تستضيف بلدة زاكورة المغربية المهرجان الدولي الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم عبر الصحراء العام الجاري. وقال مدير المهرجان أحمد شهيد إن دورة العام الجاري تركز بوجه خاص عللا القضايا البيئية قبيل انعقاد مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة المقرر ان يعقد بالبرازيل العام المقبل.
وأضاف شهيد "أولينا هذه السنة التي تصادف الذكرى الثامنة إهتماما للعلاقة ما بين السينما والبيئة؛ العلاقة كما نعرفها على المستوى الدولي هي أن الوضع البيئي في بلدنا يعرف تدهورا كبيرا وهذا يعني أن ناقوس الخطر يدق ويدق، وكانت هذه هي مساهمة الملتقى الدولي للفيلم عبر الصحراء لدق هذا الناقوس ونحن على عتبة ريو زائد 20 الذي سينظم في ريو دي جانيرو في 2012 والذي يخص التنمية المستدامة".
وانطلق المهرجان يوم السبت (22 أكتوبر) بعرض فيلم "الجامع" الذي صور في بلدة زاكورة نفسها، ويدور الفيلم حول قصة رجل استخدمت أرضه في بناء مسجد عليها أثناء تصوير فيلم سينمائي، وحين انتهى التصوير وغادر العاملون بالفيلم المكان رفض أهالي المنطقة هدم المسجد الأمر الذي سبب مشكلة لمالك الأرض.
والأفلام التسعة المشاركة في المهرجان جاءت من دول مثل تشاد والجزائر وتونس والسنغال وناميبيا، وكانت الهيمنة على المهرجان من نصيب الأفلام المغربية.
وعرض في المهرجان أيضا فيلم "بلاستيك" للمخرج المغربي المعروف عبد الكبير الركاكنة، ويدور الفيلم حول معالجة قضية العنف الداخلي. ويقول الركاكنة إن "المهرجان فرصة جيدة للقاء مخرجين وممثلين آخرين وتبادل الآراء".
وأضاف "أنا جد سعيد بمشاركتي في مدينة زاكورة وفي المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء، وسعيد للالتقاء بمجموعة من المخرجين وبمجموعة من الفعاليات سواء وطنية أو أجنبية لأن هذا يتيح لنا فرصة اللقاء فيما بيننا ومشاهدة مجموعة من الأعمال الأجنبية والوطنية التي لم نشاهدها من قبل وكذلك لنرى مجموعة من الرؤى الاخراجية لعدد من القضايا".
وعلى عكس المهرجانات السينمائية الأخرى، فإن المهرجان الدولي عبر الصحراء لا يمنح جوائز، وبدلا من الجوائز يقدم المهرجان فرصة للمخرجين الطموحين لتعلم قواعد الإخراج من مخرجين وفنيين كبار وذوي خبرة، ويقول المخرج الفرنسي جيل لمونو إن ورشته ستعلم طلابه كيف يبتكرون فيلما قصيرا خاصا بهم.
وأضاف لمونو "ألقنهم المباديء الأولية لكتابة السيناريو كما أعلمهم المباديء الأولية في التصوير والمونتاج. إذا تمت كل الأمور على ما يرام سننتج فيلما قصيرا سيتم عرضه خلال حفل الاختتام."وبالاضافة للتدريب ينظم المهرجان أيضا مسابقة لكتابة السيناريو للطلاب الذين يأملون في دخول صناعة السينما ذات يوم. وسيشاهد الفائز نص السيناريو الذي أعده وقد تحول الى فيلم في العام المقبل.
وتقع ستوديوهات ورزازات السينمائية على بعد 200 كيلومتر فقط من زاكورة التي تستضيف المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء هذا العام دون أن تتوفر بها كل الإمكانات اللازمة كما هو الحال في ورزازات، فإن منظمي المهرجان يأملون أن تعوض الطبيعة الخلابة في زاكورة هذا النقص وتكون سببا لجذب الزوار ليضعوها على خريطة الأماكن السياحية التي يزورونها بالمغرب.