فى 31 أكتوبر، سوف يبلغ عدد سكان الأرض سبعة مليارات نسمة، وفقا للتوقعات الرسمية الصادرة عن الأممالمتحدة فى مجال السكان. لا تتسم البيانات المتاحة لدينا بالدقة الكافية كى نتوقع اليوم المحدد الذى يصل فيه عدد سكان العالم إلى 7 مليارات. لكن تلك اللحظة التاريخية أدت إلى تصاعد الجدل بشأن مسألة «الزيادة السكانية»، وهو الجدل الذى ظل يتراجع ويتقدم منذ نشر مالتوس مقاله حول مبادئ السكان عام 1798. لم تبرز هذه القضية فى الساحة العامة إلا مع الانتباه إلى «القنبلة السكانية» فى الستينيات وبداية السبعينيات عندما كان سكان الكوكب نصف عددهم الحالى.
وبصورة عامة، أصبحت نبرة النقاش أقل ميلا إلى التنبؤ مقارنة بنظيرتها قبل 40 عاما. ومع ذلك، مازال القلق يتمحور حول قدرة الأرض على استيعاب السكان. ما هو عدد السكان الذى يمكن أن يعيش على نحو مستدام على هذا الكوكب؟ هل يمكننا توفير الطعام لسكان العالم الذين يتزايدون سنويا بمقدار 76 مليون نسمة، وسوف يزيد عددهم على 9 مليارات بحلول عام 2050 بحسب التقديرات السكانية المتوسطة؟ وهل سيسبب تزايد العبء البشرى على الأرض فى النهاية كارثة ودمارا بيئيا يستحيل إصلاحه، حيث يمتد من التغير المناخى إلى فناء الحياة البرية برمتها؟
للأسف، لا يقترب العلماء فى أى مكان من الاتفاق على إجابة لهذا السؤال. ويقول جوئيل كوين، رئيس مركز أبحاث السكان فى جامعة روكفلر فى نيويورك: «تتراوح التقديرات حول القدرة الاستيعابية للأرض بين مليار إلى تريليون نسمة. وتُعتبر هذه التقديرات سياسية أكثر من كونها علمية، حيث تهدف كل منها إلى دعم وجهة نظر بعينها».
ومع ذلك، يقول السير جون سالستون، الأستاذ فى جامعة مانشستر الذى أجرى دراسة شديدة الأهمية حول سكان العالم لأكاديمية الجمعية الملكية البريطانية، إنه لا يجب ألا يكون الهدف هو حشر أكبر عدد ممكن من الناس على الكوكب، «بل يجب علينا التركيز على الأمور التى تسمح للجنس البشرى بالازدهار. ويجب أن نهدف إلى مستوى معيشة أعلى، وليس مجرد الكفاح من أجل البقاء». لكن هناك من لا يرى مشكلة فى الزيادة السكانية. ويرد المتفائلون بمستقبل الجنس البشرى على المتشائمين بأن النمو السكانى يمكنه تحقيق الرخاء دون التضحية بالبيئة.
إذا لم تحدث كارثة كونية، فمن المتوقع زيادة عدد سكان العالم على 8 مليارات نسمة فى غضون الأعوام الخمسة عشر المقبلة أو نحو ذلك. وفى كل الأحوال، مازال المتفائلون والمتشائمون مختلفين حول ما إذا كان عدد سكان الكون يفوق قدرته على الاستيعاب أم لا.