نفى الجيش التركي مساء أمس الثلاثاء، أن يكون توغل في شمال العراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، الذين قتل منهم العشرات منذ قتلوا هم الأربعاء الماضي 24 جنديا تركياً، في واحدة من أكثر هجماتهم دموية منذ سنوات طويلة.
وكانت مصادر أمنية تركية تحدثت مساء أمس الأول الاثنين، عن توغل قوة من 500 جندي تركي، مدعومة بما بين عشرين وثلاثين دبابة، وعن غارات شنتها طائرات حربية تركية على مواقع مفترضة للمسلحين الأكراد الأتراك.
وذكرت تلك المصادر أن القوة التركية توغلت عبر الحدود من قرية سياهكايا على مسافة 15 كيلومترًا من منفذ هابور الحدودي. وتابعت أن العملية تستهدف معسكرات لحزب العمال في وادي هفتانين، حيث يعتقد أن مئات من مقاتلي الحزب موجودون.
لكن الجيش التركي أكد أمس، أن التحركات العسكرية التي رصدت مساء الاثنين كانت في الواقع تدريبات عسكرية في الجانب التركي من الحدود مع العراق.
وجاء في بيان نشر في موقع هيئة الأركان التركية أن "وحدات الدبابات التابعة لنا أجرت تدريبًا ومناورات في مناطق قرب الحدود وداخل حدودنا شرقي سيلوبي".
كما أن حزب العمال الكردستاني وقائديْ حرس الحدود في محافظتيْ دهوك وأربيل بإقليم كردستان العراق نفوا أمس حدوث توغل تركي في شمال العراق. ويناقض هذا النفي رواية أحد سكان قرية أوري بدهوك قال إن قوات تركية دخلت القرية.
وردت القوات التركية على هجمات حزب العمال الكردستاني الأخيرة -وهي الأعنف منذ 1993- بعمليات برية يشارك فيها نحو عشرة آلاف جندي، وبضربات جوية استهدفت معاقل الحزب في جبال قنديل داخل شمال العراق.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية أول أمس مقتل 15 من عناصر العمال الكردستاني في منطقة كازان فالي بالقرب من مدينة شوكورجا بمحافظة هكاري.
وأضافت أن الجيش التركي قتل في وقت سابق مائة من المسلحين الأكراد في نفس المنطقة، في عمليات عسكرية بدأت بعد ساعات من الهجمات التي أوقعت 24 قتيلاً و18 جريحًا في صفوف العسكريين الأتراك في شوكورجا بمحافظة هكاري الأربعاء الماضي.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني -المدرج على لائحة "التنظيمات الإرهابية" في أميركا ودول الاتحاد الأوروبي- قد بدأ صراعه مع أنقرة عام 1984 بهدف إقامة دولة في منطقة جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، مما أسفر عن مقتل حوالي 45 ألف شخص وفقًا لتقديرات الجيش التركي.