح    قفلوا عليها.. سقوط طفلة من الطابق الثاني في مدرسه بالمحلة    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    بعد ترشيح معزوفة اليوم السابع لجائزة الشيخ زايد.. جلال برجس ل الشروق: سعيد بالتواجد وسط كتاب مبدعين    أبى انطلق إلى العالم ببركات السيدة زينب    هل الصلاة في مساجد تضم أضرحة جائزة أم لا؟ أمين الفتوى يجيب    هل مصافحة المرأة الأجنبية حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الخشوع جوهر الصلاة وروحها ويُحذر من هذه الأمور(فيديو)    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    هيئة الرعاية الصحية تمنح رئيس قطاع إقليم الصعيد جائزة التميز الإدارى    علا الشافعي: لجنة الدراما بالمجلس الأعلى لم تعقد منذ فترة ولا توجد قرارات ملزمة    بالأسماء.. إصابة 7 طلاب فى حادث تصادم سيارتين بأسوان    محافظ الأقصر يشهد انطلاق فعاليات أسبوع الخير أولى.. صور    مفتي الجمهورية ومدير مكتبة الإسكندرية يبحثان توسيع التعاون في التوثيق والتراث والبحث العلمي    مدبولي: نتابع يوميًا تداعيات زيادة منسوب المياه    «فاكسيرا» تضع خارطة طريق لمواجهة فصل الشتاء    انخفاض الحرارة غدا.. وأمطار على بعض المناطق والصغرى بالقاهرة 16 درجة    مريم نعوم تعلّق على توجيهات منسوبة للجنة الدراما بشأن مسلسلات رمضان: لو الخبر صحيح سأعلن إضرابي عن العمل    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    سوريا تعلن إطارا تنظيميا جديدا لإعادة تفعيل المراسلات المصرفية    مقتل سيدة بطلقات نارية في قنا    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    منظمات حقوقية: مقتل 374 فلسطينيا منهم 136 بهجمات إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    التحقيق مع 5 عناصر جنائية حاولوا غسل 50 مليون جنيه حصيلة النصب على المواطنين    وزير الري يعرض المسودة النهائية لهيكلة روابط مستخدمي المياه    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    هشام نصر يصل اتحاد الكرة لحضور الجمعية العمومية ممثلا للزمالك    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    سلطات هونج كونج: ارتفاع عدد قتلى حريق اندلع بمجمع سكني إلى 55    بعد مرور عام على تنفيذه.. نعيد نشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان    ارتفاع حصيلة الفيضانات وانزلاقات التربة في إندونيسيا إلى 19 قتيلا    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    جامعة بنها ضمن الأفضل عربيًّا في تصنيف التايمز البريطاني    المعارضة تقترب من حسم المقعد.. وجولة إعادة بين مرشّح حزبى ومستقل    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    البيان العسكري العراقي ينفي وجود طيران أجنبي جنوب البلاد    هاني رمزي يقدم «ماستر كلاس» في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي.. اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أيامٍ عاصفة.. جمال سليمان يعود إلى دمشق بهدوء
نشر في الشروق الجديد يوم 08 - 11 - 2011

عاد النجم السوري جمال سليمان إلى دمشق مساء الخميس الماضي على نحو مفاجئ، وبعيداً عن ضجيج الإعلام، بعد سفرٍ قصير إلى القاهرة قررّ أن لا يكون طويلاً، رغم أنه صرّح قبل وقتٍ سابق من العاصمة القطرية الدوحة بأنه لن يعود إلى سوريا حتى يشعر بأنه "مواطن سوري محمي في بلده، وليس مهدداً."

وكانت جريدة الأخبار اللبنانية قد نقلت عن جمال سليمان في وقت سابق قراره السفر إلى القاهرة من الدوحة بعد التهديدات التي تلقاها مع أسرته على خلفية خبر كاذب لفقه أحد المواقع الإلكترونية السورية، عن توجيه النجم السوري تحية باسم الفنانين السوريين إلى قناة الجزيرة لتغطيتها "المشرّفة" للأحداث في سورية - بحسب الموقع- وذلك على هامش مشاركة سليمان في مهرجان الدوحة السينمائي (ترايبكا) الذي اختتم فعالياته أواخر شهر أكتوبر الماضي.

