في حوار شامل مع موقع swissinfoالإخباري فتح السفير السابق عبد الوهاب الزنتاتي مجموعة من القضايا المتعلقة بالوضع الليبي بعد القذافي والتيار الناصري في ليبيا وحلمه بتأسيس أول حزب ناصري في ليبيا بعد التخلص من القذافي. ويُعتبر السفير السابق عبد الوهاب الزنتاتي من الوجوه الناصرية البارزة في ليبيا، وهو يسعى حاليا لتشكيل حزب ناصري مع الوجوه العروبية التي كانت ممنوعة من العمل السياسي في ظل حُكم الزعيم الفارّ معمر القذافي، الذي كان يعتبِر نفسه "الناصري الأول في ليبيا"، ولا يعترف لأحد سِواه بحق الكلام باسم هذا التيار.
أخطاء عبد الناصر وميزاته وأكد الزنتاتي على وجود أخطاء عانت منها الناصرية، وفي المقدمة منها إلغاء الأحزاب وإلغاء هيئة كبار علماء الأزهر، ما جعله يتحول إلى جزء من الحكومة ويتخلّى عن دوره الدِّيني والسياسي، الذي برز مثلا أيام الحملة الفرنسية على مصر. وبعد ذلك الإجراء، أصبح شيخ الأزهر يُعين بقرار مثل أي موظف. والخطأ الكبير الثالث هو التسرّع في إعلان الوِحدة مع سوريا في 1958.
أما عن عبد الناصر فقال الزنتاتي إنه اليوم، بعدما نشرت الفواتير التي أظهرت كم كان يُخصم من راتبه من أجل تأثيث بيته في منشية البكري، أنه كان نظيف اليد والسريرة، ولعله لم يأت حاكم عربي مثله منذ عمر بن عبد العزيز. عبدالناصر لم يُغير بيته بعدما أصبح رئيسا، وهو لم ينم ليلة واحدة في أي قصر من القصور السبعة التي كانت في القاهرة.
القذافي: أنا أبو الناصرية في ليبيا
وعن التيار الناصري في ليبيا فيقول كان التنظيم الناصري سريا واعتمد على نظام الحلقات الذي أوصى به عبد الناصر عندما أسس "التنظيم الطليعي"، ونحن في ليبيا أخذنا بهذا النظام، أي خمسة عناصر وإلى جانبهم حلقة أخرى بخمسة أعضاء وهكذا، لكن الذين يعرفون بعضهم البعض، هم رؤساء الحلقات فقط. وطبعا ظل التنظيم سرِيا إلى نهاية معمّر القذافي، إذ أنه سعى إلى معرفة مَن هي القيادات الناصرية وضغط في هذا الاتجاه، لأنه كان يقول إنه هو "أبو الناصرية في ليبيا"، لكنه فشل.
أما نحن، فكنا على اتصال مع شخصيتين في مصر هما المرحوم شعراوي جمعة، وزير الداخلية وسامي شرف، مدير مكتب عبد الناصر، الذي ما زلنا على اتصال به إلى اليوم. حاول القذافي أن يعرف من سامي شرف أسماء القيادات الناصرية الليبية، ثم لما أخفق، دعا المفكر الفلسطيني الراحل أحمد صدقي الدجاني، الذي كان صديقنا، ليعرف منه الأسماء، لكنه فشل أيضا، فتحول إلى التهديد وصار يُردد "ليس هناك ناصريون في ليبيا سواي".
وخلال زيارة عبد الناصر لليبيا عام 1970، حاول القذافي أن يعرف منه مَن هي أسماء الناصريين الذين يثِق فيهم، فردّ عليه عبد الناصر "كل الليبيين ناصريون، وهؤلاء إن وُجدوا سيكونون عونا لك على تطبيق التجربة القومية في ليبيا". ثم قال في خطاب رسمي "أترككم وأنا واثق من أن الأخ معمر أمين القومية العربية". ولعل ناصر كان مُحقا في ذلك الموقف، بمعنى أن ليبيا الملكية كانت تمثل شوكة في خاصرة مصر، إذ انطلقت الطائرات الغربية من قواعدها لضرب مصر في عدوان 1956، فلا نتوقع أن لا يكون عبد الناصر سعيدا بقيام ثورة في ليبيا أو أن يتنكر للشعارات القومية التي رفعتها، وهو على كل حال لا يستطيع التنبُّؤ بالمستقبل.
الناصريون الليبيون وثورة 17 فبراير،
وأكد السفير السابق على أن سيطر الجانب الحربي ولم تكن هناك إمكانية للفرز. بات الجميع يلتحق بالكتائب في الجبهات من أجل التحرير. والآن هناك اتصالات من أجل تشكيل حزب وربما أحزاب، ويقول نحن عانينا من التشرذم كناصريين في لبنان مثلا وحتى في مصر نفسها. وقد شاركنا في القتال في بنغازي والمنطقة الشرقية أي برقة، علما أن الحركة الناصرية السرية كان مركزها في بنغازي.