«إذا كنت أضمن إن عزرائيل جاى بكرة وإن القيامة هاتقوم كنت سأقود الدعوة لإسقاط ديون مصر، ولكن من الذى يضمن حدوث هذا الأمر»، بهذه الجملة أوضح وزير المالية نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية، حازم الببلاوى، تحفظه على فكرة إسقاط ديون مصر فى اليوم العالمى لإسقاط الديون، معتبرا أن الدعوة لهذا الأمر «ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب»، بحسب تعبيره. فتبعا لوزير المالية، «مجرد أن تصل دول العالم رسالة مفادها أن مصر لا ترغب فى سداد ما عليها فإن هذه الدول ومؤسساتها ستفكر ألف مرة قبل أن تتعامل معنا مرة أخرى فى المستقبل» وستهز ثقتهم فينا، ولذلك فإن تحفظى على فكرة إسقاط ديون مصر «ليس من منطلق أخلاقى ولكن من منطلق نفعى وعملى بحت». وقال وزير المالية إنه عرف بمسألة أن بريطانيا طلبت من مصر سداد ديون مستحقة عليها تفوق مائة مليون جنيه إسترلينى (160 مليون دولار) استدانتها إبان حكم الرئيس السابق حسنى مبارك لتمويل صفقات شراء أسلحة من خلال وسائل الإعلام. وفى المقابل رحب نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الاقتصادية، السفير خالد عمارة، بهذه الدعوة، وبالرغم من أنه مقتنع بأنه «على الدول الصديقة أن تقف بجانبنا وتسقط الديون فى الدول التى كان يستشرى بها الفساد مثل مصر» إلا أنه يرى أن «فكرة إسقاط الديون غير مطروحة وصعبة التحقيق، ويمكن الاكتفاء بالمبادلة»، بحسب تعبيره، مبررا ذلك بأن «الظروف الاقتصادية حاليا غير مواتية لإسقاط الديون».
ولا يوافق عمارة على فكرة أن إسقاط الديون قد يحمل رسالة سلبية عن مصر للعالم الخارجى، «هذا الأمر يصح عندما تكون مصر غير قادرة على سداد الديون، ولكن هذه ليست الحالة». وأكد عمارة أن أمريكا مازالت على استعداد تام لمبادلة مليار دولار من ديون مصر بمشروعات تنموية، وأن ظروفها الاقتصادية الصعبة التى تمر بها حاليا لم تجعلها تتراجع عن هذا الأمر، وأشار إلى أن «وزارة التعاون الدولى تقوم حاليا بوضع الجدول الزمنى للمشروعات التى سيتم استبدال الديون بها وأولويات المشاريع التى تحتاجها البلاد على أن تقدم تصورها للإدارة الأمريكية فى أقرب وقت ممكن»، موضحا أن فكرة إسقاط ديوننا لأمريكا لم تكن مطروحة على الإطلاق سواء من الجانب المصرى أو الأمريكى.