وفي حين أرادت الأوساط الفنية والإعلامية السورية المتضامنة مع جمال سليمان، الاحتفاء بعودة النجم السوري في مطار دمشق، وعقد مؤتمرٍ صحفي يفسر فيه ما حدث معه، وطبيعة التهديدات التي تلاقها، إلا أنه قرر العودة إلى بلاده بعيداً عن كاميرات وسائل الإعلام، واكتفى ببيان أصدره من القاهرة استبق عودته إلى البلاد، وفي اتصالٍ مع CNN بالعربية، أكدّ سليمان أن عودته إلى دمشق تمت بهدوء. واكتفي بالبيان الصادر عنه.

قال سليمان "موقع (جهينة نيوز) كذب بوقاحة عندما ادعى أنني أجريت لقاءً مع قناة الجزيرة شكرتها فيه باسم الفنانين السوريين على ما سماه الموقع وصاحبته فاديا جبريل التغطية الموضوعية والنزيهة للأحداث السورية."

كما هو واضح أنا لم أجر أي لقاء أتناول فيه الأحداث في بلدي سوريا لا مع الجزيرة ولا مع غيرها أثناء وجودي في مهرجان الدوحة السينمائي و السيدة فاديا لم تستطع أن تقدم دليلا على خبرها الكاذب. لكن يبدو أن افتراءها الوقح لا يحتاج لأي دليل.

استكملت السيدة مقالها بسيل من التعليقات البذيئة و الشتائم الجنسية و طبعا مضافا إليها الطعن و التخوين. لقد نشرت هذه التعليقات دون غيرها في لعبة إعلامية مكشوفة ورخيصة كي تعطي الانطباع بأن عموم الشعب السوري يساندها و يؤيدها فيما ذهبت إليه من كذب وافتراء. وإذا كانت السيدة جبريل تعتبر نفسها و قلمها هم الموالاة فيالبؤسها من مولاة.

أولا أنا لست مخولاً ولا يمكن أن أتحدث باسم زملائي الفنانين لا في هذا الأمر ولا في غيره لأننا لسنا على رأي واحد ولا من طينة واحدة. إنما نحن نعكس هذا الواقع السوري بكل جماله وقبحه، فما نحن برأيي إلا جزء منه. إلا أن هذا لا يمنعني بالطبع من القيام بواجبي في أن أعبر عن رأيي كمواطن - قبل أن أكون فنانا - فيما يجري لأنه يخص حياتي كما يخص حياة كل مواطن سوري. لقد شاركت بعض زملائي الفنانين في الأيام الأولى للأزمة وعبرنا عن رأينا الوطني من خلال بيان أعطيناه عنوان "تحت سقف الوطن" و يذكر الجميع كيف أن حملة تخوين شنت ضدنا من قبل بعض السلطة وبعض المعارضة، و لكن هاهي الأسابيع والشهور قد مرت و سال فيها دم سوري كثير وفتحت جراح لا أحد يعرف متى وكيف ستلتئم وأحرقت فيها ممتلكات عامة وخاصة وتطور الوضع بحيث أصبح للكل إصبعا به ولم يعد شأنا سوريا خالصا، ولكن يبقى هذا البيان من وجهة نظري وطنيا ومخلصا وموضوعياً لأبعد الحدود وكنت سأندم كثيرا لو لم أوقع عليه.

صحيح أن الأحداث قد تجاوزته، لأن أحدا لم يصغ إليه، وأصبح مجرد وثيقة من وثائق الماضي القريب، ولكن عنوانه أصبح مصطلحا سياسيا يستخدمه الموالون والمعارضون. "تحت سقف الوطن" إنه شعار لكل وطني يغار على سوريا يأبى أن يكون جزءا من المؤامرة عليها قاصدا أو غافيا، ويومها وفي تعليقي عن البيان لفضائية ال BBC قلت إننا نريد أن نقفز ولكن ليس إلى المجهول. وكنت أعني بالمجهول ما نعيشه هذه الأيام من بغض طائفي ودعوات للتدخل الأجنبي ورصاص يصم صوته الآذان متفوقا على أي صوت للعقل. إذا نحن اليوم لسنا تحت سقف الوطن، وموقع جهينة بسلوكه الرخيص ليس تحت سقف الوطن، وإنما تحت سقف المؤامرة التي يتحدثون عنها وهي وأد أي مؤشر لحوار وطني يؤدي إلى التغيير السلمي.

