يترقب الليبيون اليوم إعلان المجلس الوطنى الانتقالى تحرير ليبيا بالكامل بعد السيطرة على مدينة سرت الخميس الماضى، وهو ما تزامن مع مقتل الزعيم الليبى المخلوع معمر القذافى (69) فى سرت، مسقط رأسه، بعد 42 عاما فى الحكم، وذلك على أيدى ثوار السابع عشر من فبراير. الإعلان المرتقب ينهى ثمانية أشهر من الصراع، الذى أودى بحياة ستين ألف شخص، بحسب أعضاء بالمجلس الوطنى الانتقالى، الذى نشر مطلع الشهر الماضى خارطة طريق نحو «ليبيا حرة» تنص على قيام حكومة انتقالية بعد شهر من تحرير البلاد، مهمتها تنظيم انتخابات عامة خلال ثمانية أشهر وتسليم سلطات المجلس إلى جمعية منتخبة.
وبينما أعلن حلف شمال الأطلنطى (الناتو) 31 من الشهر الجارى موعدا لإنهاء عمليته البحرية والجوية فى ليبيا بعد «اتفاق أولى» فى هذا الاتجاه بين الممثلين عن الدول ال 28 فى الحلف، طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولى وضع حد فورى لمنطقة الحظر الجوى فوق ليبيا، وهو ما بدأ المجلس فى مناقشته أمس الأول.
وبشأن القذافى، قال المتحدث باسم المجلس العسكرى فى مصراتة فتحى بشاقة: «لن يجرى تشريح جثة القذافى». وتعرض الجثة فى غرفة مبردة بأحد أسواق مصراتة التى نقلت إليها جثة نجله المعتصم. وقد ألقى الكثير من سكان المدينة أمس نظرة على الجثتين.
وأعلن أعضاء فى المجلس العسكرى بمدينة مصراتة أن الجثة ستدفن فى مكان سرى، تفاديا لتحويل مدفنه الى محج لأنصاره فى المستقبل. وأوضح عضو بالمجلس أن رئيس المكتب التنفيذى فى المجلس الانتقالى الليبى محمود جبريل أسدى لهم هذه النصيحة عندما عاين الجثة بعد ظهر أمس الأول، وهو ما أكده أعضاء آخرون فى المجلس العسكرى. ومضى هذه العضو قائلا: «سنفعل كما حصل مع أدولف هتلر» الديكتاتور النازى الذى اختفت جثته بعد انتحاره فى برلين عام 1945.
وقد نجا من معارك سرت الأخيرة كل من سيف الإسلام القذافى، وعبدالله السنوسى، رئيس المخابرات، وهما مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية للاشتباه بارتكابهما جرائم ضد الإنسانية.
وبينما لا تزال الأنباء متضاربة بين أسر سيف الإسلام وهروبه، أعلن مصدر حكومى نيجرى أمس أنه تم رصد السنوسى، صهر القذافى، «فى أقصى شمال النيجر». من جهتها، طالبت قبيلة القذاذفة المجلس الانتقالى بتسلم جثمان «العقيد»، قائلة فى بيان أصدره أعيان ومشايخ القبيلة من سرت أمس: «نعلن مشايخ وأعيان قبيلة القذاذفة فى ليبيا وخارجها عن المطالبة بحقنا فى تسليمنا جثمان ابننا القائد معمر القذافى وأبنائه لدفنهم فى موطنهم وفقا لكل الأعراف والقيم الإسلامية والإنسانية»، داعية المجلس الانتقالى إلى الاستجابة لهذا المطلب الشرعى».
وكانت الحكومة الليبية المؤقتة قد أعلنت أن دفن القذافى سيتأخر بضعة أيام للسماح لمسئولى المحكمة الجنائية الدولية بالتحقق من الجثة الموجودة حاليا فى مدينة مصراتة، إذا ما طلبت المحكمة ذلك. وقد دعت الأممالمتحدة والمفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق حول مقتل القذافى، وسط تساؤلات حول اللحظات الأخيرة فى حياته.