«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دريد لحام: الفيسبوك منبر للتواصل الكاذب
نشر في الشروق الجديد يوم 31 - 10 - 2011

أعرب الفنان السوري الكبير دريد لحاّم عن مخاوفه من أن يتحول ما يسمى بالربيع العربي إلى "خريف"، وبدا قلقاً على بلده سورية، واستغرب الانتقادات التي طالته مؤخراً بسبب موقفه إزاء ما يجري في العالم العربي.

وقال الفنان دريد لحام في مقابلةٍ ل CNN بالعربية: "إن شعبنا ميّال لتناسي تاريخه وسيرِ مبدعيه"..لحّام الذي بدأ بالتعافي من عارض صحي ألم به مؤخراً، لايفكر في كتابة سيرته الذاتية حالياً، ويرى أن الفنان اللبناني جورج خبّاز الأكثر شبهاً به.



- بدايةً نريد الاطمئنان عن صحتكم .. سمعنا أنكم خضعتم لعمل جراحي في العين؟
"شكراً لكم.. الأمر لا يتعدى عارض صحي أصابني في العين، والأمور تسير نحو الأفضل والحمد لله."


- ما هي الأصداء التي لمستها عن شخصية (بونمر) في مسلسل (الخربة)؟
"المقربون منك عادةً لا يبدون سوى الأًصداء الإيجابية، سمعت كلاماً طيباً عن هذا الدور، لكنني لم أتبين حقيقة الأمر بعد من الجمهور، وإن كنت بشكلٍ عام أعتقد أن مسلسل (الخربة) ترك انطباعاً جيداً لدى المشاهدين، وهذا لا يخص شخصيةً بعينها، فالعمل إما أن يكون ناجحاً ككل، أو لا يحظى بالنجاح، وإذا وجد المشاهدون أنه جيد، فالكلام ينطبق على كافة الشخصيات."


- هل طوى دريد لحام صفحة (غوّار الطوشة) تماماً في هذا العمل؟
"بالتأكيد لا.. يبقى لهذه الشخصية حضورها القوي في نفسي، وفي ذاكرة الجمهور العربي عموماً، ويمكن أن أستعيدها في أي وقت حينما أجد عملاً ملائماً لهذه الشخصية، وهذا لا يعني أن أقحمها في غير مكانها، خاصةً أنها لا زالت محببة من قبل الناس."


- إلى أي مدى بدت أفلام مثل (الحدود) و(التقرير) ومسرحيات مثل (كاسك ياوطن) سابقةً لعصرها.. بقدر ما هي معاصرة الآن؟
"حينما تمعن النظر بصدق فيما يدور حولك، يمكنك استكشاف المستقبل بسهولة، والمهم هنا أن تكون نظرتك صادقة للحاضر الذي تعيشه، بعيداً عن التزييف، شأنك في ذلك شأن المتنبئ الجوي.. كل تلك الأعمال التي ذكرتها كانت عبارة عن نظرة صادقة للواقع في حينه، لذلك كانت شديدة الحساسية في رسم ملامح المستقبل."


- يمكن أن ينطبق هذا الكلام على مسرحية (السقوط) التي قدمتموها مؤخراً في العاصمة القطرية مطلع العام 2011؟
"بالتأكيد هذا الكلام ينطبق على مسرحية السقوط، خاصةّ أنها تلامس معظم المصائب التي نعانيها في عالمنا العربي، وعانينا منها لأجيال، وتسعى لتجسيدها على المسرح، لكنها في ذات الوقت تدعو إلى التفاؤل، فيما لو عادت الشعوب والأنظمة للتمسك بتاريخها، وتراثها، وأحسنت قراءة مستقبلها. ولذلك، ورغم سوداوية المسرحية، ختمناها بنوع من التفاؤل عبر استعادة الأغنية الشهيرة للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ؛ (بحلف بسماها وترابها)، وصولاً إلى المقطع القائل؛ (ما تغيب الشمس العربية)."


