أثارت تصريحات رئيس اتحاد مستوردى اللحوم المهندس سمير سويلم حول الساركوسيست «طفيل الساركوسيست» الذى يوجد فى كثير من رسائل اللحوم المستوردة خاصة من الهند انتقادات خبراء وأساتذة الرقابة على الغذاء، ففى الوقت الذى يرى فيه «سويلم» ان الساركوسيست غير ضار بصحة المستهلك، يؤكد الخبراء انه كلام غير علمى ويستهدف فقط الدفاع عن مصالح مستوردى اللحوم على حساب المستهلك وكان سويلم الذى اعلن قبل اسابيع عن كيان جديد يضم مستوردى اللحوم قد اكد ان الساركوسيست مجرد طفيل موجود فى جميع أنواع اللحوم بما فيها اللحوم البلدية المتداولة فى مصر وقال انه عبارة عن حويصلة مائية لا تسبب ضررا للإنسان بحسب ما أكدته لجنة سلامة الاغذية بوزارة الصحة بعد شهر كامل من الفحص وقال سويلم ان رفض رسائل اللحوم فى مصر لا يعنى أنها غير صالحة للاستهلاك لأن المواصفات العالمية تختلف من دولة لاخرى فعندما ترفض رسالة فى مصر يتم تصديرها لدولة اخرى وبحسب سويلم فإن استيراد اللحوم الفاسدة فى الصحف فقط وليس فى الواقع «فلم نسمع عن احد مات أو مرض من لحوم فاسدة» ووفقا لمحمد رجب رئيس شركة استيراد وتصدير بمجموعة أولاد رجب وشاكر حمزة استشارى استيراد فإن وزارة الزراعة عادت إلى تفعيل مواصفة الساركوسيست بعد الثورة بعد ان كانت هيئة الخدمات البيطرية بالوزارة قد اكدت العام الماضى عدم ضرره على صحة الإنسان وهو ما أدى إلى تراجع واردات اللحوم المجمدة خلال الفترة الاخيرة بعد توقف المستوردين عن الاستيراد من الهند التى تمد مصر بنحو 60% من وارداتها من اللحوم المجمدة وذلك إثر رفض رسائل كثيرة وفى رده على دعاوى اتحاد مستوردى اللحوم حول الساركوسيست يؤكد الدكتور فتحى النواوى استاذ الرقابة الصحية على اللحوم ورئيس الجمعية المصرية لمراقبة الاغذية وحماية المستهلك على ان القواعد العامة المتبعة فى الكشف عن اللحوم تلزم بضرورة الكشف عن الحيوانات قبل وبعد الذبح للتاكد من ان الذبيحة خالية من اى مرض قد يؤثر على صحة الانسان او على جودة اللحوم مشيرا إلى ان طفيل الساركوسيست ينقسم إلى نوعين الاول حجمه دقيق ولا يرى الا بالميكرسكوب بينما يرى الثانى بالعين المجردة وفى حالة الاصابة الشديدة بالطفيل يتم اعدام الذبيحة وفقا للقانون اما فى حالة وجود اصابة خفيفة يتم اعدام الاجزاء المصابة فقط بينما تعالج الاجزاء الاخرى بالتجميد واذا لم تتوافر آلية للتجميد وتعذر ازالة الاجزاء المصابة يتم اعدام الذبيحة ومعنى ذلك ان هذا الطفيل قد يضر بصحة الانسان وهو مسجل علميا فى الولاياتالمتحدةالامريكية والفلبين وماليزيا كما انه يسبب حساسية لبعض المستهلكين اذا ما استخدمت اللحوم المصابة به فى مصنعات اللحوم فضلا عن انه يؤثر على جودة اللحوم، ويشير النواوى إلى ان الاصابة بالساركوسيست عادة ما تكون فى الحيوانات كبيرة السن، رديئة الجودة التى يقدم المستوردون المصريون على استيرادها لرخص اسعارها وقد اعترف مصدرون هنود بان المستورد المصرى يبحث عن الارخص، وبينما يقول رئيس اتحاد مستوردى اللحوم ان الدول الاوربية لا تقيس «الدايوكسين» فى الاغذية وانما فى الهواء والماء منتقدا المواصفة المصرية التى صدرت مؤخرا بخصوص الدايوكسين، يؤكد النواوى ضرورة فحص الدايوكسين فى الغذاء لحمايته من التلوث البيئى وذلك لما للدايوكسين من مخاطر كيمائية تشمل 12 مادة ممكن تؤدى إلى تسمم الإنسان، مشيرا إلى ان ألمانيا اعدمت مؤخرا نحو 150 ألف طن علف بعد اكتشاف مادة الدايوكسين فى الدهون المستخدمة فى انتاج العلف كما تم اعدام الدواجن والخنازير التى تناولت هذا العلف بعد ان اصبحت مصدرا للدايوكسين، ويطالب النواوى بمزيد من الرقابة على الغذاء لحماية صحة المصريين.
وبحسب الدكتور عادل سعودى استاذ الرقابة على الاغذية فان الساركوسيست لا يمكن السماح به من باب انه لا يضر الإنسان، مشيرا إلى ان طفيل «الفاشيولا» الذى قد يوجد فى كبد الجاموس لا يضر بالانسان بشكل مباشر لكنه غير مسموح به وتعدم اللحوم فى حالة الاصابة به لانه يخلف سموم قد تسبب الضرر ويعلل عبدالصبور تغير مواقف وزارة الزراعة من هذا الطفيل قبل وبعد الثورة بأن الوزارة تسير مع الموجة وتخضع لضغوط المستوردين تارة وضغوط الرأى العام تارة اخرى مشيرا إلى ان المصدر المصرى يلتزم بمنتهى الدقة بمواصفات الدولة التى يصدر اليها بينما المستورد يحاول الالتفاف على المواصفات المصرية من خلال لجان التظلمات وغيرها.
أما الدكتور حسين منصور رئيس وحدة جهاز سلامة الغذاء فيقول حتى لو لم يكن الساركوسيست مضرا فيكفى انه شىء مقزز.