جاء عيد الأضحى المبارك هذا العام حاملا معه فرحة كبيرة للعديد من أهالى الأسرى المحررين، إلا أنه فى الوقت نفسه جدد أحزان أهالى الأسيرات اللاتى مازالن يقبعن فى السجون الإسرائيلية وخاصة أسيرات عرب الداخل اللاتى تعتبرهن سلطات الاحتلال إسرائيليات، وهو ما يفاقم من أزمتهن ويجعلهن تحت رحمة إسرائيل تقرر مصيرهن كيفما تشاء. وقالت أم أمجد والدة الأسيرة ورود قاسم - لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى رام الله - "إننا لم نشعر بطعم العيد لأن ابنتى وأسرى وأسيرات آخرين مازالوا موجودين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى". وأضافت "إننا شعرنا بعد خروج الأسيرات السبع والعشرين وعدم خروج التسع الأخريات بصدمة كبيرة..خاصة وأننا قمنا بتزيين السيارات بعد الإعلان عن الصفقة لاستقبال ورود وقمنا بحجز قاعة للاحتفالات .. كما جاءنا المهنئون ..إلا أننا بعد ذلك أصيبنا بصاعقة مدوية، وبات المهنئون يواسوننا مرة أخرى".
وتابعت "زرت ورود يوم الثلاثاء الماضى فى السجن، إلا أننى ولأول مرة أجدها تبكى بعد الصفقة، لأن هناك أسيرات عزيزات على قلبها خرجن وباتت وحدها فى سجن الداموان بعد خروج 16 أسيرة". وبعبارات يملؤها الأسى قالت الأم "ابنتى فقدت عشرة كيلوجرامات من وزنها بسبب الحزن على فراق صديقاتها .. إلا أننا ندعو الله بأن يفرج همهم جميعا ويخرج جميع الأسرى والأسيرات الباقين فى السجون الإسرائيلية".
والأسيرة ورود ماهر قاسم (25 عاما) من مواليد طيرة بنى مصعب بالمثلث الجنوبى فى الأراضى المحتلة عام 48، واعتقلت فى أكتوبر 2006، وتقضى حكما بالسجن لمدة 6 سنوات بتهمة التخطيط لنسف وتفجير مطعم للمكرونة بمدينة رعنانا. وتعتبر بنظر القضاة والمدعى العام الإسرائيلى خطيرة جدا لأنها تحمل الجنسية الاسرائيلية وتشكل خطرا على الدولة بعد خروجها من الأسر.. وذالك بحكم أنها تستطيع أن تتجول بكل حرية داخل الخط الأخضر.
وتعانى ورود من أمراض العظام خاصة فى مفاصلها، وكانت قد تقدمت لإدارة السجن المتواجدة فيه بالعديد من الطلبات بنقلها إلى المستشفى للعلاج لكن دون أى نتيجة تذكر، ومازالت حتى اليوم تعانى من هذا الإهمال المتعمد بحقها.
وقال عبدالله أبوعياش (عيلوط - الناصرة) شقيق الأسيرة خديجة "إن هذا العيد يعتبر أصعب عيد علينا فى فترة الأسر، لأننا هيأنا أنفسنا منذ الإعلان عن صفقة التبادل على أن خديجة ستكون معنا لتدخل السرور على قلب أمها خاصة وأن والدها توفى فى شهر يوليو الماضى ولم تستطع حتى الاتصال به فى أيامه الأخيرة".
وأضاف أبوعياش - لموفدة الوكالة - طالبنا وحاولنا مرارا كثيرة أن تسمح إدارة السجن لخديجة (41 عاما) والمحكومة بثلاث سنوات وتسعة شهور الاتصال بوالدها المريض فى أيامه الأخيرة إلا أنها رفضت حيث وافته المنية فى 30 يوليو الماضى.
وتابع "أمى تشعر بأسى شديد لأن خديجة لم تشملها الصفقة خاصة وأننا سمعنا وفقا لمصادر فلسطينية مسئولة بأنه سيتم تبييض كافة السجون من الأسيرات وهو ما جعلنا نتأهب فى أية لحظة بالإعلان عن خروجها من السجون لتكون بيننا فى العيد"..مشيرا إلى أن جميع إخوانها كانوا ممنوعين من زيارتها فى السجن لأنهم سجناء سياسيون كما أن زوجها لم يستطع زيارتها.
أما لميس جربونى أخت الأسيرة لينا المعتقلة منذ تسع سنوات والمحكوم عليها ب 17 سنة، فقالت - لموفدة الوكالة - "إن العيد لم يأت بيتنا منذ عشر سنوات .. ولم نشعر بالفرحة إلا أننا فى الوقت ذاته فرحون للأسرى والأسيرات المحررين". وأضافت لميس "إننا كنا اليوم فى زيارة للينا فى السجون الإسرائيلية وهى حزينة جدا، نظرا لعدم اشتمال اسمها ضمن صفقة الأسرى المحررين .. إلا أن فرج الله القريب".
ولينا أحمد صالح جربونى (37 عاما) من قرية عرابة بالجليل داخل مناطق 48 تقضى حكما بالسجن 17 عاما قضت منها 10 سنوات، واعتقلت فى 18 أبريل عام 2002 بتهمة مساعدة المجاهدين فى تزوير بطاقات هوية إسرائيلية لتسهيل وصول الاستشهاديين إلى هدفهم فى العمق الاسرائيلى والبحث عن شقق للإيجار ليتحصنوا فيها قبل انطلاقهم نحو أهدافهم.