- وهل ما زال حلم الوحدة العربية قائماً في مواجهة قلقنا اليوم من إعادة تجزئة ما هو مجزأ أصلاً؟
"ليس المهم أن تزول العواصم والزعامات حتى تتحقق الوحدة العربية بمفهومها الطوباوي، الأهم أن تمحى الخلافات من العقول، وتصفوا القلوب، وصولاً إلى رأي واحد، ونوايا موحدة تجاه القضايا التي تتهدد مستقبل هذه الأمة بالخطر."


- أما زال لديكم أمل في هذا الاتجاه؟
"الأمل في الشباب.. يبدو أننا اتكأنا كثيراً على الأجيال الماضية، وعولنا عليها أكثر من اللازم، بما عانته من تردد وضيق في الرؤية، وأعتقد أنه آن الأوان لأن يأخذ الشباب دورهم، وأثق بقدرتهم على القيام بالكثير من الأشياء التي عجزنا عن فعلها."


- من أين أتى دريد لحّام بهذه القدرة على استقراء ما يجري في العالم العربي؟
"كما قلت لك، المتنبئ الجوي يستطيع التنبؤ بحالة الطقس في الأيام المقبلة استناداً لما يتوفر لديه من معلومات عن حالة الجو اليوم، وربما لا تصح توقعاته إلى حد التطابق 100%، لكن على الأقل هناك احتمالات حول صحة معطياته. وبنظرةٍ صادقة للحظة الراهنة، يمكن أن نتنبأ بالمستقبل بكل سهولة، فمثلاً في مسرحية (كاسك ياوطن) قدمنا مشهداً عن أب يبيع أولاده، ووقتها هوجمنا كثيراً في الصحافة العربية، واتهمنا بالنظرة القاسية للواقع، وبعد سنة أو سنتين من عرض المسرحية قرأنا أخباراً في الجرائد عن عائلات تعرض أولادها للبيع... ألم تكن نظرتنا للواقع صادقةً إذاً في حينها؟"


- هل القراءة التي قدمتها للواقع العربي الراهن في مسرحية (السقوط) تحرم هذه المسرحية من فرصة العرض اليوم على مسارح دمشق وعمان والقاهرة؟
"ليس هذا هو الإشكال الحقيقي، نحن قلنا في تلك المسرحية كلمة حق، لم نخف فيها لومة لائم، فكما يقولون: (صديقك من صدقك)، لكن الظرف الأمني الحالي في العديد من العواصم العربية يحول دون استئناف عرضها في هذه المرحلة، ونتمنى أن تعود الأمور للاستقرار لكي نتمكن من عرض المسرحية في أكثر من مكان في العالم، لأن الفن يحتاج إلى حالة مستقرة نوعاً ما."


- ماذا لو عرضت مسرحية (السقوط) في دمشق اليوم؟
"لا أعتقد أن عرضها سيختلف عن أي بلدٍ آخر، كما قلت سابقاً هذا العرض لا يتعدى كونه كلمة صادقة، وهو بالمناسبة عبارة عن مجموعة مشاهد مسرحية، كل مشهد يتحدث عن الأخطاء التي يقع فيها عالمنا العربي، نتيجة تراكم ممارسات المسؤولين الكبار الخاطئة، وأقصد بذلك الكبار في المناصب، وليس في القدر، ولو كانوا على مستوى مراكزهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه في هذه المرحلة."


- هل تتفق مع الرأي القائل بأن دريد لحام هو أصرح ما يكون حينما يعتلي خشبة المسرح؟
"ليس في المسرح فقط، وإنما في كل مكان، في مقابلاتي الإذاعية والتلفزيونية، والصحفية، دائماً أسعى إلى تناسي الشرطي أو الرقيب الذي بداخلي، وأحاول أن أتحدث عن كل ما أحس به، وأراه متوافقاً مع مصلحة وطني، دون أن أخشى أحد."


- هل قال دريد لحام على لسان (بونمر) ما لم يقله في برامج الحوارات السياسية التي حاولت أن تستدرج منك موقفاً ما إزاء ما يحدث في سورية؟
"مسلسل (الخربة) يزخر بالتلميحات السياسية التي تستفيد من اللحظة الراهنة، وكل ما قيل في المسلسل على لسان مختلف شخصياته مرتبط بما يحدث، فالكاتب ممدوح حمادة، بلا شك كاتب ذكي، ومتفوق جداً، ولهذا السبب بدا هذا العمل معاصراً جداً."