بعدها كان لي الشرف أن أكون واحدا من الموقعين على بيان المبادرة الوطنية السورية و بياناتها اللاحقة و التي تصر أنه لابد من الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الحل الأمني مقدمة لحوار ينبذ العنف بكل أشكاله كي ننتقل إلى سوريا الديمقراطية التي تتسع للجميع كي يشارك في مستقبلها السياسي ويطلق إمكانات شعبها و يستفيد من خيرها بالعدل ويحافظ على دورها القومي في مقاومة المشروع الصهيوني وتحرير الأراضي المحتلة، وعندما نقول تتسع للجميع نقصد أحزابا وأديانا وقوميات ومذاهب. وبناء على هذه المبادرة كان لنا لقاء مع رئيس الجمهورية استمر لثلاث ساعات عبرنا فيه عن رأينا وقلنا لا بد أن يكون هناك دستورا جديدا تعددياً مدنيا يضمن حرية الأحزاب والإعلام ويفتح الطريق أما مشاركة كافة أطياف المجتمع السوري في صنع مستقبل سوريا. هذا البلد العظيم الذي تلطخت سمعته بفعل أشخاص ك(فاديا جبريل) وموقعها الإلكتروني البائس.

سهل جدا أن ننحط إلى لغة الشتيمة والتخوين كما فعلت أيتها السيدة فاديا جبريل و تلذذت بنشر كل تلك التهديدات و التعليقات البذيئة - التي لم تخدش حياءك كامرأة- دون غيرها اتجاهي، على أنها تعبيرات عن حس وطني لأشخاص وطنيين. لكن ما لا يدركه أمثالك أن المواطن السوري لن يقصد موقعك الإلكتروني كي يأخذ شهادة بالوطنية و أنه من الصعب جدا عليك وعلى أمثالك من التخوينيين أن تنالوا من سمعة ووطنية أناس مثلي كانوا على الدوام مخلصين لما يقولون ويفعلون.

الأصعب والأهم من ذلك هو أن نكون شجعانا وعميقي البصيرة في إيجاد مخرج لأزمتنا يجنبنا الحرب الطائفية و التدخل الخارجي ويحافظ على سوريا وكيانها الذي صنعه الإنسان السوري على مدى آلاف السنين.

أنا لم أخف يوما على الرأي العام أنني مؤيد للحراك السلمي الذي يقوم به أهلي في سوريا، كما لم أخف يوما تأييدي للمشروع الإصلاحي الذي تحدث عنه الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم و في لقاءاته الصحفية أو في لقاءاته الشخصية التي كنت في عدد منها. لم أخف ذلك لا أمام الرأي العام و لا أمام الرئيس نفسه أو أي من رجال السلطة اللذين قابلتهم و لم أكترث يوما بافتراء بعض المعارضين - اللذين لا يقلون افتراء عنك- على أنني رجل السلطة لأنه لا يضيرني ذلك إذا كانت السلطة ستقدم الخير لي ولأهلي وتجعل من سوريا بلدا ديمقراطياً عصريا وكذلك سأعارضها علنا إن لم تفعل ذلك. وكذلك لن أكترث اليوم لكذبك و افترائك عندما تعتقدين أنت وعصابتك أنني بعت نفسي للبترودولار.

أنا بعت نفسي نعم. ولكن لبلدي وابني وزوجتي وأهلي وأصدقائي وشعبي اللذين أحبهم وأشكرهم لأنهم هم من صنعني و هم من أريد أن أرد له الجميل.

وعليه فقد راجعت نفسي واكتشفت أنني مخطئ بعودتي إلى القاهرة وبقائي فيها حفاظا على سلامتي الشخصية التي قد تنتهك بفعل مقالك الكاذب وقررت أن لا أحضر زوجتي وابني إلى مصر التي أحبها كما أحب بلدي سوريا، وأحملك ومن وراءك المسؤولية الأخلاقية والقانونية في حال تعرضت حياتي لأي أذًى. قررت أن أعود إلى وطني، لأن سوريا وطن لأمثالي وليست لأمثالك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.