سخرت كبرى الصحف العبرية، اليوم الأحد، من نظام القبة الحديدية التي روّجت لها إسرائيل لمدة عامين كاملين، وإنها قادرة على اعتراض الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة، وفي هذا الإطار كتبت صحيفة يديعوت احرونوت عنوانا كبيرا ملونا على صفحتين ( الصفحة الرابعة والخامسة ) تقول: القبة نائمة. فيما استهزأت صحيفة هاآرتس من ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن عملية الاغتيال التي تمت لقادة سرايا القدس بسبب نيتهم قصف صواريخ على الكيان.
وقالت الصحيفة إن عملية الاغتيال تمت في معسكر تدريب مفتوح للجهاد الإسلامي في مستوطنة سابقة لا يستخدم في إطلاق الصواريخ، مشيرة إلى أن عملية التصفية تمت بتوصية من الشاباك.
وتساءلت الصحيفة عن علاقة وتوقيت العملية بالاحتجاجات الشعبية في الكيان ومدى علاقة نظرية المؤامرة بالموضوع؟
وأوضحت الصحيفة أن الجهاد الإسلامي استخدم حتى الآن صواريخ مداها 40 كم، ولكن المؤسسة الأمنية تدرك أن لدى فصائل غزة وبالذات سرايا القدس صواريخ تستطيع ضرب تل أبيب وهرتسليا مما يعني وضع معظم سكان الكيان في الملاجئ.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد عبرت عن مخاوفها المتزايدة، بعد إخفاق منظومة "القبة الحديدية" -نظام استهداف صاروخي تستخدمه إسرائيل لإسقاط صواريخ المقاومة الفلسطينية- في التصدي للقصف الصاروخي الذي بدأته سرايا القدس أمس السبت بعد استشهاد 9 من قادتها، حيث تصدت القبة لصاروخين، بينما نجحت باقي الصواريخ في إصابة أهدافها.
وادعت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن خللاً فنياً اعترى منظومة القبة الحديدية تسبب في فشل عمل المنظومة، فيما قال محلل عسكري للتلفزيون الإسرائيلي أن حركة الجهاد أصبحت تمتلك ألافا من صواريخ الجراد. ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مصادر في جيش الاحتلال أن حركة السفن في مينائي حيفا وأسدود توقفت بسبب صواريخ المقاومة، وهو ما دعا الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لدعوة حماس إلى وقف إطلاق النار.
وكان جيش الاحتلال قد سارع أمس السبت، إلى نصب بطارية من الصواريخ المضادة للصواريخ في مدينة اسدود، إلا أنه سرعان ما سقط صاروخ وقتل إسرائيليا وأصاب آخرين، واحرق بناية دون ان تنبس بطارية القبة الحديدية ببنت شفة، بل انها لم تحرك ساكنا ولم تطلق حتى صافرة انذار.
ووسط احتجاج كبير وانتقادات لاذعة ضد الجيش وضد القبة الحديدية رد احد ضباط الاحتلال: ان البطارية جديدية ولها نظام عمل معين ولكنه اعترف انها لم تؤد الوظيفة المطلوبة.
وتقول الصحيفة في تقرير مطول: ان اغتيال قادة ميدانيين للجهاد الاسلامي اشعل الارض، وفي عنوان فرعي اخر يعلن جيش الاحتلال بيأس (ان النجاح بنسبة 100% امر غير متوقع) إلا أن الصحيفة تهمز ان البطارية لم تنجح ولا 1% وكانت نائمة.
هذا ويخشى قادة الاحتلال ان يصل مدى الصواريخ إلى مدينة ريشون لتسيون شمال تل أبيب، وهو أمر يعني الكثير من الناحية السياسية بالنسبة للجبهة الداخلية الإسرائيلية التي طالما صدّقت دعاية القبة الحديدية دون جدوى.