- ما رأيك فيما يسمى بالربيع العربي؟
"أرجو من الله أن لا يكون خريفاً."


- إلى أين يقودك إحساسك بعد هذه التجربة الطويلة؟
"حينما يكون الحوار بالبندقية، والمدفع، لا يمكن أن نعتبره حواراً وإنما دمار، والربيع ليس ربيعاً، بل خريفا، وذلك عندما لا تتوفر الرؤية الواضحة للمستقبل، كما هو حال العديد من البلدان العربية في هذه المرحلة، لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو، نسقط الأنظمة ثم نفكر بما سيأتي لاحقاً، كما حصل في كلٍ من مصر وتونس وليبيا، أعتقد أن تلك البلدان ذاهبة إلى المجهول."


- هل نعاني حالياً التخمة من كثرة المفكرين العرب؟
"ليس من كثرة المفكرين العرب، وإنما من أولئك الذين يطلق عليهم الإعلام صفة مفكرين، ممن تم تكريسهم لأنهم ينطقون بما يتفق مع وجهة نظر هذه الوسيلة الإعلامية.. أو تلك.. وهم في الحقيقة لا يمتون لهذه الصفة بصلة."


- ألهذا السبب قلت إنك سترجع للدراسة في الجامعة لكي تصبح مفكراً؟
"ليس بالضرورة أن تحمل الشهادات حتى تصبح مفكراً، المسألة لا تتعدى كونها مسألة ثقافة ومعرفة بالحياة. أمي أنا لم تكن تجيد القراءة والكتابة، ولكنني كنت أرى فيها أهم مثقفة في العالم، بسبب فهمها لمتطلبات الحياة رغم كونها شبه أميّة. الثقافة لا تدرس في الجامعات، وإنما يتم اكتسابها من خلال معرفتك بماضيك، وتراثك، وحاضرك، فإذا ما اكتسبت هذه المعرفة ووظفتها في سبيل مصلحة وطنك، أو بيتك على الأقل تصبح مثقفاً بالمعنى العملي للكلمة، عبر استفادتك مما قرأت، وسمعت، وراكمت من معارف الاستفادة من كل تلك المفردات الحياتية، وإلا كنت(كما الحمار يحمل أسفاراً)، هذا بالإضافة إلى ضرورة عدم الانغلاق على ما تحمله من أفكار، عبر إفساح المجال للاستماع والتفكير بما يقوله الآخرون."


- كيف تنظر إلى الفيسبوك؟ هل تتعامل معه؛ باعتبارك وصفت منتقديك مؤخراً بصبية الفيسبوك؟
"لا اعرف استخدام الكمبيوتر بالأصل، ولا أحب ما أطلقوا عليه اسم وسيلة التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، وبدا لي أنه تسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية، على عكس ما يروّج له، فهناك الكثير ممن اتخذوا منه منبراً للتباهي، وآخرون استخدموه وسيلة عصرية للكذب، والتلفيق، والأذى وترويج الشائعات، والناس بطبيعتها تميلُ لتصديق الشر، وحينما يكون هناك مجال للتصحيح يكون قد فات الأوان. أنا لا أقراً ما ينشر على (الفيسبوك) هذا لكنني سمعت ما كتب عني، واعتقد أن هذا الموقع ليس إلا منبراً للتواصل الكاذب، وسامحهم الله على كل حال."


- لماذا تهاجم قامات بحجم دريد لحام ومنى واصف من بعض السوريين، رغم أنكم شكلتم علامات فارقة في تاريخ هذا البلد؟
"يبدو أن شعبنا ميّال للنسيان، أو تناسي تاريخه، وسير مبدعيه، ولا أعتقد أنني أو السيدة منى المستهدفين الوحيدين فقط، بل ربما يكون المطلوب هو تهميش سورية، عبر الإساءة إلى رموزها الفنيّة والثقافية. أنا لم أر بلداً في العالم يهاجم فيه الفنّان بسبب رأيه السياسي، أو موقفه الوطني، يحق لهم أن ينتقدونا على مستوى الأداء فيما نقدمه في مجال الفن، أما أن نهاجم بسبب رأي لا يعجب هذا الطرف أو ذاك، فهذا أمر مستغرب، ويحيلنا إلى سؤالٍ في غاية الأهمية، هل نحن كشعب مؤهلون للديمقراطية؟ أم لا؟ أنا أعتقد أننا لسنا مؤهلين لذلك بعد، لأنك حينما تشتمني بسبب كون رأيي مخالفاً لرأيك، فهذا معناه أنك لست مستعداً لسماع الرأي الآخر، وهذا يعني أنك غير ديمقراطي."


- ألا يعكس هذا الهجوم حالة من الانقسام في المجتمع السوري خلال هذه المرحلة، حتى حول الرموز التي كرّسها على مدى سنوات؟
"بالتأكيد.. إذ لا أعتقد أن هذا الشعب بإمكانه تناسي مسيرة فنية قدمنا خلالها على مدى عقود عشرات الأعمال الحاضرة في أذهان الكثير من الأجيال، وتقدم في العديد من العروض الاستعادية، وما زالت تقابل بالاحتفاء الجماهيري.. وأرى من المعيب أن نُشتم ويتم تجاهل تاريخنا ومواقفنا الوطنية بهذه الطريقة."


- بالعودة إلى دريد لحام الإنسان: من هم أصدقاؤك اليوم؟
"أولادي، وأحفادي."


- الكل في هذه الأيام يقرأ الماغوط، ويقولون بإنه أكثر ما كتب لهذا الزمن.. إلى أي حد تفتقد اليوم إلى هذا الصديق، أو الشريك اللدود (إن صح التعبير)؟
"افتقد إليه دائماً.. رحمه الله.. الماغوط بدون شك كاتب كبير، وشاعر أكثر من كونه كاتب، وإذا لم ينصفه الحاضر كما يجب، فسينصفه المستقبل بالتأكيد، ولهذا تبقى الأعمال التي قدمناها سويةً مصدر فخرٍ كبير بالنسبة لي، وحققنا فيها نجاحاتٍ كبيرة لا زالت أصداؤها تتردد اليوم. لذلك حينما توقفنا عن التعاون فيما بيننا بسبب سوء تفاهم لا مجال لذكره حالياً؛ لم ينجح كلانا، فأنا لم أحقق النجاح المتوقع في مسرحية (صانع المطر) التي قدمتها بدونه، ولم تلق مسرحية (خارج السرب) التي كتبها منفرداً نفس النجاح لأعمالنا المشتركة. أصح ما يمكن قوله إننا مثلنا في مرحلةٍ من المراحل ورشة عمل متكاملة."


- ما المؤلفات التي تنصح بإعادة قراءتها في هذه المرحلة للماغوط؟
"معظم ما كتبه الماغوط ينطبق على الحالة العربية الراهنة، وله الكثير من الأعمال التي ينبغي إعادة قراءتها في هذه المرحلة كال(العصفور الأحدب)، والعديد من الأعمال الشعرية والنثرية والمسرحية، أو على الأقل كتاب (سأخون وطني) وهو عبارة عن مجموعة مقالات الماغوط السياسية التي كتبها في الصحف المحلية والعربية، والتي لم تلق الاحتفاء اللازم وقت نشرها، وينبغي أن تقرأ اليوم بنوعٍ من التمعن، وليس بقصد الابتسامة من طريقة الراحل الساخرة في الكتابة.. محمد الماغوط لم يكتب ليضحكنا فقط، وعلينا أن نتعامل مع ما كتبه بجديّة أكبر، وأذكر أنني قلت ذات مرة لأحد الوزراء العرب: (لماذا تظنون أننا نسعى لإضحاككم فيما نقدمه من أعمال؟ نحن نقدم لكم تقارير صادقة عما يحدث في العالم العربي، وليس بقصد التسلية)."


- على ماذا يخاف دريد لحام؟
"على سورية."


- وما هو مصدر قلقكم بشكل أساسي على سورية؟
"من الجانب المادي الذي أصبح الأكثر حضوراً وقوةً في المشهد الراهن، أكثر من الانتماء لأي شيء.. مما يدفعنا للخوف على بلادنا من ضعاف النفوس الذين يمكن أن يغيروا انتماؤهم بسهولة بسبب طموحاتهم المادية."


- هل تفكر بكتابة مذكراتك؟
"ليس بعد.. رغم إلحاح الكثير من حولي على هذا الموضوع، ولا أرى أن الأمر ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لي."


- هل يمكن أن تتخيل مسلسلاً للسيرة الذاتية عن دريد لحام؟
"بالتأكيد ليس في هذا التوقيت، واعتقد أنه من الخطأ التفكير في تناول السير الذاتية لشخصيات لم يمض زمن كبير على رحليها عن الحياة فسر نجاح مسلسلي (أسمهان) و(أم كلثوم) أنهما نفذا بعد سنوات طويلة من رحيلهما، مما أفسح المجال للكثير من الأجيال التي لا تعرف عنهما الكثير الدخول في عوالمهما دون أن تكون صورتهما الذهنية حاضرة في الذاكرة. وعلى العكس من ذلك، فرغم النوايا الطيبة في تقديم مسلسل (في حضرة الغياب) الذي تناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، كان من الخطأ تجسيد شخصيته في هذه المرحلة، خاصة أنه مازال حاضراً في ذاكرة الكثير من الأجيال الشابة التي عاصرته واحتفت بإبداعه على مدى سنوات. والأمر ينطبق على مسلسل (الشحرورة) الذي تناول حياة الفنانة اللبنانية الكبيرة صباح، ربما لو انتظرنا جيلين أو ثلاثة أجيال على رحيلهما، لاكتسب العملين قيمة أكبر."


- لو فرضنا أن مسلسلاً يتناول السيرة الذاتية لدريد لحام سيتم إنتاجه قريباً، من ترشح لتجسيد شخصية دريد من الفنانين المعاصرين؟
"دعنا أولاً أن نوضح قضية في غاية الأهمية، حينما تريد تقديم مسلسل للسيرة الذاتية عن شخصية ما، هل سترشح ممثلاً يشبهه من الناحية الشكلية ليتقمص شخصيته، أم تريد أن تضيء على تاريخه وفنه وإبداعه، وسماته الإنسانية؟ أعتقد أن من يبني مسلسل السيرة الذاتية على الفرضية الأولى يكون قد وقع في خطأ كبير، لأن هذا الأمر سيفتح مجالاتٍ للمقارنة ليست في صالح الممثل الذي تم اختياره، ولا في صالح الشخصية المراد تناول سيرتها. وبالعودة لدريد لحّام أعتقد أن أكثر ممثل يشبهني شكلاً ومضموناً هو الفنان اللبناني جورج خباز، ونفكر جدياً منذ زمن في تقديم عملٍ مشترك."


- وهل سيطال مشروع العمل المشترك مع جورج خباز سلسلة من التأجيلات، كما حدث مع عمل قيل إنه سيجمعك مع الفنان المصري عادل إمام منذ العام 1984، ولم يتحقق حتى الآن؟
"أعتقد أن نية مشروع مشترك مع الصديق جورج خباز أكثر جدية."


-الأستاذ دريد لحّام في ختام هذا اللقاء دعنا نستعير بعض عناوين أعمالكم الشهيرة: لمن تقول في هذه الأيام: صح النوم، وحمام الهنا... ومع من ترفع كأس الوطن؟
"ما من أحد سأقول له (صح النوم) اليوم؛ مو ليصحوا بالأول، وأقول (حمّام الهنا)؛ لكل الساكنين في الصحراء، وأرجو من الله أن يستمتعوا بنعمة الماء قريباً، وسأرفع (كأس الوطن) مع كل من يصغون للرأي والرأي الآخر، دون أن يعتبروا أن رأيهم هو الصحيح، ورأي الآخرين هو الخطأ."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.